لكل انسان في هذه الحياة شخصية مستقلة ومنفردة ومغايرة لبقية البشر ، فمنهم من سعى لتطويرها وتنميتها فشق طريقها نحو التميز والرقي لأنه امتك رصيداً من الثقة بها وكان ذا وعي فكتب له ما اراد ، ومنهم من فقد ثقته بنفسه ولم يكن لديه الوعي فقلد واصبح عبارة عن أستنساخ لكل شخصية تعجبه فقد يستنسخ في اليوم (100) مرة لأنه هنا قلد فلاناً وهناك قلد آخر وهكذا تستمر الحكاية ! .

الشخصية : هي مجموعة الصفات الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية التي تظهر في العلاقات الاجتماعية لفرد بعينه وتميزه عن غيره .

فقد خلق الله تعالى البشر وأعطاه ملكات وطاقات مكمونة بداخله يعجز اللسان عن ذكرها وحصرها فقال تعالى :

" قد علم كل اناس مشربهم " . سورة البقرة _ 60


فلكل انسان شخصيته المستقلة المتميزة عن غيره ، فعلام الذوبان في شخصية الغير ؟ كن أنت أنت .


قص القرآن الكريم لنا قصة شخصية واثقة من نفسها تعالوا معي لنعرف من هذا المتكلم البارع القوي الشخصية انه الهدهد .

هدهد النبي سليمان عليه السلام وقد تميز هذا الهدهد بالوعي والايمان وأداء دوره في الحياة فقد قام امام النبي سليمان عليه السلام وكله ثقة بنفسه فلم يتلكأ ويرتبك عندما سأله النبي سليمان عليه السلام عن سبب غيبته ! .

قال تعالى : " فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين اني وجدت امرأة تملكهم واوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان اعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السموات والارض " . سورة النمل _ 22 _
25


غاب الهدهد زماناً يسيراً فوقف امام النبي سليمان عليه السلام صاحب المملكة العظيمة فقال : " احطت بما لم تحط به " اطلعت على ما لم تعلم به انت ولا جنودك ، ورغم صغر حجم الهدهد لكنه يقولها مرفوع الرأس وواثق بنفسه ولم يرتبك أو يتلعثم بل أفصح بمعلومة فريدة ومؤكدة 100% ثم يستعرض بقية الخبر ، ملكة تحكم قومها ولها عرش عظيم مزخرف بالذهب لكنهم ظلوا بسجودهم للشمس من دون الله تعالى ثم بدأ يدعو الى الله عزوجل ويرشد الى الطريق الصحيح بلغة لا نفهما أنا وأنت الا نبي الله سليمان والطيور التي من شاكلته وقد هدى الله تعالى بلقيس وقومها الى الايمان بسبب الهدهد .

هذا الهدهد سافر من فلسطين الى اليمن فهو بحق سائح وداعية وجندي منضبط في مملكة سليمان عليه السلام وصاحب رسالة في الحياة وقد أدى دوره الايجابي والرائع في الحياة .

فهل أديت دورك في الحياة ؟ هل أنت صاحب رؤية ورسالة ؟ هل أنت قوي الشخصية ؟ .

أحذر من : بعض الناس يولدون في الحياة لمجرد أنهم ولدوا فيها ! .


لا تكن زائداً على الحياة .. بل ضع بصمتك النافعة فيها وكن متجدداً متفائلاً وطور من نفسك وقدراتك وأنفض عنها غبار الضعف والتخاذل والهامشية والتقليد الاعمى فأنت أهل لها ....

كن قوي الشخصية لديك القدرة على إتخاذ قراراتك وتحديد مسارك في الحياة وتمتلك الثقة بنفسك فلا تهتز لأتفه الأسباب أو كبوة طارئة وترى الحياة بنظارتك لا نظارة غيرك .

وليكن شعارك :
همتي همة الملوك ونفسي .. .. نفس حر ترى المذلة كفراً