" لا " كلمة شديدة على النفس ، فلا أحد يحب أن يقابل مطلبه بالرفض ، وكلنا يتمنى أن يقال لنا فى كل أن وحين " لبيك " ......! بيد أننا كثيراً ما نكون مجبرين على قولها .. وفى أحيان أخرى يجب أن نقولها ...! قد يطلب مني صديقى طلباً مزعجاً ، أعلم أنى سأتضرر إذا قمت به فهل أقبل على استحياء أم أقول " لا"؟ قد يتصل بى أحد الأشخاص الأعزاء ويطلب مقابلتي بشكل ملح فى وقت قد خصصته لزوجتي وأولادي وانتظرناه طوال الأسبوع بفارغ الصبر ، فهل أقبل مقابلته على مضض أم أقول "لا" ؟ قس على ذلك ، قائمة مطالب لا تعد من جميع من حولك ، مجرد قبولك لها يحيل حياتك إلى دوامة ، وأعباء تعييك ووعود تثقل كاهلك فما الحل ؟ هل هو فى قول " لا" صراحة ؟؟؟؟ نعم إنه فى قول "لا"وبوضوح !!!! اعلم أن قول " لا"صعب ومخجل أعلم أن حجتك فى عدم قولها هى: * كى لا يغضب منى أحد * لأني لا أحب أن يقولها لي أحد * أريد قولها .. لكنني أستحي من نطقها ..!! * خوفاً من ردة الفعل التى سيقابل بها الطرف الأخر ورفضى . لكننا يجب أن نتعلم قولها ، ونتقن فن الاعتذار ، وذلك لأسباب هامة منها:خصوصياتي .. أعمالي .. طموحاتي .. مشاغلي . التي قد يكون قول :" نعم" مضر لها ، ويعمل على أفشالها لأن الأحجام عن قول " لا " يثقل كاهلي مما يسبب لى إرهاق وإجهاد يؤثر على حياتي الشخصية والمهنية استحيائي من قول " لا "قد يدفعني للدخول فى وعود لا أستطيع الوفاء بها ، أو على الأقل لست متأكداً من الوفاء بها كيف تقول " لا "؟؟هذه أربع مهارات تساعدك فى هذا الأمر:قلها وأنت تبتسم ابتسامة المعتذر ، لا تقولها بسرعة واحذر أن تلقيها بلا مبالاة ، أشعر الطرف الأخر أنك أسف على عدم استطاعتك مساعدته يفضل أن تسرد له مبررات رفضك ومعاذيرك ، فكلمة " لا "وحدها قاسية وشديدة على النفس قدم له اقتراحات تساعده ، لتكن اقتراحات عملية ، لا تجعلها تظهر بمظهر المتهرب من تلبية مطالبه لا تختلق معاذير أو مبررات ، وإياك والكذب ، مهما حاول الطرف الأخر مجادلتك وإثنائك عن رفضك ************ إننى أخى الكريم لا أطالبك بالتخلى عن تقديم يد المساعدة ، أو التهرب من تلبية مطالب الآخرين ، فهذا ديدن أصحاب المنافع ، وتغليب لمبدأ الأنانية وحب النفس ، لكننى أطالبك أن توازن بين ذاتك وما تحمله هذه الذات من طموحات وأفكار ومشاريع وخطط مستقبلية ، وبين السعى فى حاجة الناس وتلبية مطالبهم ، فلا يجوز تغليب طرف على الأخر أعرف أناساً يستحيون من قول " لا "وفى ظنهم أن هذا سيوطئ لهم الأكناف ، وتأتى النتيجة العكسية ، وهى أن إسرافهم فى قول نعم كان مصيبة عليهم فالحياة فوضى والأولويات مبعثرة وفوق هذا لم يستطيعوا أن ينفذوا وعودهم ، ويلبوا مطالب قد وعدوا بالقيام بها ، مما أسخط عليهم الآخرين ووجدوا ما هربوا منه حاصلاً ..!! الحل فى تعلم قول " لا "وبالطريقة التى لا تؤذى أو تجرح من المواقف وشيئاً فشيئاً ستجد من حولك قد تعودوا على طريقتك ، وستجد أنت نفسك غير مجبر على قبول شئ فيه صبغةالورطة