الجواب: بالتأكيد: نعم. هنالك من يعمل بوحي من إرادة الفشل ولو أنه أجاز لنفسه بأن يحلل دوافعه، وأن يكون صريحا مع نفسه لاكتشف تلك الإرادة. ولكنه غالبا ما يتجاهلها فقط.. ومن الواضح أن معالجة إرادة الفشل، لم تتم من خلال تجاهلها، لأن هذه الإرادة، يمكنها أن تؤدي عملها الهدام بكل قوة من دون أن نفطن إليها. ومن هنا فلا يكفي في معالجتها أن تغض الطرف عنها، وكأنها غير موجودة في الوقت الذي تعمل أنت بوحي منها..
إن الفاشل هو من يجعل جهوده في خدمة إرادة الفشل، وهذا يعني أن المطلوب هو تخليص هذه الجهود من قبضة تلك الإرادة وجعلها في خدمة إرادة النجاح.
وهذا يتطلب أولا- اكتشاف إرادة الفشل، وتمييز الأعمال التي يؤديها الشخص بوحي من تلك الإرادة.
ويتطلب ثانيا- مواجهة هذه الإرادة، أي عدم الاستجابة لها، وسحب الجهود من تحتها، وتركها تذبل بمرور الزمن.. فعندما تمتنع عن صرف طاقتك في خدمة إرادة الفشل فإنها ستذبل بشكل طبيعي.
ويتطلب ثالثا- أن تمتنع عن تلك الأعمال التي تختفي وراءها إرادة الإخفاق. فمثلا، النوم في ساعة العمل، وعدم المساهمة في النشاطات القائمة، بالإنشغال بأمور لا قيمة لها، وقتل الوقت بحل جدول الكلمات المتقاطعة، والاهتمام بما لا يضر إهماله، ولا ينفع الاهتمام به، ومطالعة ما لا يرتبط بالحياة من قريب أو بعيد، كل تلك هي أعمال تختفي وراءها إرادة الفشل، ولا بد من الامتناع عنها جملة وتفصيلا.
وتضرب "دوريتا براند" في كتابها "wake up and live" مثالين للأعمال التي تختفي وراءها إرادة الفشل:
الأول- الأعمال التي لا تحتاج إلا إلى جزء ضئيل من المواهب والطاقات، فمن يستطيع أن يقوم بعمل كبير، مثل أن يؤسس مشروعا حضاريا ينفع الألوف من الناس ولكنه يكتفي بالمساهمة في مشروع صغير، أو من يواصل الدراسة بعد أن يكون قد حصل على الشهادات العليا، وكأنه يلتذ بأن يكون تلميذا طوال عمره.
هؤلاء هم ممن يعملون في خدمة إرادة الفشل.
الثاني- الأعمال التي لا ترتبط بالحياة، مثل المشاركة في بحث خداع براق لا يفيد، ومنهم رجل كان يعيش في نيويورك بدأ منذ فجر دراسته العالية يجمع تفاصيل حياة أحد الحكام الإيطاليين المغمورين، وقد بلغ سن الخمسين دون أن يخط كلمة واحدة من تاريخ حياة الرجل الذي اهتم بجمع التفاصيل عن حياته..
إن النجاح ليس في أداء أي عمل كان، بل هو في أداء العمل الصحيح في الوقت الصحيح، وبالشكل الصحيح.. وأي خلل في أحد هذه الأمور يؤدي إلى الخلل في النجاح..
إن بعض الأشخاص يتآمرون على أنفسهم، فهم يطردون التوفيق في الوقت الذي هم قاب قوسين أو أدنى من النجاح، ويستسلمون لإرادة الفشل، بأعذار واهية.