جلست يوما مع أحد الأصدقاء في حوار رائع في أحد المقاهي المتميزة وكانت الكابتشينو مميزة في ذلك المقهى فقال لي صديقي إن فكرة فتح مشروع مقهى فكرة رائعة وسهلة وممتعة.

مرت أكثر من ثلاث سنوات وبعدها قابلت صديقي مرة أخرى ودار حوار بيننا وذكر لي أنه قام بفتح مقهى ولكنه وبعد سنتين واجه صعوبات كثيرة وكان العمل متعبا بشكل لم يتوقعه ولم تكن الأرباح جيدة فأغلق المقهى بعد سنة ونصف.

صديقنا هذا وقع في مصيدة أحد أنماط التفكير الخاطئة وهي مايسمى بمغالطة المقهى أو Coffe Shop Fallacy

هذا النمط الخاطئ في التفكير شائع وهو أننا عندما نستمتع بمنتج سواء كان كابتشينو أو شاورما أو غرفه مريحه في فندق أو غيره نقوم وبشكل خاطئ باستنتاج أننا سنحصل على نفس المتعة أو أكثر عندما نقوم بانشاء محل أو مؤسسة لانتاج هذا الشيء.

فهذا الشخص الذي أراد فتح مقهى ركز على المتعة التي يحصل عليها عند شرب القهوة وتناسى العمل الشاق الذي يحصل خلف الكواليس من بناء المحل وأخذ الرخص والتعامل اليومي مع الموظفين والمواد الخام وو.

إن انتاج أي منتج يمر بكثير من الأمور الشاقة حتى لو كان ذلك المنتج لعبة للأطفال , وما أريد قوله هنا هو أنك إذا فكرت بعمل مشروع يجب أن تتأكد بأنك تعرف تفاصيله وتحبه سواء كان عملا تجاريا أو تدريبا أو تعليما فكثير من أصحاب المشاريع الناجحة يعرفون طبيعة عملهم جيدا ويحبونها.

وصدق المثل القائل : العشب يكون أكثر خضرة في الجانب الذي نراه من السياج.
grass is always greener on the other side of the fence