العلاقة بين الغداء والذاكرة
يعمل العقل والجسم بالتناغم والتآلف معًا، ويؤثر كل منهما على الآخر، وإن كانت حالتك الجسدية ليست في خير حال فإن انفعالاتك تتأثر سلبًا أيضًا، مما يضًعف الذاكرة. من ناحية أخرى، إن كنت تتمتع بالصحة وكل شيء في جسمك متوازن، ستكون في حالة انفعالية جيدة؛ حيث ستبدو المشاكل التي كانت تؤرقك أخف وطأة، ويزداد تفاؤلك بالحياة بوجه عام ، ويكون كل شيء حولك مفعمًا بالحيوية، وقدرات ذاكرتك تزيد جدًا أيضًا.


يؤدى جسمك وظائفه بشكل وظائفه بشكل أفضل أيضاً عندما كل شيء به متوازنًا، والمصطلح الذي يصف هذه الحالة يسمى ب "الاتزان الحيوي" وتعريف قاموس وبستر له هو: "حالة مستقرة نسبيًا من الاتزان بين العناصر المختلفة والمتداخلة في ذات الوقت داخل جسم الكائن الحي" فجسمك يعمل بأقصى من الكفاءة عندما تكون هذه العناصر المتداخلة - الجسدية و الانفعالية والعقلية- في حالة من التناغم والانسجام. والطريقة الوحيدة والأساسية لتحقيق الصحة الجسمانية والإبقاء عليها هي من خلال الطعام الذي تتناوله .

ومن سوء الحظ أن دراسة التغذية علم حديث جدًا، وهناك خلافات كثيرة حول، كل ما هو مضر أو مفيد في الغذاء: فبمجرد أن تظهر دراسة تفيد بأن تناول (س) من الطعام مفيد، تظهر دراسة أخرى تؤكد العكس تمامًا.

ورغم أن تأثير الأطعمة التي تتناولها على صحة جسمك أمر حقيقي تمامًا، إلا أنه أمر بالغ التعقيد وتحكمه العديد من العناصر المتداخلة، مما يصعِّب الحكم عليه. فكل واحد منا يختلف عن الآخر، وتختلف كيمياء الجسم من فرد لآخر. والإرشادات التالية مبنية على خبراتي وعلى أمور ساعدتني على السير في طريقي نحو الذاكرة الممتازة، وأتمنى أن تفيدك أيضًا، لكن- كما ذكرت - إن كنت غير موافق على شيء أو كانت إحدى الطرق لا تفلح معك، فثق في تجربتك الشخصية. استخدم هذه الإرشادات كأساس لإجراء المزيد من الدراسة والبحث.


ملحوظة أخيرة: بينما تؤدي تمارين هذا المقال - أو أي كتاب آخر به تمارين مجهدة للمخ -احترس من أوقات هضم الأنواع المختلفة من الطعام، فكما نذكر في القواعد الأساسية ، فإنني حذرتك من تناول وجبة ثقيلة قبل أداء هذه التمارين لأن الدم يذهب إلى المناطق التي تحتاج إليه، وبعد الوجبات الثقيلة بالطبع يتجه الدم للجهاز الهضمي. والمهم ليس كمية الطعام فقط بل هناك أنواع محدده تحتاج إلى وقت هضم أطول مقارنة بغيرها. مثلاً اللحم البقري يستغرق وقتًا أطول في الهضم مقارنة بالدجاج والسمك.


وعندما يتعلق الأمر بهضم الكربوهيدرات، فقد تختار مثلاً الكربوهيدرات المركبة أو المكرونة المصنوعة من القمح الكامل الحبة لأنها خيارات صحية لكنها غير مناسبة لأنها تستغرق وقتًا أطول في الهضم مقارنة بالكربوهيدوات البسيطة مثل المكرونة العادية والخضروات والفاكهة وعصائر الفاكهة تهضم أسرع، وإن كان يجب أن تأكل وجبة ثقيلة قبل العمل الذهني فاجعل الوجبة تحتوى على فاكهة وخضروات أكثر، ولن ينتج عن هذا أي كسل وستظل في كامل وعيك الذهني لأن الهضم سيكون سهلاً.