السلام عليكم ورحمة الله وبركاته








][نظريات في الإرشاد، وتطبيقاتها الميدانية][






نظريات الإرشاد عرض لبعض نظريات الإرشاد وتطبيقاتها الميدانية:
هذه النظريات تمثل خلاصة ما قام به الباحثون في مجال السلوك الإنساني والتي وضعت في شكل إطارات عامة تبين الأسباب المتوقعة للمشكلات التي يعاني منها المسترشد كما ترصد الطرق المختلفة لتعديل ذلك السلوك وما يجب على المرشد القيام به لتحقيق ذلك الغرض.
إن دراسة هذه التصورات تعطي تصوراً للدور الذي يجب على المرشد القيام به، فالنظرية التي يمارس المرشد عمله في إطارها تحدد بدرجة كبيرة سلوكه في العلمية الإرشادية، مع إمكانياته الاستعانة بنظريات أخرى تساعده على القيام بدوره في المقابلة مثلاً، أو تشخيص الحالة أو في البرنامج العلاجي المقترح لهذه الحالة، وكما أن النظريات في التوجيه والإرشاد تعطي تصوراً عن الشخصية وخصائص النمو الإنساني ومراحله ومشكلاته فإن على المرشد الطلابي أن يستفيد منها في ممارسة عمله المهني المتخصص بما لا يتعارض مع عقيدته وقيمة وآداب مجتمعه .
وهذه النظريات كثيرة مما حدا بأحد علماء النفس بتشبيهها بالغابة الكثيفة الأشجار، ولكننا اخترنا بعض النظريات حيث روعي في عرضها الإشارة للأفكار الرئيسية التي تقوم عليها النظرية وتطبيقاتها العملية لتحمل بعض الأمثلة من واقع الممارسة الإرشادية ليختار المرشد الطلابي ما يتناسب مع أساليبه وطرقه التي يستخدمها مع المسترشد، ومن هذه النظريات نظرية الذات ونظرية الإرشاد العقلاني والانفعالي، والنظرية السلوكية ونظرية التحليل النفسي.
أولاً: نظرية الذات:-
تعتمد على أسلوب الإرشاد غير المباشر يطلق عليها ( الإرشاد المتمركز حول المسترشد(العميل) ) ، و صاحبها ( كارل روجرز) النظرية ترى أن الذات تتكون وتتحقق من خلال النمو الإيجابي ، و تتمثل في بعض العناصر كصفات الفرد وقدراته والمفاهيم التي يكونها داخله نحو ذاته والآخرين والبيئة الاجتماعية التي يعيش فيها ، و كذلك عن خبراته وعن الناس المحيطين به ، و هي تمثل صورة الفرد و جوهره و حيويته ، لذا فإن فهم الإنسان لذاته له أثر كبير في سلوكه من حيث السواء أو الانحراف ، وتعاون المسترشد مع المرشد أمر أساسي في نجاح عملية الإرشاد فلا بد من فهم ذات المسترشد(العميل) كما يتصورها بنفسه ، و لذلك فإنه من المهم دراسة خبرات الفرد و تجاربه و تصوراته عن نفسه والآخرين من حوله.
ويمكن تحديد جوانب اهتمامات هذه النظرية من خلال التالي:-
1- إن الفرد يعيش في عالم متغير من خلال خبرته ، ويدركه و يعتبره مركزه و محوره.
2- يتوقف تفاعل الفرد عن العالم الخارجي وفقاً لخبرته و إدراكه لها لما يمثل الواقع لديه .
3- يكون تفاعل الفرد واستجابته مع ما يحيط به بشكل كلي و منظم .
4- معظم الأساليب السلوكية التي يختارها الفرد تكون متوافقة مع مفهوم الذات لديه .
5- التكيف النفسي يتم عندما يتمكن الفرد من استيعاب جميع خبراته وإعطائها معنى يتلاءم ويتناسق مع مفهوم الذات لديه .
6- سوء التوافق والتوتر النفسي ينتج عندما يفشل الفرد في استيعاب ، و تنظيم الخبرات الحسية العقلية التي يمر بها .
7- الخبرات التي لا تتوافق مع مكونات ذات الفرد تعتبر مهددة لكيانها ، فالذات عندما تواجهها مثل هذه الخبرات تزداد تماسكاً و تنظيماً للمحافظة على كيانها .
8- الخبرات المتوافقة مع الذات يتفحصها الفرد ثم يستوعبها ، وتعمل الذات على احتوائها ، و بالتالي تزيد من قدرة الفرد على تفهم الآخرين و تقبلهم كأفراد مستقلين .
9- ازدياد الاستيعاب الواعي لخبرات الفرد يساعده على تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة التي تم استيعابها بشكل خاطئ ، و تؤدي إلى تكوين منهج أو سلوك خاطئ لدى الفرد .
تطبيقات النظرية:-
يمكن للمرشد الطلابي إتباع الإجراءات التالية:-
1- اعتبار المسترشد كفرد و ليس مشكلة ليحاول المرشد الطلابي فهم اتجاهاته وأثرها على مشكلته من خلال ترك المسترشد يعـبر عن مشكلته بحرية حتى يتحرر من التوتر الانفعالي الداخلي.
2- المراحل التي يسلكها المرشد في ضوء هذه النظرية تتمثل في الآتي:-
2/1: مرحلة الاستطلاع والاستكشاف :
يمكن التعرف على الصعوبات التي تعيق المسترشد ، و تسبب له القلق و الضيق و التعرف على جوانب القوة لديه لتقويمها ، و الجوانب السلبية من خلال الجلسات الإرشادية ، و مقابلة ولي أمره أو أخوته و مدرسيه و من يعرفه ، لمساعدته على فهم شخصيته واستغلال الجوانب الإيجابية منها في تحقيق أهدافه كما يريد.
2/2 مرحلة التوضيح وتحقيق القيم :
يزيد وعي المسترشد ويزيد فهمه وإدراكه للقيم الحقيقية التي لها مكانة لديه من خلال الأسئلة التي يوجهها المرشد ، والتي يمكن معها إزالة التوتر لدى المسترشد .


2/3 المكافأة وتعزيز الاستجابات :
تعتمد على توضيح المرشد لمدى تقدم المسترشد في الاتجاه ، و التأكيد له بأن ذلك خطوة أولية في التغلب على الاضطرابات الانفعالية .




ثانياً : نظرية الإرشاد العقلاني والانفعالي :
صاحبها ألبرت أليس وهو عالم نفسي إكلينكي اهتم بالتوجيه والإرشاد المدرسي والإرشاد الزواجي والأسري ، و هذه النظرية ترى بأن الناس ينقسمون إلى قسمين ، واقعيون ، وغير واقعيين ، وأن أفكارهم تؤثر على سلوكهم فهم بالتالي عرضة للمشاعر السلبية مثل القلق و العدوان و الشعور بالذنب بسبب تفكيرهم اللا واقعي و حالتهم الانفعالية ، و التي يمكن التغلب عليها بتنمية قدرة الفرد العقلية و زيادة درجة إدراكه.
تطبيقات النظرية:
يمكن للمرشد الطلابي من خلال هذه النظرية القيام بالإجراءات التالية:
1- أهمية التعرف على أسباب المشكلة ، أي الأسباب غير المنطقية التي يعتقد بها المسترشد أنها تؤثر على إدراكه وتجعله مضطرباً كتصور الطالب بأنه غير قادر على الدراسة في قسم العلوم الطبيعية في المرحلة الثانوية .
2- إعادة تنظيم إدراك و تفكير المسترشد عن طريق التخلص من أسباب المشكلة ليصل إلى مرحلة الاستبصار للعلاقة بين النواحي الانفعالية والأفكار والمعتقدات و الحدث الذي وقع فيه المسترشد .
3- من الأساليب المختلفة التي تمكن المرشد الطلابي من مساعدة المسترشد للتغلب على التفكير اللا منطقي هي :-
· إقناع المسترشد على جعل هذه الأفكار في مستوى وعيه وانتباهه ومساعدته على فهم (غير المنطقية) منها لديه .
· توضيح له بأن هذه الأفكار سبب مشاكله واضطرابه الانفعالي.
· تدريبه على إعادة تنظيم أفكاره و إدراكه و تغيير الأفكار اللا منطقية الموجودة لديه ليصبح أكثر فعالية ، واعتماداً على نفسه في الحاضر و المستقبل.
· إتباع المرشد الطلابي لأسلوب المنطق ، والأساليب المساعدة لتحقيق عملية الاستبصار لكسب ثقة المسترشد .
· استخدام أساليب الارتباط الإجرائي و المناقشات الفلسفية ، و النقد الموضوعي في أداء الواجبات المنزلية مثلاً وهذه من أهم جوانب العملية الإرشادية.
6- العمل على مهاجمة الأفكار اللا منطقية لدى المسترشد بإتباع الأساليب التالية:
6/1 رفض الكذب وأساليب الدعاية الهدامة والانحرافات التي يؤمن به الفرد غير العقلاني.
6/2 تشجيع المرشد للمسترشد في بعض المواقف وإقناعه على القيام بسلوك يعتقد المسترشد أنه خاطئ ولم يتم ، فيجبره على القيام بهذا السلوك .
6/3 مهاجمة الأفكار والحيل الدفاعية التي توصل المرشد إلى معرفتها من خلال الجلسات الإرشادية مع المسترشد ، و إبدالها بأفكار أخرى مقبولة اجتماعياً .


ثالثاً: النظرية السلوكية :
يرى أصحابها بأن السلوك الإنساني عادات يتعلمها الفرد ، و يكتسبها خلال مراحل نموه المختلفة ، و يتحكم في تكوينها قوانين الدماغ ، و هي قوى الكف ، و قوى الاستثارة اللتان تسيران مجموعة الاستجابات الشرطية ، و يرجعون ذلك للعوامل البيئية التي يتعرض لها الفرد .
و هذه النظرية تدور حول محور عملية التعلم في اكتساب التعلم الجديد أو في إطفائه أو إعادته ، و لذا فإن السلوك الإنساني مكتسب عن طريق التعلم ، وأن سلوك الفرد قابل للتعديل أو التغيير بإيجاد ظروف وأجواء تعليمية معينة .
يقوم المرشد الطلابي بتحمل مسئوليته في العملية الإرشادية وذلك لكونه أكثر تفهماً للمسترشد من خلال قيامه بالإجراءات التالية:
1- وضع أهداف مرغوب فيها لدى المسترشد وأن يستمر المرشد بالعمل معه حتى يصل إلى أهدافه .
2- معرفة المرشد للحدود والأهداف التي يصبو إليها المسترشد من خلال المقابلات الأولية معه .
3- إدراكه بأن السلوك الإنساني مكتسب عن طريق التعلم و قابل للتغيير .
4- معرفة أسس التعلم الاجتماعي وتأثيرها على المسترشد من خلال التغيرات التي تطرأ على سلوكه خارج نطاق الجلسات الإرشادية .
5- صياغة أساليب إرشادية إجرائية عديدة لمساعدته على حل مشكلاته .
6- توقيت التعزيز المناسب من قبل المرشد عامل مساعد في تحديد السلوك المطلوب من المسترشد ، و قدرته على استنتاج السلوك المراد تعزيزه .
· المبادئ التي ترتكز عليها النظرية السلوكية في تعديل السلوك :
في بعض المبادئ والإجراءات التي تعتمد عليها و يحتاجها المرشد لتطبيقها كلها أو اختيار بعضها في التعامل مع المسترشد من خلال العلاقة الإرشادية على النحو التالي:-
1- الإشراط الإجرائي :
ويطلق عليه مبادئ التعلم و يؤكد على الاستجابات التي تؤثر على الفرد، لذا فإن التعلم يحدث إذا عقب السلوك حدث في البيئة يؤدي إلى إشباع حاجة الفرد ، واحتمال تكرار السلوك المشبع في المستقبل ، وهكذا تحدث الاستجابة و يحدث التعلم أي النتيجة التي تؤدي إلى تعلم السلوك وليس المثير، ويرتبط التعلم الإجرائي في أسلوب التعزيز الذي يصاحب التعلم ، و صاحب هذا الإجراء هو الإجراء إذا كان وجود النتيجة يتوقف على الاستجابة، ولهذا الإجراء استخدامات كثيرة في مجال التوجيه والإرشاد والعلاج السلوكي و تعديل سلوك الأطفال والراشدين في المدارس ورياض الأطفال والمستشفيات والعيادات ولها استخداماتها في التعليم والتدريب والإدارة والعلاقات العامة .


2- التعزيز أو التدعيم :
يعتبر من أساسيات عملية التعلم الإجرائي والإرشاد السلوكي و من أهم مبادئ تعديل السلوك لعمله على تقوية النتائج المرغوبة لذا يطلق عليه (الثواب أو التعزيز) فإذا كان حدث ما (نتيجة) يعقب إتمام استجابة (سلوك) يزداد احتمال حدوث الاستجابة مرة أخرى يسمى هذا الحدث اللاحق معزز أو مدعم.
التعزيز نوعان هما:
2/1 التعزيز الإيجابي :
وهو حدث سار كحدث لاحق (نتيجة) لاستجابة ما (سلوك) إذا كان الحدث يؤدي إلى زيادة استمرار قيام السلوك .
مثال: طالب يجيب على سؤال أحد المعلمين فيشكره المعلم ويثني عليه. فيعاود الطالب الرغبة في الإجابة على أسئلة المعلم .
2/2 التعزيز السلبي:
ويتعلق بالمواقف السلبية والبغيضة والمؤلمة فإذا كان استبعاد حدث منفر يتلو حدوث سلوك بما يؤدي إلى زيادة حدوث هذا السلوك ، فإن استبعاد هذا الحدث يطلق عليه تدعيم أو تعزيز سلبي.
مثال: فرد لديه حالة أرق بدأ يقرأ في صحيفة فاستسلم للنوم نجد أنه فيما بعد يقرأ الصحيفة عندما يرغب النوم .
3- التعليم بالتقليد و الملاحظة والمحاكاة:
وتتركز أهميته في أن الفرد يتعلم السلوك من خلال الملاحظة والتقليد ، فالطفل يبدأ بتقليد الكبار يقلد بعضهم بعضاً ، وعادة يكتسب الأفراد سلوكهم من خلال مشاهدة نماذج في البيئة ، و قيامهم بتقليدها في العملية الإرشادية في تغيير السلوك وتعديله ، و إعداد نماذج للسلوك السوي على أشرطة (كاسيت) أو أشرطة فيديو أو أفلام أو قصص سير هادفة لحياة أشخاص مؤثرين ذوي أهمية كبيرة على الناشئة ، وكذلك نماذج من حياتنا المعاصرة فمحاكاة السلوك المرغوب من خلال الملاحظة يعتمد على الانتباه والحفظ واستعادة الحركات والهدف أو الحافز، إذ يجب أن يكون سلوك النماذج أو المثال هدفاً يرغب فيه المسترشد رغبة شديدة ، فجهد مثل هذا يمثل أهمية كبيرة للمسترشد وذا تأثير قوي عليه ، ويمكن استخدام النموذج الاجتماعي في الحالات الفردية والإرشاد والعلاج الجماعي .
4- العقاب:
ويتمثل في الحدث الذي يعقب الاستجابة والذي يؤدي إلى أضعاف الاستجابة التي تعقب ظهور العقوبة ، أو التوقف عن هذه الاستجابة وينقسم العقاب إلى قسمين هما :
4/1: العقاب الإيجابي:
ويتمثل في ظهور حدث منفر (مؤلم) للفرد بعد استجابة ما يؤدي إلى إضعاف هذه الاستجابة أو توقيفها ، و من أمثلة ذلك العقاب (العقاب البدني) والتوبيخ بعد قيام الفرد بسلوك غير مرغوب إذا كان ذلك يؤدي إلى نقص السلوك أو توقفه . ونؤكد بأن أسلوب استخدام العقاب البدني محذور على المرشد الطلابي وكذا المعلمين.
4/2 العقاب السلبي:
وهو استبعاد حدث سار للفرد يعقب أي استجابة مما يؤدي إلى إضعافها أو اختفاءها مثال:
حرمان الأبناء من مشاهدة بعض برامج التلفاز ، وتوجيههم لمذاكرة دروسهم ، و حل واجباتهم فإن هذا الإجراء يعمل على تقليل السلوك غير المرغوب ، و هو عدم الاستذكار ، و لكنه يحرمهم من البرامج المحببة لديهم ، يسمي عقاباً سلبياً ، ويفضل المرشدون والمعالجون النفسيون أسلوب العقاب في معالجة الكثير من الحالات التي يتعاملون بها .
5- التشكيل:
وهي عملية تعلم سلوك مركب وتتطلب تعزيز بعض أنواع السلوك وعدم تعزيز أنواع أخرى ويتم من خلال استخدام القوانين التالية:
5/1 الانطفاء أو الإطفاء أو الإغفال أو المحو:
بانخفاض السلوك في حال توقف التعزيز سواء أكان بشكل مستمر أو منقطع ، فيحدث الانطفاء ، و تفيد في تغيير السلوك و تعديله و تطويره ، و يتم من خلال إهمال السلوك و تجاهله و عدم الانتباه إليه أو عن طريق وضع صعوبات أو معوقات أمام الفرد مما يعوق اكتساب السلوك ويعمل على تلاشيه مثال ذلك :
الطالب الذي تصدر منه أحياناً كلمات غير مناسبة كالتنابز بالألقاب مثلاً من وسائل التعامل مع هذا هو إغفاله وتجاهله تماماً مما يؤدي إلى الكف عن ممارسة هذا السلوك .
5/2التعميم:
يحدث نتيجة لأثر تدعيم السلوك مما يؤدي إلى تعميم المثير على مواقف أخرى مثيراتها شبيهة بالمثير الأول أو تعميم الاستجابة أخرى مشابهة ، ومن أمثلة التعميم :
- مثال على تعميم المثير:
الطفل الذي يتحدث عن أمور معينة في وجود أفراد أسرته (مثير) قد يتحدث عن هذه الأمور بنفس الطريقة مع ضيوف الأسرة (مثير) ، فسلوك الطفل تم تعميمه على مواقف أخرى ، و لذا نجد مثل هذه الحالات في الفصل الدراسي ويمكن تعميم السلوكيات المرغوب فيها لبقية زملاء الدراسة .
- مثال على تعميم الاستجابة :
تتغير استجابة شخص إذا تأثرت استجابات أخرى لديه فلو امتدحنا هذا الشخص لتبسمه (استجابة) فإنه قد يزيد معدل الضحك والكلام أيضاً لذا فإن في تدعيم الاستجابة يحدث وجود استجابات أخرى (الابتسامة والضحك) عند امتداحه في مواقف أخرى.


5/3:التميز:
يتم عن طريق تعزيز الاستجابة الصحيحة لمثير معين أي تعزيز الموقف المراد تعلمه أو تعليمه أو تعديله ، و مثال ذلك : عندما يتمكن الفرد من إبعاد يديه عن أي شيء ساخن كالنار مثلاً .
6- التخلص من الحساسية أو (التحصين التدريجي) :
ويتم ذلك في الحالات التي يكون فيها سلوك كالخوف أو الاشمئزاز مرتبطاً بحادثة معينة ، فيستخدم طريقة التعويد التدريجي المنتظم ، و يتم التعرف على المثيرات التي تستثير استجابات شاذة ثم يعرض المسترشد تكراراً وبالتدريج لهذه المثيرات المحدثة للخوف أو الاشمئزاز في ظروف يحس فيها بأقل درجة من الخوف أو الاشمئزاز وهو في حالة استرخاء بحيث لا تنتج الاستجابة الشاذة ثم يستمر التعرض على مستوى متدرج في الشدة حتى يتم الوصول إلى المستويات العالية من شدة المثير بحيث لا تستثير الاستجابة الشاذة السابقة ، و تستخدم هذه الطريقة لمعالجة حالات الخوف والمخاوف المرضية .


7- الكف المتبادل:
يقوم أساساً على وجود أنماط من الاستجابات المتنافرة وغير المتوافقة مع بعضها البعض كالاسترخاء والضيق مثلاً.
ويمكن استخدامه في معالجة التبول الليلي حيث أن التبول يحدث لعدم الاستيقاظ والذهاب إلى دورة المياه ، و إذاً فإن الطفل يتبول ، وهو نائم على فراشه ، و المطلوب كف النوم فيحدث الاستيقاظ والتبول بشكل طبيعي و اكتساب عادة الاستيقاظ ؛ لذا فإن كف النوم يؤدي إلى كف التبول بالتبادل ، لذلك لابد من تهيئة الظروف المناسبة لتعلم هذا السلوك.
8- الاشتراط التجنبي:
يستخدم لتعديل السلوك غير المرغوب فيه ، و في معالجة الذكور الذين يتشبهون بالجنس الآخر أو في علاج الإدمان على الكحول أو التدخين ، و يتم استخدام مثيرات منفرة كالعقاقير المقيأة والصدمات الكهربائية و أشرطة كاسيت تسجل عليها بعض العبارات المنفرة ، و التي تتناسب مع السلوك الذي يراد تعديله .
9- التعاقد السلوكي (الاتفاقية السلوكية):
يقوم على فكرة أن من الأفضل للمسترشد أن يحدد بنفسه التغيير السلوكي المرغوب ، و يتم من خلال عقد يتم بين طرفين - هما المرشد والمسترشد - يحصل بمقتضاه كل واحد منهما على شيء من الآخر مقابل ما يعطيه له.
ويعتبر العقد امتداداً لمبادئ التعلم من خلال إجراء يعزز بموجبه سلوك معين مقدماً حيث يحدث تعزيز في شكل مادي ملموس أو مكافأة اجتماعية فعلى سبيل المثال نجد أن المسترشد على أن يودع الطرف الأول مبلغ من المال لنفرض خمسمائة ريال على أن تعاد إليه كل خمسين ريال إذا نقص وزنه كيلو جراماً أو أنه يفقدها في حالة زيادة وزنه كيلو جراماً واحد.
يمكن تطبيق مبدأ التعاقد أو الاتفاقية السلوكية أثناء دراسة الحالة الفردية ، أو في الإرشاد الجماعي ، و يمكن الإفادة منها في تناول حالات التأخير المدرسي .