صعوبات التعلم النمائية (Developmental Learning Disabilities ):
وهذه تتعلق بالوظائف الدماغية، وبالعمليات العقلية والمعرفية التي يحتاجها التلميذ في تحصيله الأكاديمي ،( مثل الإدراك الحسي (البصري والسمعي) ، والانتباه ، والتفكير ، واللغة ، والذاكرة .. الخ ) وهذه الصعوبات ترجع أصلاً إلى اضطرابات وظيفية في الجهاز العصبي المركزي ، ويمكن أن تقسم بدورها إلى صعوبات أولية تتعلق بعمليات الانتباه ( Attention) ،والإدراك (Perception ) ، والذاكرة ( Memory ) ، وصعوبات تعلم نمائية ثانوية ، مثل التفكير ، والكلام ، والفهم .. الخ ،( أو اللغة الشفوية ).

أ) صعوبات الانتباه : لقد أوضحت الدراسات المبكرة في حقل صعوبات التعلم أن اضطراب الانتباه وبالتحديد الانتباه الانتقائي هي السبب وراء ظهور صعوبات التعلم لدى الأطفال، وأوضحت هذه الدراسات أن هناك عدة أدلة على أن الانتباه يلعب دوراً أساسياً في صعوبات التعلم.
ولقد اهتم العلماء بالانتباه باعتباره الخاصية المركزية للحياة الذهنية ومهمته الأساسية هي توضيح مضامين أو محتويات الوعي وتحويل مادة الإحساس الخام إلى إدراك وفهم من خلال استبطان الخبرة الشعورية.
وفي أواسط السبعينات تم الكشف عن الأساس العصبي والبيولوجي لوظيفة الانتباه. وبدأ ظهور مفهوم جديد هو مفهوم التيقظ والتنشيط اللحائي الذي يمثل أحد جوانب الانتباه الهامة. وينظر الآن لمفهوم الانتباه على أنه العمليات أو الوظائف الأولية المعرفية المحورية التي تدور حولها عمليات فهم الكثير من جوانب السلوك والحياة العقلية للمرء.
ب) صعوبات الإدراك : يعد الإدراك ثاني العمليات العقلية المعرفية التي يتعامل بها الفرد مع المثيرات البيئية لكي يصوغها في منظومة فكرية تعبر عن مفهوم ذي معنى يسهل عمليات التوافق مع البيئة المحيطة به بعناصرها المادية والاجتماعية.
ولقد أكدت الدراسات وجود المشاكل الإدراكية بين الأطفال ذوي صعوبات التعلم بصورة أكثر من وجودها بين الأطفال العاديين ولكن هؤلاء الأطفال يتفاوتون فيما بينهم في طبيعة ونوعية هذه المشاكل التي يعانون منها فقد يعاني البعض من صعوبات الإدراك البصري الذي يتضمن صعوبات في التنظيم وتفسير المثيرات البصرية ومنهم من يعاني صعوبات في الإدراك السمعي الذي يتضمن صعوبات في التنظيم وتفسير المثيرات السمعية ومنهم من يعاني من مشاكل أو صعوبات في الإدراك الحركي أو التناسق العام وتآزر أعضاء الجسم خاصة أثناء الحركة والكتابة وقد يعاني بعض هؤلاء من أكثر من مشكلة إدراكية في وقت واحد.
ج) صعوبات الذاكرة: تعد الذاكرة من أهم العمليات العقلية التي يقوم عليها عدد من العمليات الأخرى مثل التعلم والتفكير وحل المشكلات وبصفة عامة فإن كل ما نفعله يعتمد على الذاكرة، بل أن العلم ينتقل من جيل إلى جيل عن طريق الذاكرة. ويكاد يتفق المهتمون في علم النفس بصفة عامة وعلم النفس المعرفي بصفة خاصة على أن الذاكرة هي أحد الموضوعات الرئيسية ومبحثاً هاماً من مباحث علم النفس.
والذاكرة هي مركز العمليات المعرفية ومحورها الذي يؤثر على كل ما هو معرفي وعلى كافة أنشطتنا العقلية والمعرفية، ولذلك ترتبط اضطرابات الذاكرة ارتباطاً وثيقاً بكل من اضطرابات عملية الانتباه وعملية الإدراك، فإن أي اضطراب يصيب عملية الانتباه أو عمليات الإدراك أو كلاهما يؤثر بشكل مباشر على كفاءة وفاعلية عمليات الذاكرة.