موقوف
- معدل تقييم المستوى
- 0
][نظريات في الإرشاد، وتطبيقاتها الميدانية][
رابعاً : نظرية التحليل النفسي:
وقد حظيت بشهرة واسعة عند ظهورها في الدراسات النفسية و خاصة في مجالات الإرشاد النفسي والصحة النفسية ، و هذه النظرية ترى بأن الوعي الإنساني صنف على مستويين هما الشعور واللاشعور، وكما أن تصورها للشخصية يقوم على ثلاثة أبعاد هي:
1- ألهو و هو مستقر الغرائز و الدوافع الأولية و مستودعها.
2- الأنا العليا وهي مستقر الضمير أو القيم أو الأخلاق والمثل العليا فهي بمثابة سلطة عليا داخلية تراقب وتحاسب .
3- الأنا و تحتل مكاناً وسطاً بين مستقر الغرائز ومستقر المثل العليا ، فهي مراكز الشعور والتفكير المشرف على السلوك ، و يعمل على التوفيق ما بين (الهو) الدنيا و (الأنا العليا) .
المبادئ التي تقوم عليها هذه النظرية:
1- الحتمية النفسية : أي أن لكل سبب نتيجة ولكل نتيجة سبب ، بسبب ظاهر أو غير ظاهر ، منطقي أو بعيد عن المنطق . أي أن هناك سببا يكمن وراء أي حدث يحدث.
2- الحيل اللاشعورية: و تنجم من داخل الفرد نفسه لمواجهة الأخطار الناجمة من الخارج من الأشخاص المحيطين بالفرد نفسه في بينته لتدافع عن شخصية هذا الفرد ، و يطلق عليها بين قوسين (ميكانزمات الدفاع) ومنها:
2/1 : التوحد: بمحاولة الفرد للوصول إلى الهدف بأن يبرمج ذاته بصفات محددة أو بذات شخص آخر من خلال تقليده أو محكاته ، و لذا فإن تقليد الوالدين و محاكاتهم يخفف من درجة التوتر لدى الفرد .
2/2 الاستبدال والإزاحة : عملية توجيه الطاقة من هدف إلى آخر لتوضيح قدرة الفرد على تغيير هدف نشاطه من موضوع نفسي إلى أخر ، و تتم عندما يكون الهدف الجديد لا يكفي لإزالة التوتر ، و لذا فإنه يظل يبحث عن الأفضل لتخفيف ذلك التوتر لديه ، و هذا يفسر تنوع أشكال سلوك الإنسان .
ومن أمثلة الإزاحة التسامي وهو أسلوب تسلكه الدوافع العدوانية أو الجسمية لتتخذ طريقاً ثقافياً أو إنسانياً أو حضارياً أو فنياً ، و يحتاج الفرد لمزيد من النضج حتى يمكنه التسامي بطاقته ، و تحويلها إلى موضوعات تشبع حاجاته ، و تساعد على نمو مجتمعه أيضاً .
2/3: الكبت: وهو محاولة الفرد التحفظ عن دوافع مثيرة للقلق ، و يرفض ببساطة الاعتراف بوجودها ، و الأفراد الذين يعتريهم الكبت تكون شخصياتهم متوترة متصلة ، و تسيطر(الأنا العليا) لديهم على (الأنا) ، و يعمل الكبت في مرحلة الطفولة على تقوية (الأنا) ، و تساعده حينما يكبر ، و تسبب له بعض المشكلات النفسية.
2/4: الإسقاط: وهو إنكار صفة معينة في الفرد وإلصاقها بفرد آخر وهو مرتبط بحيلة الإنكار، فمثلاً عندما يكره طالب أحد زملائه فيدعي بأن زميله يكرهه ، و يستخدم أحياناً في حياتنا اليومية غير أن الإفراط في استخدامه يعوق معرفة الفرد لنفسه ، و يفسد علاقته الاجتماعية أيضاً لأنه قد يصل به الحد للحط من شأن الآخرين مما يؤدي إلى اختلاف في الإدراك أو إدراك أشياء لا وجود لها .
2/5: النكوص: بتراجع الفرد إلى ممارسة أساليب سلوكية في مرحلة سابقة من حياته لا تناسب مع مرحلة نموه الحالية ليجنب ذاته الشعور بالعجز والفشل أو المخاوف أو الحرمان ، وهذه العملية تجنب الفرد الشعور بالقلق ، و لكنها تعيق النمو ، ومن الأمثلة : الطفل الصغير الذي ينكص إلى أنواع السلوك الطفلي المبكر عندما يواجه خطر فقدان الحب ، و يعتقد أنه يعود إلى هذه المرحلة من النمو التي تحقق له الحب.
2/6 : التثبيت: عندما ينتقل الفرد من مرحلة نمو إلى مرحلة أخرى يواجه مواقف محبطة و مثيرة للقلق تعوق استمرار نموه بصفة مؤقتة على الأقل ، و يثبت على مرحلة معينة من مراحل نموه ، و يخاف الانتقال منها ، و يتخلى عن شرط سلوكي معين على إشباع حاجاته ، لعدم تأكده من السلوك هل يستحق الإشباع أم لا ؟ .
2/7: التكوين العكسي: تحاول (الأنا) تكوين سلوك على النقيض عندما يكون هناك موقف يثير القلق ، فإذا كان الفرد يشعر بكراهية شخص ما ، فقد يظهر مشاعر الود والحب تجاه هذا الشخص ، وعادة ما ترجع أشكال متطرفة من السلوك إلى تكوين العكس .
2/8: التعويض: وهو أسلوب المبالغة الذي يبدو على سلوك الفرد فمثلاً فرد دميم الخلقة أو شخص قصير القامة على شكل قزم فنجد بأن كلاً من هذين الفردين يحاول إظهار السيطرة والتسلط بصورة مبالغ فيها في شكل عملية تعويض عن مشاعر مكبوتة تؤلم الفرد إذا شعر بها على شكل استعراضات يقوم بها ، و يرجع السلوك التعويضي لبعض الأفراد إلى عوامل لا شعورية لا يعيها الفرد ، و تدفعه إلى أساليب سلوكية غير متكاملة مبالغ فيها قد تؤدي إلى اضطرابات انفعالية .
2/9: التبرير: وهو عملية نستطيع من خلالها إيجاد أسباب منطقية لسلوكنا ولكن هذه الأسباب غالباً ما تكون مخالفة للواقع وذلك لكون الفرد يرى بأن ما يراه لنفسه قد يراه الآخرون فيهم، ولذا فأن التبرير في بعض الأحيان يمثل عملية لا شعورية لأن صاحبها لا يدرك بأنه مشوه الواقع، يصعب عليه مناقشة مبررات سلوكية لأن (الأنا) تخشى الكشف عن الأسباب الحقيقية لذا فهي تعمل على كبتها، ومثال ذلك الطالب الذي يغش في الاختبار يبرر فشله بصعوبة أسئلة الاختبار وذلك لحفظ ماء الوجه. ويمكن للمرشد الطلابي أن يتعرف على الحيل الدفاعية التي يقوم بها كثير من الطلاب فعلى ضوئها يمكنه التعامل مع المشكلات الطلابية المتعددة .
تطبيقات نظرية التحليل النفسي في التوجيه والإرشاد:
1- قيام المرشد الطلابي بطمأنة المسترشد وتأكيد ثقته بنفسه وتكون علاقة مهنية سليمة معه تعتمد على التقبل .
2- إعطاء المسترشد الفرصة للتعبير عما يدور في ذهنه من خلال التداعي الحر وهذا ليس بالأمر السهل حتى يتمكن من التحدث عن نفسه بطلاقة لإخراج المشاعر والخبرات المؤلمة المكبوتة بداخله.
3- إمكانية الاستفادة من الألعاب الرياضية والتمارين السويدية يشتى أنواعها للطلاب الذين يظهرون ميولاً عدوانية مثلاً من خلال التعاون مع معلم التربية الرياضية بالمدرسة .
4- الإفادة من المعايير الاجتماعية التي تضبط وتوجه سلوكيات المجتمع من خلال توضيح أهمية الالتزام بها للطلاب وأولياء أمورهم وحثهم على التعامل بها في حياتهم اليومية.
5- إمكانية وقوف المرشد الطلابي على المشاعر الانفعالية التي يظهرها المسترشد للكشف عن صراعاته الأساسية المكبوتة الدفينة
المفضلات