كيف تمكن هؤلاء من كظم غيظهم وتهدئة أعصابهم ؟؟ وكيف لك أن تكون كذلك ؟؟

اتبع الخطوات التالية :

أولاً: درِب قلبك.

إن هذه العضلة التي في صدرك قابلة للتدريب والتمرين ، فمرّن عضلات القلب على كثرة
التسامح، والتنازل عن الحقوق، وعدم الإمساك بحظ النفس، وجرّب أن تملأ قلبك بالمحبه .

فلو استطعت أن تحب المسلمين جميعًا فلن تشعر أن قلبك ضاق بهم، بل سوف تشعر بأنه
يتسع كلما وفد عليه ضيف جديد، وأنه يسع الناس كلهم لو استحقوا هذه المحبة.

فمرّن عضلات قلبك على التسامح في كل ليلة قبل أن تخلد إلى النوم، وتسلم عينيك لنومة
هادئة لذيذة. سامح كل الذين أخطؤوا في حقك، وكل الذين ظلموك، وكل الذين حاربوك،
وكل الذين قصروا في حقك، وكل الذين نسوا جميلك، بل وأكثر من ذلك..

انهمك في دعاء صادق لله -سبحانه وتعالى- بأن يغفر الله لهم، وأن يصلح شأنهم، وأن يوفقهم؛


ستجد أنك أنت الرابح الأكبر.




ثانيًا: سعة الصدر وحسن الثقة مما يحمل الإنسان على العفو.

ولهذا قال بعض الحكماء: "أحسنُ المكارمِ؛ عَفْوُ الْمُقْتَدِرِ وَجُودُ الْمُفْتَقِرِ" فإذا قدر الإنسان
على أن ينتقم من خصمه؛ غفر له وسامحه




ثالثًا: شرف النفس وعلو الهمة بحيث يترفع الإنسان عن السباب، ويسمو بنفسه فوق هذا المقام.

فلابد أن تعوِّد نفسك على أنك تسمع الشتيمة؛ فيُسفر وجهك، وتقابلها بابتسامة عريضة،
وأن تدرِّب نفسك تدريبًا عمليًّا على كيفية كظم الغيظ




رابعًا: طلب الثواب من عند الله.



خامسًا: استحياء الإنسان أن يضع نفسه في مقابلة المخطئ.

وقد قال بعض الحكماء:

"احْتِمَالُ السَّفِيهِ خَيْرٌ مِنْ التَّحَلِّي بِصُورَتِهِ وَالْإِغْضَاءُ عَنْ الْجَاهِلِ خَيْرٌ مِنْ مُشَاكَلَتِه".




سادساً: الرحمة بالمخطئ والشفقة عليه، واللين معه والرفق به.

قال سبحانه وتعالى لنبيه محمد -صل الله عليه وسلم-:

(
فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ
لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْر). وفي هذه الآية فائدة عظيمة وهي: أن الناس يجتمعون على الرفق واللين،
ولا يجتمعون على الشدة والعنف وهؤلاء هم أصحاب النبي -صل الله عليه وسلم- من المهاجرين
والأنصار -رضي الله عنهم-، والسابقين الأولين؛ فكيف بمن بعدهم؟!

فلا يمكن أن يجتمع الناس إلا على أساس الرحمة والرفق. قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه لِرَجُلٍ شَتَمَه:
"يَا هَذَا لا تُغْرِقَنَّ فِي سَبِّنَا وَدَعْ لِلصُّلْحِ مَوْضِعًا فَإِنَّا لا نُكَافِئُ مَنْ عَصَى اللَّهَ فِينَا بِأَكْثَرَ مِنْ أَنْ نُطِيعَ اللَّهَ
عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ".

فعليك أن تنظر في نفسك وتضع الأمور مواضعها قبل أن تؤاخذ الآخرين،


سابعًا: قطع السباب وإنهاؤه مع من يصدر منهم، وهذا لا شك أنه من الحزم.

حُكِيَ أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِضِرَارِ بْنِ الْقَعْقَاعِ: وَاَللَّهِ لَوْ قُلْت وَاحِدَةً؛ لَسَمِعْت عَشْرًا ! فَقَالَ لَهُ ضِرَارٌ:

وَاَللَّهِ لَوْ قُلْت عَشْرًا؛ لَمْ تَسْمَعْ وَاحِدَةً !




ثامناً: احفظ المعروف السابق, والجميل السالف.

ولهذا كان الشافعي - رحمه الله- يقول: إِنَّ الْحُرَّ مَنْ رَاعَى وِدَادَ لَحْظَةٍ وَانْتَمَى لِمَنْ أَفَادَ لَفْظَةً




تاسعاً: استخدم روح الدعابة دون سخرية أو محاولة لتسخيف الأمور

وكن بسيطا مرحا لطيفا تضفي جواً على علاقتك بالآخر أنى كان ففي ذلك حمام ضد انفجار