الحاجة أم الاختراع، ولكن اليوم قد يكون من المستحب أيضاً أن نقول أن الواقع هو أُم الاختراعات، وخصوصاً إذا ما رأينا واقع حال المدن المزدحمة، وافتقارها للمساحات الخضراء، نتيجة الزحف العمراني، ونزوح سكان الريف نحو أسواق العمل، والمراكز الإدارية.

إن المساحات المفتوحة أصبحت عملة نادرة، ووجود الحدائق العامة حاجة ضرورية، ولعدم توفر السبل لأقامتها في ظل الازدحام والكثافة كان لا بد من الابداع بأفكار خلاقة، فقد قامت الشركة الهولندية واترستديو، عبر مهندسها المُبهر بالكشف عن فكرة إقامة الحدائق العائمة والتي هي عبارة عن هيكل عائم متعدد المستويات.




وهذه الفكرة سوف توفر الكثير من المساحات العائمة فوق سطح البحر والتي تعتبر مساحة وملاذاً للحياة البرية كالطيور والنحل والخفافيش والحيوانات الصغيرة الاخرى، وسوف تمتد لشمل مساحات أُخرى تحت الماء، وبهذا تكون قد وفرت أيضاً مساحات للمخلوقات المائية، وحتى يُمكن إقامة الشعاب المرجانية الإصطناعية.



وأن هذه التصاميم هي محل استحواذ واستحسان كبير وخاصة في المدن الكبيرة مثل نيويورك ولندن. إن هذا المفهوم الذي ابتدعه المهندس المغمور يقترح استخدام التكنولوجيا في تلك الحدائق العائمة كتلك التي تُستخدم في المنصات العائمة، وأن هذه الأبراج الرأسية قد تكون ضخمة مع كابلات تحت الماء، مع تعديل ارتفاع اعتماداً على الموقع وعمق المياه.


بالإضافة لجمال التصميم، فهو يُوفر حلاً، وفي الوقت نفسه لا تعتبر التكلفة عالية، وأن إقامة مثل تلك الحدائق العائمة سوف ثؤثر بشكل إيجابي بيئياً لمساحة تمتد لأميال. ولم تكشف الشركة عن أسماء الكثير من العملاء الذين أبدوا اهتماماً بالغاً بهذه النظرية وخاصة أنها لا تستغرق أكثر من عامين لتنفيذها على أرض الواقع.