القراءة والذاكرة الهائلة

سنطبق قواعد الذاكرة الهائلة على القراءة واستيعاب ما نقرأ. هل تتذكر دومًا ما تقرأ؟ هل حدث لك ما يلي:
كنت تقرأ وفجأة لاحظت أنك لا تتابع الفكرة التي تقرأها ولا تعلم أين أنت في أجزاء المقال وفقدت متابعة الفكرة؟
هذا يحدث لأن عقلك يكون في مكان آخر رغم أن عينيك تتابعان كل كلمة. إن هذا يشبه إلقاءك المفاتيح في مكان ما دون الانتباه لما تقوم به يداك، ولكن في هذه الحالة أنت لا تنتبه إلى الكلمات، فعقلك يهيم بعيدًا ويركز على شيء آخر، وبالتالي لا يتم تسجيل معاني الكلمات في ذاكرتك.


قد تفقد الاهتمام بالكلمات لعدة أسباب: صعوبة المادة أو تعقيدها، وقد يكون الحال هو أن المقال ليس موضوعاً بشكل مثير أوليس مكتوباً بنص جيد، وبالتالي تشعر بالملل. إن الكتب المليئة بالبيانات قد تبدو ثقيلة وغير مفهومة، وقد تكون المشكلة جسمانية: قد تكون متعبًا، أوحزينًا أو غاضبًا من شيء ما أو تشعر بالتوتر والضغط لأنك تذاكر من أجل الاختبار. مهما كان الموقف، الخلاصة هي أنك بحاجة إلى استيعاب المعلومات بشكل أفضل.


القراءة والتذكر
لأساعد الناس على القراءة بتركيز فإنني صممت طريقة بسيطة باستخدام نظام الذاكرة, لكن عندما تنفذها كما يجب ستجد نتائج مبهرة. إليك هذه الطريقة: عندما تقرأ يجب أن تفعل ذلك وكأنك دوماً تخبر شخصاً آخر بهذه المعلومات في أي مقال.
دعني أشرح ذلك. عندما تقرأ تخيل أنك تتحدث إلى شخص آخر. لماذا؟ كما ذكرت سابقاً عدة مرات, نحن ننتبه لما نقوله أكثر مما نسمعه لأن كلاً منا يهتم بنفسه أكثر من الآخرين, وعندما تتخيل أنك تتحدث بما تقرأه؛ فهذا يضفي على ما تقرأه طابعًا شخصيًا لأنك في الصورة وهنا يأتي دور المشاعر, وبما أنها الجسر المؤدى لعقلنا الواعي, فإنها تكون بمثابة المحرك الذي يشغل عمليات التفكير العميقة مما يساعد على تحفيز الذاكرة, وبالتالي يزداد تركيزك.


إليك سببًا آخر لنجاح هذه الفكرة؛ إن عقلك الواعي يركز على_ويتخيل صورة – شيء في المرة الواحدة، ولن يفكر في شيء آخر في نفس الوقت، وعندما تتخيل نفسك تقول ما تقرأه لشخص آخر فأنت تجبر نفسك على التركيز وتمنع نفسك من السرحان أو التخيلات أو أحلام اليقظة, وسوف تشغل ذاكرتك لكي تحفظ المعلومات, وهذه الخطوة البسيطة سوف تساعدك أيضًا على استدعاء عدد لانهائي من المعلومات أكثر مما يحدث عندما تقرأ بالشكل المعتاد، وذلك لأن عملية تشغيل الذاكرة وتحفيزها سوف تزيد من مقدار استدعاء المعلومات بشكل ملحوظ.


أريد منك أن تتدرب على هذه الطريقة الآن. تخيل أنك تقول: "أريدك أن تتدرب طي هذه الطريقة الآن". اختر أي شخص ليكون مستمعك وتخيل نفسك في أي وضع؛: وقوفاً أم جلوساً، تخيل مستمعك وهو يواجهك وقل له: "أريدك أن تتدرب على هذه الطريقة الآن". افعل هذا الآن.


كيف شعرت عندما قمت بذلك؟ معظم الناس يقولون لي إن الأمر صعب في البداية, لأنهم في خيالهم يضطرون للتركيز على ما يقولونه. وهذا هو المراد، لأن التركيز يشغل الذاكرة. ومثل باقي طرق وأساليب الذاكرة الخارقة، سيبطئ هذا إيقاع قراءتك في البداية لكن عندما تعتاد عليه، ستقرأ بفهم أكبر.


إليك تعديلاً آخر يمكن إدخاله على هذه الطريقة. ماذا إن لم تفهم ما تقرأ؟ قد تصادف كلمات ومفاهيم مجهولة لك أو صعبة الفهم. ماذا تفعل عادة في مثل هذه المواقف؟ تعيد قراءة المادة مرتين؟ تبحث عن الكلمات في المعاجم؟ إلى أي مدى ستستمر في هذا قبل أن تستسلم؟
إن قابلت شيئًا لم تفهمه, فإنك لن تتخيل نفسك كمعلم فحسب، بل طالب أيضاً، وكطالب ستسأل نفسك: "ما الذي تعنيه بهذه العبارة أو الكلمة لا هلا شرحتها لي مرة أخرى؟


هل فهمت ذلك؟ إن قرأت ما لم تفهمه تماماً ستبعد نفسك عنه وتغلق ذاكرتك عنه، لكنك إن واصلت القراءة فلن تنتبه لأنك على مستوى اللاوعى تفكر فيما لم تفهمه، وكأنك تقول لنفسك: "انتظر، ما هذا؟ لا افهمه، قف!" إن لم تتوقف فلن ينشغل ذهنك بما تقرأه، وهناك توتر وضغط كبيران تفرضهما محاولة تخمين معنى كلمة أو عبارة سابقة مع مواصلة القراءة. تذكر أن عقلك لا يفكر في أمرين مرة واحدة.
استغل هذا لمصلحتك، عندما تصادفك كلمة لم تفهمها مثلاً، توقف عن القراءة واسأل نفسك: "ما معنى هذه الكلمة؟", وإن لم يمكنك التخمين فقل لنفسك: "لنبحث عنها في المعجم "ثم ابحث عنها واشرحها للطالب الذي بداخلك. كل هذا سوف يجعلك تنهمك وتركز وتنتبه، ويجعل ذهنك متيقظًا لما تذاكره أو تقرأه عن وعي.


عندما تتخيل نفسك كطالب، قد تطلب من نفسك إعادة صياغة عبارات محددة. على سبيل المثال إن كنت تقرأ وصادفت عبارة لم تفهمها فاسأل نفسك: " هلا أعدت صياغة هذه العبارة؟" أو "ما معنى هذه العبارة؟ "وستندهش من أن ما بدا غير مفهوم منذ دقيقة سيكون مفهوما فجأة، بسبب استغلالك لقوة العقل غير الواعي. عندما تشغل ذهنك بهذه الأسئلة فإنك سوف تحرك عجلات المستويات الأعمق من التفكير.
إعادة الصياغة في خيالك من أقوى أدوات الحفظ في الذاكرة، ذلك لأن إعادة الصياغة تجعل اللاوعى ينتقل لمرحلة البحث، ويعبر كل البيانات ويأتي بشرح تفهمه. وإعادة الصياغة تجعلك تعيد ترتيب المواد (فتعرفها جيداً), وبالتالي تزيد قدرتك على الاستدعاء، سواء كان ذلك من أجل اختبار أم اجتماع أم أي موقف آخر.