الثقة بالنفس ... من أهم عوامل النجاح في المقابلة الشخصية

الثقة بالنفس هي من أهم العوامل التي تجعل البقية يفضلونك على غيرك ... ولكي تبين ثقتك بنفسك عليك أن تتحلى بالهدوء وضبط النفس ...
وقد لا يجيد هذا الأمر الكثير ... خصوصاً إذا كان من يعمل المقابلة معك شخص يتعمد إثارة غضبك ...
ولكي تكون قادراً على ذلك ... دائماً انظر إلى عين الشخص الذي يجري معك المقابلة ... ضع عينك في عينه طول الوقت (مع إبتسامة هادئة) ... حتى وإن كنت تجيب عن سؤال أو تصف شيئاً معين ... لأن ذلك يشعره بأن ثقتك بنفسك كبيرة ولست قلقاً أو مرتبكاً ...
قد يسألك الشخص الذي يجري معك المقابلة أسئلة غريبة ... ولا دخل لها في التخصص أبداً ... قد يبدأ هو في البداية بسرد بعض المعلومات عليك لفترة من الوقت ... وبعد أن يسألك عدة أسئلة في مجال التخصص فجأة يسألك سؤالاً في نفس المعلومات التي جلس يمليها عليك في البداية ... وقتها سيعرف إن كنت مركزاً معه فيما قاله لك أم لا ...



قد تأتي بعض الأسئلة التي تحتاج إلى تفكير دقيق ... فمثلاً ... ثلاث بطات تسابقوا فيما بينهن ولم تسبق أي منهن الثانية ... فمن الفائز ؟؟؟ قد تقول لا يوجد فائز ... ولكن الإجابة هي أن البطة الثانية هي الفائزة فلم يسبقها أحد ...

قد تدخل وتغلق الباب ثم تتجه إليه فيقول لك: أغلق الباب لو سمحت ... لو استدرت لتغلقه فقد تنتهي المقابلة بالنسبة له ...
نفس الشيء لو كنت جالساً أمامه وسألك: ما هو لون الجدار الذي خلفك ؟؟؟ فلو التفت إلى الخلف فلست بالشخص المطلوب بالنسبة له ... فمن المفروض أن تعرف اللون من خلال رؤيتك للون الجدار الذي أمامك ... فهو نفس لون الجدار الذي خلفك بالطبع ...

قد يتقابل معك شخصان ويتحدثان مع بعضهما عن جودة صناعة إحدى الكفرات على سبيل المثال ... يقول الأول أن كفرات X نوعية ممتازة ويرد الآخر بالإيجاب وأنه قد جربها وهو لا يواجه أي مشكلة معها ... ثم يسألك أحدهم: هل تعرف هذه النوعية من الكفرات ؟؟؟ فإن قلت نعم فلست بالشخص المطلوب ... فلا توجد كفرات بالإسم الذي ذكروه في البداية ...
لو كنت مبرمجاً في لغة معينة وطلب منك من يقابلك تقييم نفسك من 10 في برمجة تلك اللغة ... فإن قلت 10 من 10 ثم سألك سؤالاً في مجالها (ماهي وظيفة هذا الـ dll أو هذا الـ class أو مالفرق بين هذا الإصدار والإصدار الذي قبله) ولم تستطع الإجابة عليه فقد تكون المقابلة منتهية بالنسبة له ... فمن يقول 10 من 10 لابد أن يجيب على أصعب الأسئلة ...
قد تكون الأسئلة إستفزازية ... قد يستسخف أجوبتك أو يغالطك فيها رغم أنك متأكد من صحتها ... قد يسألك أحدهم مثلاً عن آخر مرة لك جلست فيها تبكي ... قد يسألك عن الفرق بينك وبين الحيوان ... قد يسألك ماذا سوف تفعل لو وجدت شخصاً جالساً مع أختك ...
هنا لا يبحث من يجري معك المقابلة عن الإجابة ... وإنما يريد معرفة مقدار ضبطك للنفس ومحافظتك على هدوءك مع الرد الهادئ الذكي لها ... فقد تستطيع القول بكل هدوء أن الحيوان غير عاقل بينما الإنسان عاقل ... أو القول أن الشخص الذي مع اختك بالطبع سيكون أخوها أو أبوها ...


هذه مقابلة شخصية ... فعليك توقع كل شيء فيها ... حتى أسوأ الأمور ... وعليك ضبط النفس وقتها ... فهي مقابلة شخصية ولها حالتها الخاصة التي توجب عليك التكيف معها ... فإن استطعت ذلك وإلا فهناك غيرك قادر عليها ... هم لا يريدون أشخاصاً لا يتحملون ضغط وعبء العمل ...
هم لا يريدون أشخاصاً سريعي الغضب ولا يتحكمون في ألسنتهم في الأوقات الحرجة ... يريدون الأشخاص الأقوياء الذين لا ينهزمون أمام أقسى الظروف التي ستواجههم ... ولا تستغرب إن خيل لك أن من يجري لك المقابلة شخص غبي ... فأكثرهم يتعمد التظاهر بالغباء لكي يرى مدى تعاملك معه أو صدقك في إجاباتك ...

المقابلة الشخصية تعتبر امراً مهماً جداً بالنسبة للشركات ... فالشركة سوف تعتمد على الموظف وتدفع له الراتب ... فبالطبع سيهمها ما إذا كان الشخص المتقدم يستحق هذا الشيء أم لا ...
في فرع من فروع الشركات العالمية الكبرى تقدم أحدهم لطلب وظيفة ... كان معه من المتقدمين 15 شخصاً آخر بنفس المؤهلات ... دخلوا على مدير التوظيف واحداً واحداً وخرجوا جميعاً وجاء دوره هو ولم يبق سواه ...
دخل على مدير التوظيف وكان إمريكي الجنسية جالساً يقرأ إحدى الكتب فتقدم إليه وعرفه بنفسه: إسمي فلان وقد أتيت للتقديم على الوظيفة التي أعلنتم عنها ... نظر إليه المدير نظرة استحقار ولا مبالاة وأخذ يمرر عينيه عليه من أسفله إلى أعلاه عدة مرات ثم رجع يقرأ الكتاب مرة اخرى ...
فاستمر المتقدم واقفاً ينتظره وبعد فترة إنتظار كرر عليه: إسمي فلان وقد أتيت للتقديم على الوظيفة التي أعلنتم عنها ... فلم يلق له المدير أي اهتمام بل رفع نظره إلى احدى اللمبات وقال: هذه اللمبة تزعج عيني ولا أستطيع القراءة بإرتياح بسببها وأريدك أن تصلحها ...
نظر المتقدم إلى تلك اللمبة فوجد إضائتها غير مستقرة فخرج من المكتب وبحث عن أي عامل هناك وعندما وجد أحدهم طلب منه سلماً ولمبة جديدة فأعطاه العامل ذلك ... أخذها ودخل إلى المكتب من جديد وقام بتغيير اللمبة فأصبحت إضائتها معتدلة ...
أرجع السلم ودخل على المدير مرة اخرى فإذا بالمدير مباشرة يعطيه رزمة أوراق وقال له: هذا عقد التوظيف جاهز ولم يبق سوى أن توقع عليه ... فتفاجأ المتقدم من ذلك وقرأ العقد فإذا بالراتب عالي والمميزات ممتازة ... فسأل المدير: أنا مستعد أن أعمل بنصف هذا الراتب ولكن أخبرني ماذا يحدث ؟؟؟
قال له المدير: 15 شخصاً دخلوا علي المكتب هذا اليوم ... أنت الوحيد الذي وافق على تغيير المصباح ... وكان ذلك هو اختباري ...
كما قلت سابقاً ... عليك توقع كل شيء ... حتى أسوأ الأمور ... وعليك ضبط النفس وقتها ... فهي مقابلة شخصية ولها حالتها الخاصة التي توجب عليك التكيف معها ...

قد يكون هناك سؤال محرج ... (ما هي نقطة ضعفك ؟؟؟) طبعاً لابد من الدبلوماسية هنا ... فمن الأجوبة المفضلة على هذا السؤال هو القول: (نقطة ضعفي هي أنني لا أستطيع التوقف عند محاولة حل مشكلة معينة) ... أو القول: (لا أحس بالوقت عندما أكون في موضع لحل إحدى المشاكل) ... فإذا كانت إحدى تلك الإجابتين تنطبق عليك ... فلا تتردد في إختيارها ...
نقطة أخيرة مهمة ... في أغلب الأحيان تكون الخمس دقائق الأولى هي التي تحدد ما إذا كانوا سيوافقون على قبولك أم لا ... ولكن بقية الوقت هي للتأكد فقط ...