لوم الناس لا يفيد .. وتكرار لوم الآخرين يظهر ضعفي و يعلن أنني ضحية قابلة لسيطرة الآخرين...ويظهرني بمظهر ضعيف ..وقد يغرى البعض بالتمادي بعد أن عرف ما يضايقني..
الحل هو تحمل المسؤولية و الثبات وإعلان رفضي بثبات وحلم و اتزان..



تقدير الآخرين والثناء علي إيجابياتهم بذكاء هو أعظم استثمار لأنهم سيعطونك أفضل ما لديهم ...أما نقدهم و تعمد كشف عيوبهم سيحولهم إلى أعداء كارهين و سترى منهم أسوأ ما فيهم



ما هو أسوأ شئ ممكن أن يحدث .. ليكن ما يكون .. لن تكون نهاية العالم.. وحقاً :
" إن الإنسان يشعر بالهدوء في مواقف الخوف عندما يتخيل أسوأ ما يمكن أن يحدث وكأنه قد حدث بالفعل .. ويقنع نفسه بأنها ليست نهاية العالم .." برتراند رسل



كل إنسان له دور رئيسي في متاعبه .. ولن أكون من هؤلاء الذين يصطدمون بالمشكلات دائماً ويهدرون طاقاتهم في تضخيمها..
وحقيقة أن مشاكل المضطربين نفسياً سببها تكرار التعامل مع الأشياء المستحيلة والبحث عن الكمال , و عدم الاستفادة من الممكن وتنميته , و الاصطدام بالمواقف المثيرة للاضطراب .



لا يوجد مستحيل .. فقط ركز فيما تسعى إليه...و هناك دائماً طريق يوصلك إلى هدفك ...الحمد لله..الحمد لله.. كررها و أنت تستخدم مخيلتك في استعراض نعم الله التي تتمتع بها .. وسوف يزول قلقك في الحال
انظر إلى ما لديك..وقل الحمد لله ، أحذر أن تفكر في ما ليس لديك و تحزن..وإلا سوق تقلق و تتوتر في الحال.



كلما حزنت أو تضايقت .. تصور انك على شاطئ البحر تلقي بالماضي و همومه .. و تراه يغرق و يتجه نحو القاع .. وقل لنفسك " ليس أمامي إلا الحاضر و المستقبل .. و خسارة أن تضيع لحظة واحدة في التفكير في تجارب ومواقف الماضي الفاشلة ..



لن أتخيل النجاح و الوصول إلى القمة فقط بل سأتخيل نفسي و أنا ابذل الجهد و أتجاهل المشاكل التافهة و أتخطى العقبات واقهر الصعاب بصبر صعوداً نحو القمة " كل شئ يمكنك تخيله هو شئ حقيقي " بيكاسو



كل فشل يكشف لنا الأخطاء التي يجب ألا نقع فيها .. وكل فشل هو تجربه إيجابية و درس عظيم .. و خطوة حقيقية نحو النجاح ..



الفشل هو أعظم معلم..
و.."الفشل أمر سيئ ، ولكن الأسوأ منه هو ألا تحاول النجاح أبداً "
تيودور روزفلت



الرجل الذي يتسم بالحلم والثبات الانفعالي ويملك نفسه عند الغضب هو أسعد رجل في العالم لأنه يملك أهم أركان القوة النفسية و تأكيد الذات , ويملك قلبا خاليا من الحقد والحسد والشماتة..
والغضب مثل البخار المضغوط في إناء محكم إن لم يجد مفرا لخروجه فإنه يخترق أحد أعضاء الجسم فيسبب قرحة في المعدة أو قولونا عصبيا أو ذبحة صدرية ..الخ ويفضح ضعفنا وقلة حيلتنا



حقاً :

لا ينال العلا من كان طبعه الغضب

و

لكل داء دواء يستطاب به إلا الحماقة أعيت من يداويها



و حقاً :

الكلام اللين يغلب الحق البين




وبالرغم من أن القوة النفسية وقوة الشخصية لا تمثل تعريفاً علمياً مباشراً لموضوع بعينه فهذه الاصطلاحات تستخدم للتعبير عن قدرة الفرد على الثبات الانفعالي والضبط الذاتي وتوكيد الذات كما أنها تعكس أخلاق و عادات الفرد وقت التعامل مع الضغوط و الأزمات وقدرته على الحلم وكظم الغيظ وعدم الاهتمام بصغائر الأمور.

وقد فسر الفيلسوف الإنجليزي "هوبس" منذ أمد بعيد القوة على أنها كل خلق حميد فهو يرى أن الصبر قوة، لأن الضعيف يجزع ، ولا يقوى على الصبر والاحتمال وقد ثبت حديثاً أن الصبر وتحمل ألم الحرمان يزيد من قدرة الجسم على إفراز الأندورفينات وهى أفيونات الجسم الطبيعية التي تحميه من الألم وتحقق له حالة مزاجية عالية !!

ويرى هذا الفيلسوف أيضاً أن الحلم قوة لأنه مزيج من الصبر و الثقة و أنه ينطوي على شئ من الترفع عن صغائر المسيء وتجاوزاته بل والاستخفاف بها بتجاهلها تماماً، وهو يرى أيضاً أن الشجاعة قوة لأنها ترفض الجبن والمذلة، وأن العدل قوة لأنه يعكس تغلب الإنسان على نوازع الطمع وظلم الأخر بدوافع الأهواء، وكذلك فإن العفة قوة لأنها تقاوم الشهوة و الإغراء.

فالقوة النفسية هي القدرة على ضبط الذات في حدود الأخلاق السوية الجميلة, وأن مصدر الأخلاق الجميلة هو " عزم الأمور "كما جاء في القرآن.

أيضاً هناك معيار أخر هام للقوة النفسية هو المسئولية وتحمل تبعات الاختيار و اتخاذ القرار..

وبالتأمل يسهل على الإنسان إدراك أن القوة هي الأخلاق الحميدة والقدرة على الضبط و التحكم وتحمل المسئولية و بالتالي تكون الحكمة في ارفع و أعظم الأخلاق التى قد ورد في الصفات التي وصف بها الخالق نفسه في أسمائه الحسنى.

وينظر الإسلام للغضب – وهو من دلالات الافتقار للقوة النفسية - على أنه ضعف وخلل في عمليات الضبط الذاتي ونقص في السلوك التوكيدي lack of assertiveness.





وقد أطلق عليها في القرآن و السنة اصطلاح مجاهدة النفس ونهي النفس عن الهوى.. ويشير الدكتور محمد محروس الشناوي إلى مجاهدة النفس أنها عملية مستمرة يعدل بها الفرد من سلوكياته بمنع نفسه من الاستجابة الموجودة في البيئة بأفعال تخالف الدين والعرق.

وقد ظهر في السنوات الأخيرة أسلوب ضبط النفس -self control- الذي يشير إلى المواظبة على تنظيم الفرد لسلوكه ووضع قيود على السلوكيات غير المرغوبة "و يقول ويلسون و أوليري Wilson & oleary 1980" أن التوجيه الذاتي يمكن أن يمارسه الفرد بجهده الفردي و أن يعدل من سلوكياته الرديئة و السلبية إذا لاحظها و سجلها و تابع يومياً تدريباته على التخلص منها و إبدالها بسلوكيات سوية مرغوبة وأن يلاحظ مدى قدرته على النجاح و التغيير بل و أن يكافئ نفسه (معنوياً و مادياً) كلما نجح في تحقيق النتيجة المرغوبة