أحيانا بسبب ضيقك تقومين بعمل معين يعطيك قدر من السعادة لفترة محدودة، ثم يأتي بعد ذلك تأنيب الضمير والاحساس بأن سلوكك ضد مصلحة أسرتك كلها، ويظل الندم يطاردك.
وفي كتابها “حواء وصراع الحياة” تقول الكاتبة الأمريكية “فوني كلارك” بأن المرأة تعاني الكثير بسبب تحملها أعباء الأسرة وتظل متماسكة، حتي تهاجمها مشاعر الوحدة وعدم اهتمام زوجها بعواطفها أو عند وقوعها في عدم الوفاق مع زوجها، وتسرب الشكوك إلي نفسها وزيادة المعاناة النفسية، وأمام مثل هذه الوقائع تتصرف بجنوح وتأتي بأفعال تعتقد أنها تريحها.
ومع ازدياد التوتر تقوم المرأة باندفاع غير محكوم بالتسلط علي أحد أطفالها لمجرد وقوعه في خطأ بسيط وتفرغ ما بداخلها عليه، أو تتصرف في جزء من مصروف البيت لتعطيه لصديقة في أزمات مالية، أو تظهر سلوكا ليس في طبعها فقد تنهي علاقتها مع صديقة مخلصة لها بدون أسباب، أو تنفجر في البواب، أو الساعي في العمل..
وبعد ذلك مباشرة تشعر وكأنها حققت بعض الارتياح ويلازمها السرور لفترة بسيطة، وسرعان ما تنهمر دموعها، ويبرز الاحساس بالذنب ولكن بعد فوات الأوان، والنتيجة..عدم التخلص من القلق أو التوتر أو المشاعر السيئة التي تملأ صدرها، بل يزداد حدة.
وتحتاج المرأة إلي الخروج من هذا الموقف الصعب، وهذا يعني بأن تنظر إلي ما تعاني منه من الخارج وتستعرض مع نفسها الأسباب التي أدت إلي ذلك، وتتحقق من أسباب الشعور الذي يلازمها، من أجل أن تصبح أقوي من أية رغبة شديدة مفاجئة عليها اتباع أية طريقة تساعدها علي التغلب علي ما يدفعها للسلوك غير المعتاد.
ولابد أن هناك صديقة يمكن أن تحكي لها بما يوجد بداخلها، تفرغ شحنات نفسها وتتقي اندفاعها المتهور، تقرأ كتاب، تكتب علي صفحات ما يشغل بالها، تستمع إلي موسيقي أو أغنية، تعود لممارسة بعض الرياضة، المهم ألا تعزل نفسها مع مشاكلها.
والأهم من ذلك كله أن تجذب زوجها دائما إلي المنزل لتشركه في كل شيء فهو الأحق بالاستماع إليها، وإن كان ممن لا يحبون الاستماع فأمامها أطفالها تسكب عليهم عواطفها، بصدق وحنان، فهم عالمها الخاص وجدارها الواقي ضد أزمات الحياة… -