أسباب ضرورة التغيير
عندما تصف للناس الوجهة الجذابة، فإنك تساعدهم على معالجة أحد أكبر أوجه القصور لدى راكبي الأفيال لديهم، وهو الغرق في التحليل, إن أول فطرة لنا- في معظم مواقف التغيير- هي أن نقدم البيانات لراكبي الأفيال لدى الناس: " إليك أسباب ضرورة التغيير. إليك الجداول والخرائط والرسومات التي تؤكد ضرورة التغيير". وراكبو الأفيال لدى الناس يحبون هذا، حيث ينكبون على البيانات وتحليلها وايجاد الثغرات فيها، ثم يبدأون الجدل معك بشأن ما استنتجته أنت من تلك البيانات. إن مرحلة " التحليل" غالبًا ما تكون أكثر إرضاءً للراكب من مرحلة " الفعل" , وهذا يعرض جهودك للتغيير الخطر.
ومع ذلك، لاحظ ما يحدث عندما تشير إلى وجهة جذابة: عندئذ يبدأ الراكب في توظيف ما لديه من قوة حتى يكتشف كيف يصل إلى تلك الوجهة. وعلى سبيل المثال، بعد أن أعلنت " إسرمان" عن رؤيتها " تحت سقف واحد" ، بدأ فريق العاملين معها: " لنر. إننا لن ننجح في هذا حتى يتوافر لدينا قسم للأشعة؟ لذلك ينبغي أن نخصص للأشعة مكانًا.." .
وبمقدورك أن تقرر كيف توظف طاقة راكب الفيل المهتم بطبيعته بإيجاد الطريق الذي يسلكه، أو إن كان من الضروري أن يتحرك أصلًا. ومع ذلك, فإن بمقدورك أن تعيد توجيه هذه الطاقة بما يساعدك على الوصول للوجهة. وحتى يحدث هذا فلابد أن تضع هدفًا يحرك من تحاول تغييره من داخله, ويروق للفيل وراكبه لدى ذلك الشخص. تذكر رؤية " إسرمان" (تحت سقف واحد), أو رؤية " كريستال جونز" (أن تكونوا تلاميذ بالصف الثالث).
ومع ذلك، فإن الأهداف في معظم المؤسسات تفتقر للقوة الانفعالية, حيث أصبحت الأهداف المحددة والقابلة للقياس، والتنفيذ, والمرتبطة بالحالة هي النموذج المعياري. ومن نوعية هذه الأهداف: " ستحقق خطئي التسويقية مبيعات متميزة بمبلغ 4500 دولار بالنسبة لكل مجموعة تسويقية بنهاية الربع الثالث من عام 2009" .
والتحديد الذي تتميز به هذه الأهداف علاج رائع لأسوأ ما يحدث في وضع الأهداف, وهو غموضها وعدم تناسبها مع الحالة (مثل الهدف القائل:
توضيح الوجهة
" سنُرضى عملاءنا في كل يوم من أيام الأسبوع" ). ومع ذلك، فإن هذه الأهداف تكون أفضل في المواقف الثابتة, وليست في المواقف الثابتة، وليست في المواقف التي تتضمن تغييرًا, وذلك لأن الافتراضات القائمة خلفها هي أن للأهداف قيمتها. إذا كنت تقبل أن تحقق فريق المبيعات لمبيعات بقيمة 4500 دولارًا استثمار عظيم للوقت, فإن هذه الخطة المحددة والمقابلة والتنفيذ خطة فعالة.
أما إذا كان لديك رئيس جديد في العمل, ولدية توجه جديد, وأوكل إليك تحقيق هدف المبيعات بــــ 4500 دولار في هذه الفترة, رغم أنه لم يسبق لك أن قمت بأداء مماثل, فإنك ستعاني صعوبات. إن الهداف المحددة تتجاهل الانفعالات ولا تولدها.
وإذا كنت تبحث عن هدف يحفز الفيل- أي يحرك الناس من داخلهم_ فلا ينبغي أن تعتمد على الأهداف المحددة القابلة للقياس (فهناك بعض الناس الذين يضطربون عندما يسمعون أهدافًا مثل: " تحسين معدل السيولة النقدية بنسبة 30% على مدار الثمانية أشهر القادمة" - رغم أنهم محاسبون). اكتشفت دراسة كبرى أجريت في الثمانينات على جهود التغيير أن الأهداف المالية تحقق نجاحًا في التغيير أقل مما تحققه الأهداف التي تتضمن الانفعالات مثل هدف تقديم خدمة أفضل للعملاء ، أو إنتاج المزيد من المنتجات المفيدة. وقال الباحثون إن " الرؤى القوية عبرت عن القيم، مما جعل الموظفين يرتبطون بالمؤسسة، حيث قال أحد المدراء في شركة زجاج: " أنه من الصعب أن يشعر الموظفون بالاستثارة نتيجة زيادة العائدات على أسهم الشركة بنسبة 15%" .وبطاقات الوجهة ذات وظيفة مزدوجة، فهي توضح للراكب إلى أين يتجه, وتوضح للفيل سبب أهمية الرحلة.
المفضلات