عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 30
الطريق إلى التفكير الإيجابي
قوة التفكير الإيجابي في الأعمال
يتذكر أغلبنا من خلال حياته الشخصية أو المهنية أنه واجه في وقت ما موقفاً عصيباً أو مهدداً لحياته. كما يتذكر أغلبنا أنه تصدى لهذا الموقف العصيب بطريقة قوية نابعة من التفكير الإيجابي. ففي الواقع كلنا مفكرون إيجابيون بدرجة أو بأخرى. كلنا وظفنا تقنيات التفكير الإيجابي للخروج من المآزق. وغالباً ما تكون ردود أفعالنا حيال هذا الموقف موظفة بشكل إيجابي ولكن بطريقة غير منتظمة.
إلا أن تطبيق التفكير الإيجابي في العمل يتطلب تطوير المحاولات بأسلوب أكثر تنظيماً لمواجهة التحديات المبرمجة وغير المبرمجة.
تتألف خطة الطريق إلى التفكير الإيجابي من سبع خطوات أساسية سأدرجها بشكل مختصر.
1- حدد الموقف
إن الحل الناجح للتحدي الوظيفي يبدأ ببذل الجهد والوقت الكافي لتحديد هذا التحدي بشكل واضح وشامل.. معظم مواقف التحدي في أمكنة العمل تتطلب مزيجاً من المعرفة والمهارة والمواقف والسلوكيات الإيجابية. وهذا يفترض بدوره امتلاكاً للمعرفة والخبرة اللازمة لمواجهة الموقف. إلا أن كل مواقف العمل مهما بلغت من اليسر أو التعقيد، تتطلب منا أن نتفاعل مع الأناس الآخرين بشكل مؤثر. ففي تحديد الموقف، يجب أن نركز على ناحيتين اثنتين؛ الأولى تتلخص في رؤيتنا لهذا الموقف، والثانية بالحالة التي يجب أن نسلكها في تعاملنا مع أناس آخرين.
2- ماذا تقول لنفسك؟
ماذا تقول لنفسك فيما يتعلق بموقف إشكالي كنت قد حددته للتو؟ فكما تعلم فإن أفكارك بشأن أي موقف تواجهه يمكن أن تكون ضدك. ضعه نصب عينيك. فكر بإيجابية تصبح إيجابياً. فكر بسلبية تصبح سلبياً. إن حديثك لذاتك (أي ما تقول لنفسك عن الموقف) هو المفتاح لأن تقرر فيما إذا كنت تفكر بشكل منطقي وواضح أو أنك تترك ذاتك للمشاعر السلبية كالقلق والخوف والغضب والإحباط.
3- ما هي النتيجة المرغوبة؟
عند هذه النقطة، يجب أن تكون واضحاً بشأن الموقف الذي تواجهه، كما يجب أن تنظر إليه بطريقة إيجابية بناءة مناسبة. لقد أصبحت في وضع تستطيع فيه تحديد النتائج التي ترغب في الوصول إليها. ويجب أن تعبر عن هذه النتائج بطريقة قابلة للقياس، يجب أن تحتوي على المعايير الكمية والنوعية. وتنطوي هذه الخطوة على مفاهيم ثلاثة قوية:
- وضع الأهداف
- الإقرار والتأكيد
- التصور والتخيل
لديك فرصة أكبر في الحصول على ما تريده إذا كنت تعرف بالأساس ما تريد وإذا استطعت كتابة خطة ما بواسطة الأسلوب الذكي، أي الأسلوب المحدد، القابل للقياس، المنسق للآثار، الواقعي والملتزم بالوقت. وطالما أنك تضع الأهداف الذكية، ستجد أنه صار لزاماً عليك أن تضع خطة معينة لتحقيق هذه الأهداف. والخطوة المقبلة ستساعدك في ذلك.
4- أعبر إلى خصالك الإيجابية
إن تحقيقك لأهدافك يتطلب منك تعريفاً وتوضيحاً لعوائق المواقف السلبية الخاصة بك. وبهذا نكون قد أوجدنا بيئة خصبة لمصدر السلوك الإيجابي الموروث فينا. وهناك عشر خصال سلوكية يمكن وصفها للشخص ذو التفكير الإيجابي والذي يعيش بإيجابية: التفاؤل، الحماس، الإيمان، الترابط، الشجاعة، الثقة، التصميم، الصبر، الهدوء والتركيز. وهذه الخصال هي نقطة القوة التي تواجه المواقف والتحديات، والتي تساعدك في تحقيق أغراضك وأهدافك.
5- تدرب على الموقف فكرياً
بحسب ما ورد في مقال Wall Street Journal فإن معظم رجال الأعمال الناجحين اليوم يعزون نجاحهم إلى ستة عوامل، يقع التدريب الفكري على المواقف من ضمنها، وكما أكد الكثير من الرياضيين المحترفين ورجال الأعمال أنه – وبواسطة التدريب الفكري لكل الأوجه والمشاعر التي يحتاجها المرء للوصول إلى مبتغاه – فإن هذا التدريب يضاعف فرص الحصول عليها بشكل هائل.
6- تحرك
بعد اتباعك للخطوات السابقة لابد أنك أصبحت في وضع يسمح لك بالتحرك الإيجابي. ففي هذه المرحلة، فإن وضع خطة تظهر فيها الخطوات المحددة التي تحتاجها جلية هي فكرة جيدة. إنها عملية عضوية وليست آلية وستكتشف أن بعض التحديات والمواقف تمتد لفترة ستة أسابيع وأشهر، ولذلك يجب أن تضع في الخطة خطوات بديلة. ولا مانع من وضع خطة تفصيلية تساعدك في التفكير بآلية الانتقال ضمن كل مرحلة من مراحل الموقف.
7- أعبر إلى نتائج أعمالك
إنها الخطوة الأخيرة. تمعن بما أنجزت، وستجد أنك أصبحت في دائرة الأداء العالي. فبالإمعان المتروي، سينكشف لك نجاح نواح معينة من الأداء ونواح أخرى أقل نجاحاً. والهدف من كل هذا هو أن تخصص بعض الوقت لربط أفكارك وتوظيف ما تراه مناسباً في المستقبل لخدمة أدائك، وتصحيح مواطن العيوب التي تكون قد اكتشفتها.
ويمكن أن تبدأ عملية ربط الأفكار بأن تسأل نفسك:
- إلى أي حد استطعت أن أحرز النتائج المرجوة؟
- ما هي المرحلة التي أستطيع أن أعتبرها الأفضل؟ ولماذا؟
- أي خطوة من الخطوات الست لخريطة الطريق كانت الأكثر فعالية؟ ولماذا؟
- ماذا كان يمكن أن يكون الأفضل؟
- ما هو الشيء الذي سأقوم به بشكل مختلف في المرة المقبلة؟
- ماذا كانت مكونات النجاح؟
تقدم خريطة الطريح إلى التفكير الإيجابي هيكلاً واضحاً للتخطيط والتطبيق والتقويم في الأداء لدى مواجهة المواقف العصيبة بحيث يستطيع أي شخص في أي مؤسسة من تعلم وتطبيق أساليب التفكير الإيجابي على تحديات العمل والنتائج القابل للقياس. وكمديرين، فإن تطبيق خريطة الطريق على تحديات العمل هي أولى مسؤولياتنا، وبعدها يمكن أن نكون نماذج يحتذى بها لمواقف وسلوكيات التفكير الإيجابي. كما أننا بحاجة إلى تدريب الآخرين على أساليب وتكنولوجيات التفكير الإيجابي، وهذا ما يساعد على ابتكار الثقافة الإيجابية ويضمن استمراريتها.
المفضلات