الضغوط النفسية التي تواجهها المرأة العاملة
" رفقاً بالقوارير "
قالها رسولنا العظيم محمد صلي الله عليه وسلم منذ اكثر من 1400 سنة ، فقد تميزت نظرته للمرأة بحنان متدفق يكاد ينساب بين كلماته الغذبة الرقيقة ، واحترام كبير لمشاعرها ، فهو ينظر لروحها لا لجسدها
ونحن اليوم في ظل العصر الحالي ، عصر إنجازات المرأة نعود فنرفع هذا الشعار . فالمرأة حجر الأساس لتقدم المجتمعات وتطورها
تتعرض المرأة في مشوار حياتها لسلسة من الضغوط تعترض طريقها وتعوقها عن الاستمرار
فهناك ضغوط العمل التي تتساوى فيها مع الرجل تماماً . فيعتريها الإرهاق البدني أو الذهني بسبب كثرة العمل أو خطورته
وقد تتعرض لاضطراب العلاقات الإنسانية وخصوصاً بين الزميلات أو الرؤساء والمرؤوسين ، وقد تواجه في بعض الأحيان بنظرة قاصرة أو عدم ثقة في قدرتها على إنجاز العمل على الوجه الأكمل نظراً إلى كونها امرأة
ومشكلات الحياة الزوجية تؤثر على المرأة تأثيراً كبيراً . وليس المقصود بها المشاجرات العادية التي تحدث بين الفينة والأخرى
فالعنف وضرب الزوجات يؤدي إلى شعور الزوجة بالقهر والانكسار . فنجد أن الزوجة تصاب بالقلق واضطراب السلوك وتشعر بالكآبة والحزن . وتستسلم للعجز واليأس والرغبة في البكاء
وفي بعض المجتمعات نجد أن المرأة ذلك المخلوق الوديع تتحول إلى وحش كاسر وتقتل الزوج نظراً إلى خيانته لها
هذه القاتلة مريضة نفسياً نسيت إيمانها بالله والصبر على المكاره ، فالمراة الأنثى هي التي تستطيع أن تؤدي دور الزوجة بنجاح . فأنوثتها تبعث لديها مشاعر الحب تجاه الزوج وتجاه مملكتها الخاصة وهو بيتها ، فالأنثى الحقيقية هي الزوجة والحبيبة والعاشقة ، وهي الأم وهي الابنة
ونظراً إلى موت الزوج قد تعاني المرأة الفقر . وفي هذه الحالة تفضل أولادها وأسرتها على نفسها في كل شيء
وفي أحيان أخرى يكون الزوج على قيد الحياة ولكنه يعاني البطالة ، فترى الزوجة تعمل لتعول أسرتها وتقوم بجميع واجباتها كأم وامرأة عاملة ، وتتحمل مسئولية الأسرة دون كلل أو ملل ويبقى الزوج متربعاً على القمة رغم عجزه عن الإنفاق على أسرته
بعض الأزواج دائماً يوجه أصابع الاتهام إلى زوجته : أنت المسؤولة عن فقد شهية طفلك ، أنت المسؤولة عن طفلك العصبي الغاضب . أنت وأنت
نعم ، الأم يجب أن تعرف كيف تتعامل مع طفلها في ثوراته وانفعالاته ، وكيف تجعله يحب الطعام ويقبل عليه ، ولكن الاتهامات الدائمة تؤدي بالأم إلى الإحباط وتفقدها قدرتها على الإبداع لصالح الأسرة
تتعرض المرأة للعديد من التغيرات الفسيولوجية الهرمونية ، فمثلاً قبيل مجيء الدورة الشهرية ينتاب المرأة الشعور بالإحباط والكآبة والحزن بالإضافة إلى العديد من التغيرات الجسدية الأخرى مثل الانتفاخ . وقد تشيد هذه الأعراض عند بعض السيدات فتظهر بصورة مرضية فنجدها تطلب الطلاق من زوجها لأتفه الأسباب . لوحظ أنه سجلت أعلى معدلات لحالات الطلاق في تلك الفترة0
تظهر على الأم الحامل خلال الأشهر الثلاثة الأولى أعراض وتغيرات تختلف شدتها من سيدة لأخرى . وضمن هذه الأعراض الوحم والقىء والغثيان وفقدان الشهية
وقد لوحظ أن سيدات الحضر أكثر من غيرهن في الريف شعوراً بالوحم لما تتمتع به الأخريات من جو هادىء مريح للأعصاب يساعدهن على التماسك والتحمل . أيضاً المرأة ربة البيت أقل شعوراً بتلك الأعراض من المرأة العاملة0
الطلاق في حد ذاته يمثل ضغطاً نفسياً هائلاً يسبب مرضاً ، والأعراض تأتي في صورة قلق ، وأهم مظاهره العصبية الشديدة والانفعالات الحادة وعدم تحمل أقل قدر من الإثارة ، يصاحب ذلك شعور بالخوف والتوقع السيىء والأرق
هذه الأعراض قد تكون مزيجاً من القلق والاكتئاب وهو ما يستلزم إعادة التكيف
كيف تنجو المرأة العاملة من كل هذه الضغوط ؟
كيف تتعامل معها بشكل صحي واقعي ؟
كيف تجعلها إيجابيات في حياتها وليست سلبيات تؤرقها ؟
الإيمان بالله يعطينا القدرة على مواجهة الصعوبات . يمنحنا الصبر ، والصبر يؤدي إلى القوة والتسلح بالعقل
تحتاج المرأة إلى التعاون والتآخي والمحبة ، فقد وجد أن تعاطف الآخرين وحبهم ومساعدتهم تقوى الإنسان وتدعمه لمواجهة الصعوبات
المرأة خلقها الله نبعاً للعطاء ، وكل ثانية في حياتها إبداع وقدرة على جلب السعادة للآخرين ، وشعارها في الحياة : الحب ، الخير ، الحنان