لضغط أمر طبيعي . فكلنا يشعر بالضغط فيما يخص العمل والعائلة والقرارات والمستقبل وأكثر من ذلك. والضغط يؤثر على الجسم والعقل معاً وسببه الحوادث الرئيسية في الحياة مثل المرض وموت عزيز والتغيير في المسؤوليات أو التوقعات في العمل ، ترقيات العمل، الخسارة والتغيير. كذلك فإن الحوادث الصغيرة تسبب الضغط. قد لا تدرك أنك تتعرض إلى ضغط إلا أن التراكم المستمر لآثار الأحداث الصغيرة يسفر عن آثار ضخمة قد تكون مدمرة.
في استجابة للضغوطات اليومية، يرتفع ضغط الدم لديك بشكل أوتوماتيكي وتتسارع دقات قلبك ويزداد تدفق الدم إلى عضلاتك.
هذه الأمور مجتمعة تهدف إلى مساعدة جسمك على الرد السريع والمؤثر لأي ضغط من المستوى العالي. فعندما تظهر ردود أفعال مستمرة على حالات الضغوط التي تتعرض لها الصغيرة منها والكبيرة دون أن تقوم بتعديلات عقلية وجسدية وعاطفية لمواجهة آثار هذه الضغوط
فأنت تمارس ضغطاً يمكن أن يؤذي صحتك ويهدد كيانك. من الضروري أن تتفهم الأحداث الداخلية والخارجية التي تسبب لك الضغط، بغض النظر عن الطريقة التي تميّز بها هذه الأحداث.

من جهة أخرى يمكن أن يكون للضغط وجه إيجابي، فقد تكون في بعض الأحيان بحاجة إلى كمّ معين من الضغط لتبذل أقصى مجهود في العمل.
المفتاح إلى إدارة الضغوط هي أن تحدد كمية الضغط الصحيحة التي ستعطيك الطاقة والحماس، وليست كمية الضغط الخاطئة التي تؤذي صحتك وتهدد كيانك.

أهم مسببات الضغط
بالرغم من أن كل إنسان يختلف عن غيره في نوع الضغوطات التي تؤثر فيه والمواضيع التي تسبب له الضغط، إلا أن هناك أسبابا عامة يشترك فيها جميع الأفراد على اختلافهم
وهي مسببات الضغط التي عليك أن تتفهمها وتأخذ الاحتياطات اللازمة لتجنبها:

أن تشعر أنك فقدت السيطرة
أن تشعر أنك فقدت الاتجاه
شعورك بالذنب بسبب التأخير أو فشلك في الوفاء بالتزاماتك.
التزامات زائدة عن الزمن المتاح.
التغيير، وخاصة التغييرات التي لم تقم بها أنت أو تمهد لها.
التردد.
آمال كبيرة.

ما الذي يؤثر على مهاراتك المواكبة للتغيير؟
خلال فترات الضغط والتردد التي يفرضها التغيير، يمكنك أن تتوقع بعض المواضيع المستقبلية، بعض المشاكل وفرصاً جديدة.
على سبيل المثال، خلال أي تغيير يكون لدى أعضاء التنظيم :

طرق مختلفة للتغيير. بعضهم يستشعر صعوبة في قبول التغيير، آخرون يستطيبون التغيير ويعتبرونه فرصة كبيرة؛ البعض يبدؤون بالتغيير، آخرون يفضلون الحالة الراهنة.
كمّ مختلف من الخبرات والممارسة في إدارة الضغوط وإدارة التغيير. (ما قد يكون مدمراً بالنسبة لأحد الأفراد قد يثير آخر، وقد يكون هزة لطيفة بالنسبة لثالث).
بعض الأفراد يلجؤون إلى تسوية الخلافات، آخرون يعانون بصمت؛ البعض يجد راحة في التذمر وآخرون يتكلمون و يتكلمون و يتكلمون، ولكنهم مؤيدون للتغيير في واقع الحال. وهناك من يسعى لإحباط واستنزاف محاولات التغيير.
مستويات مختلفة من الضغوط والتغيير تحدث في نواحي مختلفة من حياتهم.
كمّ من الآثار والضغوط يختلف من عضو لآخر ينشأ عن عملية التغيير، كما تتفاوت كمية ونوع المساعدة أو المساندة التي يتلقونها من أزواجهم أو أصدقائهم أو العاملين لديهم.

آثار خطيرة
إن هذه الأمور مجتمعة وغيرها يمكن أن تؤثر على مقدرته على إدارة ضغوط العمل والتغيير، لمتابعة العمل بشكل مثمر.
من المهم أن تدرك أن الأفراد الذين يعانون من ضغط وتغيير حقيقي قد لا يكونون قادرين على الأداء بنفس المستوى الذي كانوا عليه.
يمكن أن يسبب الضغط مشاكل جسمية وعاطفية وسلوكية قد تؤثر على صحتك وطاقتك وقدراتك الفكرية وعلاقاتك الشخصية والمهنية.
كذلك يمكن أن يسبب، انعدام الدافع، صعوبة في التركيز، حوادث ، انخفاض في الإنتاجية وصدامات في علاقاتك مع الآخرين، أوجاع في الرأس، وقد تتطور إلى أمراض تهدد الحياة مثل ارتفاع الضغط المزمن ومرض القلب.

غالباً ما ينحي الأفراد باللائمة على أنفسهم خلال فترات الضغط لأنهم ضعاف أو لعدم مقدرتهم على التعامل مع الوضع.
وفي معظم الأحيان لا يتفهم المدراء في التنظيم التطور الطبيعي للأوضاع التي يفرزها التغيير أو الضغط ، بل يتوقعون عودة آنية لمستوى الأداء السابق بعد حادث من حوادث الضغط.

إنه رباط وثيق ذاك الذي يرتبط به الأفراد بمجموعة العمل التي يعملون معها، وبالبنية التنظيمية وبالمسؤوليات الشخصية وبطرق إنجاز العمل
لذلك علينا أن ندرك أن أي اختلال في توازن أحد هذه العناصر سواء باختيار الفرد أو بسبب التطور التنظيمي، الذي قد يشعرون أنهم قد أصبحوا في منأى عنه
سيكون له أثر عميق في نفسية هؤلاء الأفراد. هنا يجب أن ندع لهم مجالاً زمنياً يمنحهم فرصة التوافق مع التغيير إلى ما يعتبر جديدا بالنسبة لهم.