مشكلة الخجل من المشكلات المنتشرة كثيراً بين أفراد مجتمعاتنا، وهي مشكلة مختلفة تمامًا عن الحياء المحمود الذي وصفه النبي صلى الله عليه وسلم: "الحياء من الإيمان".

والخجل: نوع من العجز عن التكيف مع المجتمع المحيط، وعدم القدرة على الاتصال المناسب مع الآخرين، مما يجعل الشخص في النهاية يميل إلى الوحدة والانعزال عن المجتمع.

وأسباب الخجل تعود لأربعة أسباب: الوراثة، وفقدان المهارات الاجتماعية، والنظرة السلبية للنفس والذات، والتنشئة الاجتماعية الخاطئة.

ولعل السبب الرابع هو ما تعانيه، وهو سبب مشكلتك، وأمره أسهل من سابقيه. ومن الأمور التي تعين على العلاج بإذن الله تعالى:

أن تعلم جيداً أن سبب المشكلة التي تعاني منها ليس عائداً إليك، كما أنه ليس عيباً فيك، وإنما العيب في التنشئة الخاطئة، أو البيئة التي نشأت فيها، فلا تُكثر اللوم لنفسك وتضخّم الأمور، وتعطيها أكثر من حجمها.

ذكِّر نفسك أن الخجل لا يصف كل شخصيتك، وإنما يصف جانباً من جوانب سلوكك، وإذا كان لديك جانب سلبي فإن لديك الكثير من الإيجابيات.

وذكِّر نفسك أيضاً أنك لست الخجول الوحيد، فالخجولون كثيرون.

انظر إلى الخجل الذي تعاني منه على أنه حالة عرضية وليست مرضية.

أعد النظر في حياتك، وحاول تقييمها بصورة أفضل، فأنت لست أقل من الآخرين، بل قد تكون أفضل منهم في أشياء كثيرة، فاستعد الثقة بالله، ثم بنفسك، وحاول الاستفادة من إمكاناتك.

ابحث عن نقاط ضعفك، واعمل على تقويتها وإبرازها للآخرين ولنفسك. وكل ذلك سيمنحك دفعة قوية، وثقة بالنفس عند التعامل مع الآخرين، وتقديراً أقوى لذاتك.

نمِ ثقافتك، واقرأ كل شيء وأي شيء مفيد، فالقراءة تفيدك كثيراً، وهي الوجه الذي تطلّ به على الناس .

احرص وبكل شجاعة على مواجهة المواقف الاجتماعية بدلاً من تجنبها، فالتجنب يجعل المشكلة أكثر صعوبة.

جاهد نفسك وابذل ما تستطيعه لإيقاف التفكير السلبي ومهاجمة الأفكار الخاطئة ودحضها، واستبدل ذلك بأفكار إيجابية، سواء حول نفسك أو الآخرين.

استمر على محادثة من تعرفه ومن لا تعرفه في الشارع وفي المسجد وفي المجالس الاجتماعية وغيرها. وألقِِ التحية يومياً على كل من تمر به ويمر بك، ولا تنس أن تكون مبتسما عندما تلقي التحية.

كن البادئ في الحديث مع الآخرين، ومن أفضل وسائل افتتاح الحديث هو الثناء، أو إبداء الإعجاب بصفة أو شيء معين في الآخرين.

اخرج للسوق واسأل عن أماكن أو محـلات معينة حتى ولو كنت تعرف مكانها وكيفية الوصول إليها، المهم أن تبادر الآخرين بالحديث، ولا تنس أن تشكر من سألتهم على لطفهم وأدبهم عندما أرشدوك للعنوان المطلوب.

تعرف على أسباب خجلك، فتجارب الخجولين تؤكد أنّ معرفة أسباب الخجل مهمّة في معالجته.

الذين تمكّنوا من مقاومة الخجل يؤكدون: أنه مهما بلغ بك الخجل فإنّ باستطاعتك أن تكون جريئاً ومتماسكاً وحازماً، فهناك أناس بلغوا ذروة المجد، وكانوا من قبل يتوارون من الناس حياءً، ويعتزلون كلّ محفل خجلاً، ولكنّهم بحثوا ودرسوا إلى أن اكتشفوا ما تختزن نفوسهم من مواهب، وعرفوا ما يكمن فيها من معان حتى وفّقوا إلى الانتصار على الخجل. فلقد كان رئيس الولايات المتحدة الأميركية (إبراهام لنكولن) الذي حرّر شعبه من العبودية، رجلاً خجولاً شديد الخجل، وكذلك كان غاندي محرّر الهند.

اكتب على الورقة ماذا تنوي القيام به، وأسباب ترددك في القيام به، ثم قيّم نفسك من خلال تسجيل عدد المرات التي قمت فيها بالفعل بتنفيذ ما نويت وعزمت على أدائه، وماذا حدث لك بعد أن نفذت ما نويت.

حاول أن تكتب رسالة إلى نفسك عندما تكون لديك مشاعر داخلية حول موضوع معين وتريد التعبير عنها.

حاول أن تكسب الثقة بنفسك وبقدراتك من خلال كتابة نقاط ضعفك كما تراها في عمود خاص، واكتب مقابل كل نقطة ضعف الصفة أو المضادة لنقطة ضعفك.

بعد كتابة المشاعر المتعارضة، حاول أن تفكر بنفسك وبسلوكك على أنك تتمتع بالمواصفات والمبادئ الصحية.

حاول أن تتخيل مواقف سوف تسبب لك القلق والارتباك والإحراج لأنك خجول، وحاول بالمقابل أن تفكر بما كنت ستفعله لو لم تكن خجولاً، واستمر يومياً على نفس المنوال ولمدة أسبوع وبعدها إذا واجهت على أرض الواقع موقفاً ما طبق ما فكرت به.

عندما تقف في طابور ما حاول أن تبدأ الحديث مع الذي أمامك أو خلفك بسؤال مناسب لموقف الطابور.