احترس من صورك العقلية
الصورة التي وضعتها في عقلك
إن كل شيء تقوم به هو في الحقيقة يكون ناتجاً عن الصورة التي وضعتها في عقلك قبل قيامك بالمحاولة قبل قيامك بالمحاولة. فإذا رأيت نفسك- على سبيل المثال- غير قادر على مواجهة الجمهور فلن تكون قادراً على مواجهته، وسوف تتجنب هذه التجربة ببساطة وتبررها بأنك شخص خجول. إن من يعانون من الخجل يديرون في عقولهم صوراً لمواقف مخجلة مراراً وتكراراً. وبذلك فإنهم إلى أن يتمكنوا من رؤية أنفسهم بدون خوف، سوف يتصرفون دائماً وفقاً للصورة التي صنعوها في عقولهم.
وبغض النظر عن ظروف حياتك؛ فإنك أنت الذي تكتب وتخرج وتنتج الصور العقلية لديك والتي تتصرف دائماً وفقاً لها. إن ظروفك لن تحدد ما ستكون عليه حياتك، ولكنها تكشف فقط عن نوعية الصور التي اخترتها حتى الآن. إنك تتصرف وفقاً لمجموعة من الصور شكلتها في عقلك عن كافة أحوالك بدءاً من مظهرك الجسماني، وصحتك الغذائية، وحالتك المادية، وعلاقاتك بالآخرين، وكل ما يتطلب منك اتخاذ رد فعل. ويقوم عقلك بتخزين جميع هذه الصور التي تختارها وتقوم يومياً بتنفيذ ما تتضمنه هذه الأفكار.
لن يتولد لديك أي إحساس دون أن تكون لديك فكرة تسبق مثل هذا الإحساس. إن سلوكك يعتمد على أحاسيسك التي تعتمد أساساً على أفكارك، ولذلك فإن ما يجب عليك فعله هو ألا تقوم بتغيير سلوكك ولكن تغيير الأشياء التي توجد بداخل وعيك وإدراكك والتي نسميها الأفكار. وبما أن أفكارك تعكس ما تريده، فإن ذلك يتبعه بطريقة آلية العواطف الملائمة والسلوك. صدق ذلك وسوف تراه بنفسك!

قل لنفسك إن كل شيء تتصوره وتتخيله هو موجود هنا بالفعل.
هل تذكر ما علمنا "أينشتاين" عن الوقت! إن الوقت غير موجود في هذا العالم؛ حيث إنه مجرد شيء من اختراع الإنسان نتيجة لرؤيته المحدودة وحاجته إلى تصنيف وتقسيم كل شيء إلى أجزاء. والخلاصة أنه لا يوجد في الواقع ما يسمى بالوقت. فقط حاول أن تدع هذه الكلمات تغوص في أعماقك وكن مستعداً لتقبل صحتها. والآن في عالم لا يوجد فيه ما يسمى بالوقت فإن كل شيء تستطيع التفكير فيه موجود بالفعل هنا؛ وإلا أين يمكن له أن يكون؟ إن الشيء الذي في رأسك وما نسميه فكرة هو بالفعل موجود هنا في العالم المادي، إنه ليس في نظام شمسي آخر أو كون آخر، إنه هنا. ولكنك ببساطة لا تستطيع تصور شيء ما ثم تجلس وتنتظر حتى يتجسد في حياتك؛ حيث إنك يجب أن تعي أن إمكانية جلب الفكرة إلى الواقع المادي ترجع لك أنت، وأن الواقع المادي موجود بالفعل وأنه في إمكانك الربط بينهما. إن مهمتك كشخص يقوم بالتخيل أو التصور هي أن تتعلم كيفية الإتيان بما تصورته من العالم الوهمي للفكر إلى عالم الكيان المادي.


تخيل

لنفترض أنك تخيلت نفسك تبيع خمسة ملايين من الأجهزة التي قمت باختراعها، فربما تقول لنفسك "كيف يكون لهذه الصورة أن تكون موجود فعلاً هنا. ولكن من الذي سوف يشتري جهاز من هذا الاختراع؟ أين هم الخمسة ملايين من البشر الذين سيشترون هذا الاختراع؟ هل هم على كوكب آخر؟ هل هم في نظام شمسي آخر؟ بالطبع لا، إنهم هنا بالفعل. وبالطبع توجد خطوات عديدة لكي نأتي بمثل هذا التصور إلى العالم المادي؛ فيجب أن تعرف كيف تصنع وتوزع وتعلن عن منتجك، أما باقي الخطوات فهي موجودة بالفعل في التفكير. إن كل ما عليك أن تفعله هو أن تربط أفكارك بأفكارهم الخاصة بشراء أحد الأجهزة، وسوف يبدأ ما تخيلته في التجسد في عالم الماديات.
لنفترض مرة أخرى أنك تخيلت نفسك شخصاً يستطيع أن يجري ماراثون لمسافة 26 ميلاً؛ أين تقوم بذلك؟ هنا! ليس في واقع آخر، وإنما هنا والآن. عندما تخيل الأخوان "رايت" طيران إحدى الطائرات، أصبحت هذه الحقيقة أمراً واقعاً موجوداً بالفعل؛ فنحن لسنا في حاجة إلى اختراع واقع جديد لكي نجعل إمكانية الطيران حقيقة بالنسبة للبشر، حيث إن كل ما نحن بحاجة إليه فقط هو ربط أفكارنا بالواقع الموجود فعلاً. وبمجرد أن يتم وضع هذه الأفكار لتتماشى مع إمكانية الطيران كاحتمال؛ فإن ذلك يصبح حقيقة وواقع فعلي. إن الشخص الذي يتمتع بصحة جيدة والذي تتخيل أن تكون هو موجود بالفعل على الرغم من أنه محاط بالأفكار السابقة الخاصة بالصحة غير الجيدة. إن إيمانك بأن كل شيء تستطيع رؤيته داخل عقلك موجود هنا بالفعل سوف يساعدك على تولي مسئولية حياتك بأكملها.

الطاقة المتحركة

إن كافة الأشياء هي طاقة متحركة، ولا يوجد ما هو صلب وساكن؛ حيث إن كل شيء يتحرك بما يتماشى مع واقعه. وفي حين تظهر الأشياء المادية على أنها صلبة وساكنة يكشف الفحص البسيط تحت الميكروسكوب أن هذا الشيء الصلب هو في الواقع شيء حي يتكون من جزيئات تتحرك بسرعة أقل بقليل من سرعة الضوء ولذلك تظهر لنا وكأنها جامدة. إن الطاقة هي المقوم الأساسي لهذا الكون، وتعد الأفكار جزءاً من هذا المقوم؛ لذلك عندما تكون لديك فكرة عن شيء ما تحب أن يحدث لك، تذكر أن الأمر ليس أكثر من توصيل الترددين مع بعضها البعض حتى تجعل من هذا الشيء حقيقة فعلية. ويجب أن تعي أنك إذا أدركت الفكرة في رأسك على أنها صورة لشيء تحبه؛ فإن ذلك الشيء موجود بالفعل. وعندما تشك في مثل هذا الشيء، أسأل نفسك "إذا لم يكن هذا الشيء في واقعنا هنا فأين يمكن أن يكون؟ إن الفكرة التي كانت في رأسي وأنا طفل صغير- وهي تخيل نفسي أظهر في برنامج "تونايت شو"- كانت موجودة بالفعل على الرغم من أنها صعبة علينا حتى نستوعبها. إذاً إن كان عامل الزمن غير موجود فإن عام 1953 وعام 1976 هما في الحقيقة نفس الشيء. إذا آمنت حقاً بأن كل ما تتخيله موجود بالفعل وهو سبب تفكيرك في هذه الصور، سوف تتوقف عندئذ عن الانتظار وتبدأ العمل فوراً على هذه الصور حتى تجعلها واقعاً مادياً وداخلياً كذلك. إن سؤال "أين يمكن أن تكون" هو سؤال رائع تستطيع أن تسأله لنفسك عندما ينتابك شك في أن أفكارك وصورك التي تخيلتها سوف تتحقق.