السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حاول علماء النفس منذ القديم تفهم طبيعة الناس, ولقد لاحظوا أن الأشخاص يختلفون فيما بينهم
إختلافاً بعيد المدى في بعض الأحيان, بينما يتشابهون فيما بينهم في أحيان أخرى إلى حد بعيد,
وكان نتيجة الوقوف على ذلك الإختلاف وهذا التشابه أن قاموا بتقسيم الناس إلى فئات معينة..
فمن أهم عوامل النجاح الإجتماعي هو تفهم سيكيلوجية الآخرين الذين تريد التعامل معهم..
فأنت تتعامل مع بشر لديه الإحساس والإدراك والشعور وعليك أن تتفهم طبائع الناس ,
وإختلاف أمزجتهم, وتباين نفسياتهم فهذه هي الخطوة الأولى نحو القدرة على التعامل معهم,
والخطوة الثانية أن تتعامل مع الآخرين كما هم , وليس كما تريدهم أنت..!!!!
إن من يتعامل مع الآخرين وفق فلسفته هو للحياة, ووفق نفسيته هو التي تعود عليها, لاشك أنه سيكون
مخطئ, وأن النتيجة ستكون الفشل الذريع! ذلك أن الآخرين ليسوا عجينة تخبزها كيفما تريد
وليسوا بآلة تحركها حيثما تريد وإنما هم بشر لهم آرائهم , ولهم نفسياتهم, ولهم فلسفتهم
في الحياة, وبالتالي فمن الضروري ان تتعامل مع الآخرين كما هم, لاكما أنت, وهذا
لايعني بالطبع التنازل عن شخصيتك وكيانك الخاص بك بل عليك أن تحافظ على شخصيتك
المستقلة, وكل المطلوب منك هوأن تكون قادراً على التعايش مع الآخرين, وعلى
التعامل والتفاهم معهم, وإلى هذه الفكرة أشار الرسول محمد(صلى الله عليه وآله وسلم)
بقوله"المؤمن إلف مألوف ولاخير فيمن لايألف ولا يؤلف" فمن علامات الإيمان-كما
يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم -هو القدرة على التآلف مع الآخرين والتعايش معهم (المؤمن
إلف مألوف
) فهو يألف مع الآخرين , والآخرون يألفون معه ..وهذا هو المؤمن..!!!
إن كسب الأصدقاء, ونيل أحترام الآخرين, وقدرة التأثير على الغير, لهي من
علامات التعامل السليم مع الناس. وكم يشكل كسب الأصدقاء من رصيد مهم
لنجاح الإنسان..
وكما قال الإمام علي بن ابي طالب (رضي الله عنه),,

عليك بإخوان الصفاء فإنهملا
..............................عماد إذا استنجدتهم وظُهـورُ
وإن قليلاً ألفُ خل وصاحبٍ
......................................وإن عـدواً واحـداً لكثيـرُ