كيف تتجه نحو التفكير الأيجابى وتترك التفكير السلبى


كثيرا ما نطرح هذا السؤال على أنفسنا ( كيف نتخلص من التفكير السلبي)؟ الا أننا لم نحاول مره أن نحول هذا السؤال الى استفهام اخر هو ( كيف نقي أنفسنا من التفكير السلبي)؟ وهذا بالضبط ما أشار اليه توني هامفريز في كتابه الشهير ( قوة التفكير السلبي) حيث طالب توني بضرورة السعي الجاد لوضع استراتيجيات دقيقة من خلالها نقي انفسنا من الوضعيات والحالات التي تقودنا الى ان نكون مرتعا خصبا للافكار السلبية، وعلى كل حال فنحن امام مهمتين /

الأولى تتمثل في ( ماهي الأشياء التي تسهم في منع وصول الافكار السلبية الينا)؟

الثانية تتثمل في ( كيف نتخلص من الافكار السلبية التي تجتاحنا وتسيطر علينا)؟

قبل الحديث عن الافكار السلبية ومسبباتها وعن طرق التخلص منها وعن كيفية وضع الحواجز دونها يحسن بنا أن نتحدث عن العلاقة القوية بين الثقة بالنفس وبين الافكار الايجابية ، وفي المقابل بين الافكار السلبية وبين الضعف والخور في الشخصية، حيث انه كلما قويت ثقة الانسان بنفسه وكملت ثقته في قدراته وما يتحلى به من سمات وصفات ومواهب كلما كانت شخصيته ايجابية وكانت كذلك افكاره ايجابية عن نفسه وكان ايضا ايجابي النظرة الى الآخرين وكلما كانت ثقة الانسان بنفسه ضعيفة مهزوزة كلما كانت افكاره السلبية تفوق عدد دقات القلب في الدقيقه الواحده، ولذا توقف قليلا عزيزي القاري واسأل نفسك

أتح لنفسك فرصة للتأمل !

أتح لنفسك فرصة للتأمل !

أتح لنفسك فرصة للتأمل !

( هل انت واثق من نفسك)؟ من قدراتك؟ من مواهبك؟ هل انت راض عن نفسك؟ هل انت تتقبل نفسك كما هي؟ هل تمتلك رؤية معتدله في تقييم الامور العامة في واقعك ومجتمعك ام انك متخبط ومتردد غير ثابت على حال؟ ثم هل انت متأكد من جميع اجاباتك؟

أتح لنفسك فرصة للتأمل !

أتح لنفسك فرصة للتأمل !

أتح لنفسك فرصة للتأمل !

ان كانت الاجابة بنعم أي انك واثق من نفسك وقدراتك ومواهب ومتقبل لنفسك كما هي وعالم بمواطن العيب فيها فانت تسعى الى التقويم وعالم بمواطن القوه فانت تسعى الى المزيد فهنا أبشرك انك قطعت 80% من رحلتك نحو تفكير ايجابي بناء والتخلص من أفكار سلبية قليلة منزوية في ذهنك وعقلك لن تجد صعوبة ابدا في اقصاءها وابعادها ، اما ان كانت الاجابة بلا!!! فهنا يجب ان تعلم ان امامك مشوار طويل يتطلب تركيزا وهمة عاليه حتى تصل الى هدف سامي هو التفكير الايجابي الخلاق

هنا يجب ان نشير الى موضوع مهم وهو ما ذكره هاورلد شيرمان وغيره من الباحثين المتعمقين في التفكير الايجابي الخلاق الابداعي يتلخص هذا الامر في ان مراقبة الأفكار والسيطرة علىا لخواطر هي مهمة شاقه وليست ابدا سهلة وكمية الافكار والخواطر التي ترد علينا لا شعوريا كمية هائلة ولذا نحن نملك مراقبتها واقصاء السيء منها وقبول الجيد منها اما قضية السلامة منها فهو امر لا يقدر عليه ! تذكر دائما وابدا ان مراقبة الأفكار مهمة ضروريه وليست اختياريه ووصولك الى انسجام داخلي وثبات وتماسك بناء لا يأتي نتيجة صدفة محضة


هل شعرتم يوما من الايام انه لا توجد قوة في العالم تستطيع ان تغير من ثباتكم هل مر باحدكم ان احس ان بداخله ثقة وشجاعة ولو لفترة خمس دقائق لكنه احس حينها بجمال الثقة وبهاء الشجاعة وروعة التماسك.هل مر احدكم بحالة نفسية شعر وقتها انه مسيطر على عاطفته ومتحكم في مشاعره فلا تذهب بها الرياح وتميل به الاهواء حيث تميل ؟

ان السلام الداخلي يجعلك انت بنفسك وحدك من يتحكم في الموقف…….انها غاية صعبة المنال وتتطلب منا الجهد حتى نصل اليها.ليس من السهولة ان نتحكم في مشاعرنا ونوجهها حيث نشاء لاننا احيانا نفقد السيطرة لقوة الموقف وصعوبته لكن الذين يتمتعون بالسلام الداخلي لديهم ما يمكن ان نسميه استعادة التحكم فهم يتميزون عن غيرهم من الناس انهم وان كان للمواقف التي يواجهونها تأثيرا عليهم لكن لا يسترسلون خلف هذه المواقف الى المجهول الذي لا يعلمونه بل سرعان ما يعيدون للمركب توازنه وللسفينة ثباتها حتى لا تغرق في لجج البحر وهو هنا بحر التيارات الفكرية التي ربما كانت مليئة بالسلبية وما يشل حركتك

ولو قلنا ان من اهم صفات الشخصية الايجابية بعد الثقة هي الثبات والتماسك لأصبنا عين الحقيقة، وفي المقابل ان التردد والانسياق خلف الانفعالات والافكار والعواطف التي تبعدنا عن التماسك بسهولة هو الخطر الحقيقي الذي يسبب الافكار السلبية

ولو قلنا ( ما التفكير السلبي؟) انه باختصار التشاؤم في رؤية الاشياء ، المبالغة في تقييم الظروف والمواقف ، انه الوهم الذي يحول اللاشيء الى حقيقة ماثلة لا شك فيها ، وهذا بخلاف التفكير الايجابي الذي هو التفاؤل بكل ما تحمله هذه الكلمه من معاني انه النظر الى الجميل في كل شيء انه منهج حياة قائم بذاته وهناك معاهد متخصصه مهمتها فقط التدريب على التفكير الايجابي والتي تسمى Positive Thinking او علم التفاؤل Learned Uptimism ولذا كان من اول اسباب التفوق والنجاح هو الايجابية في التفكير


الافكار السلبية تجتاحنا اثر مواقف تحدث لنا في البيت والأسرة والمدرسه والعمل .... وكما ذكرنا حين لا نكون على ثقة تامه بأنفسنا و حين نكون مترددين ومهيئين للركض خلف كل انفعال عاطفي وجاهزين للانسياق خلف كل موقف وما يجره من ردات فعل سلبية تحدث في دواخلنا آثارا ندفع نحن ثمنها فيما بعد ! ولا أشك للحظة كما أنني ايضا على يقين تام اننا في أغلب الاحيان ننفعل وننجر خلف كل هذه المواقف السلبية ونصدق ايضا افكارنا السلبية عن انفسنا او عن الاخرين ولو تأملناها قليلا لتيقنا اننا كنا نضخم الامور ولا نتعامل ابدا معها بروية وموضوعية

هنا أسباب تؤدي الى التفكير السلبي او الى ان يكون الانسان ذا تفكير سلبي منها

أ-الانتقادات والتهكم الذي ربما يتعرض له الفرد من محيط أسرته او عمله او أقاربه .......

ب- كما أسلفنا ضعف الثقة بالنفس والانسياق السريع خلف المؤثرات والانفعالات الوجدانية والعاطفية والاسترسال دونما روية مما يبعدهم تماما عن الثبات والهدوء اللذين يمهدان لشخصية ايجابية الفكر والسلوك

ت-تركيز الانسان على مناطق الضعف لدية ومن ثم تضخيمها حتى تصبح شغله الشاغل

ث-الانطواء على النفس والبعد عن المشاركات الاجتماعية الايجابية والتدريب على التفاعل الاجتماعي

ج-عقد المقارنات بين الفرد وبين غيره من الذين يتفوقون عليه مع تجاهله لمواطن القوة والتميز لديه

ح-المواقف السلبية المتربسة لدى الفرد من صغره

خ-الحساسية الزائدة لدى البعضمن النقد او من التوبيخ

د-الفراغ وكفى به داء وكفى به سبيلا يسيرا للافكار السلبية فعدم وجود اهداف عظيمة وطموح لافت لدى الفرد يشغل عليه تفكيره ويحدده في نقاط معينة يسعى الى صنعها ورؤيتها في واقعه من شأنه ان يوجد فراغا فكريا كبيرا

ذ-تضخيم الاشياء فوق حجمها وعدم تفهم المواقف بعقلانية وهدوء

ر-اتخاذ اصدقاء سلبيين في افكارهم ونظرتهم ولا أحد يشك في تأثير الصديق

ز-ابتعد عن كل ما من شأنه ان يصنع افكارا سلبية لا حقيقة لها في الواقع ومن ثم يدصها الفرد بل يرى انها حقيقة وهذا ناتج ولا شك عن شخصية تعيش فراغا وانعداما للثقة

س-الخوف والقلق والتدردد يصنعان شخصية مزدحمة باالافكار السلبية

ش-مشاهدة البرامج او الافلام او قراءة مقالات تحمل طابعا سلبيا فان لذلك أكبر الأثر

ص-الاكتئاب والسوداوية في رؤية الامور والمواقف


اما طرق التخلص من الافكار السلبية فنجملها في الآتي

1-تحصيل الثقة بالنفس اولى خطوات الخلوص من التفكير السلبي ، تأمل ذاتك جيدا ستجد الكثير من المواهب والقدرات التي حباك الله اياها لكنك تصر على رؤية عيوبك وتضخيمها وتركز على مثالبك وتتأملها وهنا يكمن الخطر

2-الهدوء والاسترخاء أمر ضروري ومهم لاستعادة التوازن النفسي والذهني والعاطفي

3-تذكر ان مراقبة افكارك منهج حياة كامل يجب ان تتمثله وتسير عليه قم باقصاء كل فكره سلبية ترد عليك لان الفكره التي ترد على الانسان مع الوقت تصبح ارادة ومن ثم تصير فعلا حتى تستحكم عادة فانتبه من اول الطريق

4-تذكر ايضا ان الثبات والانسجام الداخلي ضرورة لكل من اراد بناء شخصية ايجابية ولا تنس ان الوصول الى هذه الاهداف لا يأتي في يوم وليلة امامنا الكثير حتى نصل

5- لابد من وجود اهداف سامية علمية وعمليه تسعى وتجد للوصول اليها فالفراغ خير صديق لكل ما هو سلبي


6- خالط الاشخاص الايجابيين وتعلم منهم

7-شارك في دورات علميه ومهارية تكتسب منها مزيدا من الثقافة والعلم في مجال فن النجاح او فن التفكير الايجابي

8-اياك والانطواء على الذات فالعزلة احيانا مرتع خصب للافكار السلبة

9-حذار من الوهم حاول دائما ان تميز بين ما هو حقيقه وبين ما هو خيال

10-اياك والاسترسال مع الانفعالات واحذر من الغضب وتماسك قبل ان تقدم على أي تصرف حتى لا تعيش رهين افكار نشأت من ردات فعل متسرعة

11-راجع نفسك دائما وقومها واعرف ما لها وما عليها وما هو من طاقتها وما هو فوق ذلك

12-ابدأ صباحك بعد ذكر الله بابتسامة ملؤها الرضى والغبطة فلذك عظيم الأثر

13-احرص على نفع الاخرين ومساعدتهم ومد يد العون لهم فان صدى هذا الخير يرجع اليك وأثره ينالك لا محاله

14- لاتركز على مثالبك وعيوبك، امسك ورقة وقلما واكتب نقاط القوة لديك حتما ستتغير نظرتك


15-ابتعد عن كل فكرة او خاطرة علمت مسبقا انها تقودك الى حالة سلبة

16اذا اجتاحتك الافكار السلبية او خاطرة تشاؤميه ابق هادئا واسترخ وتأملها بعين الموضوعيه حتما ستجد انك كنت تبالغ وتعطي الموضوع اكبر من حجمه

17-تذكر ان التفاؤل سبيل عظيم نحو السعادة الداخلية فلا تحرم نفسك اياه فقط انظر الى الجانب المشرق والجميل في الاشياء

18-تعلم فن التجاهل للافكار السلبية قل دائما ( وماذا اذا)؟؟ امض في طريقك ثابتا هادئا الامر ليس سهلا لكن الوقت باذن الله كفيل ان يوصلك الى هذا الانسجام الداخلي الرائ