الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، من يهده الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلن تجد له وليًا مرشدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله وبعد:
فلقد بنى الله سبحانه وتعالى هذه الحياة على التضاد، وأجرى أمورها على التقلب، فما من شدة إلا ويتبعها رخاء، ولا بلاء إلا ويخلفه رغد، ولا ضيق وكرب إلا ويعقبه الفرج، ولا فشل إلا ويتلوه النجاح.
والفشل هو محور حديثنا فهو وليد البيئة، ويحكمه قانونا الزمان والمكان، وهو مصاحب لكل عمل يقوم به الإنسان، لذلك لا بد من تهيئة النفس والجسد للتكامل الجيد مع الفشل؛ لتحجيم انتشاره على ما ليس له علاقة به، وتحديده في إطار ضيق يحيط فقط بأقل العناصر ممكنة من عناصر النجاح، فلو ترك العنان للفشل أن ينتشر ويتوزع فلا شك أنه سيقوم بالضغط على صحة الإنسان وبالتالي سيؤدي إلى مشكلات صحية بدنية أو نفسية.
والفشل من العوائق التي كسرت مجاديف الكثيرين من الراغبين في الإبحار في محيطات النجاح، وقصمت ظهور العديد من الذين دخلوا تجارب لأول مرة، وأصبح ماردًا يخشاه الكثيرون ممن تسول لهم أنفسهم الإقدام على أعمال من شأنها تغيير اتجاهاتهم في هذه الحياة، لذلك سأقدم في عجالة وجهة نظري من خلال ما قرأت في هذا الموضوع
ما الفشل؟
الفشل: لغة «التراخي والجبن والكسل والضعف»
.
كيف يحدث الفشل؟
يحدث الفشل عندما تتخلف أحد عناصر النجاح عود نفسك على الصبر، فأول ما يبرز لك عند أي عمل هو الفشل لكونه أصل، ثم يبدأ النجاح في التشكل فلا نجاح يأتي دفعة واحدة، بل لا بد من الصبر لكي تحقق الظفر
ما عوامل النجاح؟
بعد أن وضعنا في الاعتبار أن الأصل في الأعمال هو الفشل، وأن محو هذا الأصل يتم عن طريق تحقيق عوامل النجاح الواحد تلو الآخر
أولاً:
تحرير الطاقة المكبوتة والتي يشلها القلق، وذلك عن طريق توطيد العزم وتعويد النفس على تقبل أسوأ النتائج
ثانيًا:
لا بد للمرء من أن يقف على أرض ثابتة (خالية من الانكسار، والتخوف، والقلق، والحماس) ليتسنى له التفكير بشكل صحيح
ثالثًا:
لا تلق بجميع أسلحتك دفعة واحدة عند بداية العمل، سواء المادية أو المعنوية ليكن لديك دائمًا جديد تقدمه
رابعًا:
عندما تبدأ علامات النجاح تلوح لك؛ لا تلق ببقية أسلحتك لكن احتفظ بالعديد منها للحاجة، فأنت لا تدري ماذا سيجد من تغير في مسار العمل
خامسًا:
كن على يقين بأنك إن لم تزرع بذرًا جيدًا اليوم فلن تحصد ثمرًا طيبًاغدًا
سادسًا:
العمل على جعل عناصر النجاح جميعها تحت السيطرة، وبدون هذه العناصر لن تحقق نجاحًا، بل ستكون كمن يزرع بلا بذر
سابعًا:
عود نفسك دائمًا على تقبل النقد الموجه إليك, فالحسد رذيلة قديمة بقدم الإنسان (ويختلف عن المنافسة التي تخلو من الرغبة في إدخال الضرر على الغير) فستجد من الحاسد التعليقات المرة والتشويه المتعمد لأعمالك الناجحة والتضخيم الجائر لأخطائك التافهة
ثامنًا:
عود نفسك على الصبر، فأول ما يبرز لك عند أي عمل هو الفشل لكونه أصل، ثم يبدأ النجاح في التشكل فلا نجاح يأتي دفعة واحدة، بل لا بد من الصبر لكي تحقق الظفر
تاسعًا:
فعل السبب، فلا بد من الخطوات الإيجابية، فلن تحقق نجاحًا وأنت معتمد على التمني، فالنجاح يتفاوت بتفاوت الهمم وقد قال الشاعر العربي:
وما نيل المطالب بالتمني
ولكن ألقِ دلوك في الدلاء
عاشرًا:
اعلم أن النفس بطبيعتها تحب الأسهل، وتركن إلى الأهون، ولا تحب القيد، لذلك لا بد من مجاهدتها في كثير من الأحيان وتعويد النفس على التحمل والصبر والجهد، ولا بد أن يكون هذا كله من بداية العمل، يقول الشاعر:
إن الغصون إذا قومتها اعتدلت
ولا يلين إذا قومته الخشب
لا تنس الاستشارة ثم الاستخارة، فلقد قال الله لنبيه محمد r }وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ{
قد يعتقد البعض أن مقياس النجاح هو ما يظهر من ارتفاع في الأرقام المادية، وما عدا ذلك يعد فشلاً، ولكن الحقيقة أنها وإن كانت الأرقام تظهر علامات نجاح معينة إلا أن هناك علامات أهم من الأرقام, وهي ما يخالج نفس المرء من ارتياح واستقرار من النجاح
اللهم وفقنا الى ما تحب وترضى
المفضلات