سادساً: الشخصية العدوانية

المراد بها:التسلط المشوب بالغلظة

أمثلتها:
1. كانت إشارة المرور خضراء وأحمد يسير بسيارته نحوها مسرعاً ليدركها وكان أمامه سيارة أجرة تسير على مهل ثم لما أضاءت إشارة الحذر ( الصفراء ) توقفت سيارة الأجرة ولو يتمكن أحمد من تلافي الاصطدام بها ، فنزل أحمد فاتلاً عضلاته وهو ممتلئ غضباً وغيضاً فتوجه نحو قائد سيارة الأجرة المذهول وجذبه من مقعده وبصق في وجهه وصفعه وقال له: (ليش توقف قبل ما تصير الإشارة حمراء يا ....).
2. اشترى مزرعة كبيرة مترامية الأطراف وليس لها أسوار توضح معالمها وتحميها فبادر ببناء سور خرساني طويل رفيع واعتدى على الأرضيين من حوله فامتد 5 أمتار شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً فزادت مساحة مزرعته 5000متر مربع ولما جاءه أصحاب تلك الأرضيين يجادلونه في عدوانه على حقوقهم غضب وانفعل وسب وشتم وكاد أن يلجأ إلى السلاح.


- صفات الشخصية العدوانية:
1. التسلط على الآخرين وعدم مراعاة حقوقهم فضلاً عن مشاعرهم.
2. الجرأة الزائدة عن حدها في إبداء الرأي ووجهات النظر إلى حد إلزام الآخرين بها في بعض المواقف .
3. المبالغة في إظهار مشاعر الاستياء والغضب والكره وعدم مراعاة مشاعر الآخرين في ذلك.
4. الجرأة الزائدة في اتخاذ القرارات وتنفيذها (وبتهور أحياناً) وقد تكون قرارات حاسمة ومهمة ولا تقتصر تبعاتها عليه بل تمتد إلى غيره ( أولاده ،زوجته، طلابه، أصدقائه...).
5. الإفراط في الاعتداد بالنفس (بالرأي والقدرات) وتحدي الآخرين وعنادهم.
6. الحملقة في عيون الآخرين بقوة وقلة احترام وبنظرات تسلط تشعر الطرف المقابل وكأنه أمام عدو
كرات عينك في العدا تغنيك عن سل السيوف
7. قوة في الصوت مع ارتفاع في نبراته وتسلط في عباراته ( أوامر ملزمة أو نواه صارمة).







- كيفية التعامل مع الشخصية العدوانية:- أصغ إليه جيداً لكي تمتص انفعاله و غضبه.
- حافظ على هدوئك معه دائماً و لا تنفعل أمامه.
- لا تأخذ كلامه على أنه يمس شخصيتك.
- تمسك بوجهة نظرك و دافع عنها بقوة الحجة و البرهان.
- أعده إلى نقاط الموضوع المتفق عليها.
- استخدم معه المنطق و ابتعد عن العاطفة.
- ابتسم و حافظ على جو المرح.
- استعمل أسلوب : نعم ...... ولكن.


- مجالات نجاح الشخصية العدوانية:تلك المجالات التي تتطلب الجرأة والقوة في تحصيل المصالح الشخصية أو الجماعية ( في الإدارة والمهام الإدارية/ في المعاملات التجارية /في المجالات العسكرية..).

سابعاً: الشخصية الانطوائيه

- وتسمى :
المنطوية و المعتزلة.

- أمثلتها:
1. طالب جامعي متفوق جداً في دراسته منغلق على نفسه ، ليس له أي علاقات اجتماعية حتى أيام الإجازات، لا يخالط أهله إلا نادراً ويقضي معظم وقته مع دروسه وأوقات فراغه يمضيها مع شبكة الإنترنت.
2. في دائرة حكومية مليئة بالموظفين والمراجعين وتعج بالحركة والعمل والعلاقات الوظيفية يوجد بها موظف ليس له علاقة بالبشر من حوله ، يأتي إلى الدوام ويخرج بعد ساعات العمل الطويلة دون أن يشعر بوجوده أحد ،فهو منعزل لا بتفاعل مع من حوله إلا بالسلام البارد الخالي من مشاعر التعارف و التآلف حتى بعد العودة من الإجازات هذا الموظف لا يلقي بالاً لما يقال عنه من خير أو شر.


- أبرز صفات الشخصية المنطوية :
1. تفضيل العزلة والانفراد على الخلطة والاجتماع دائماً ، ويكون ذلك حتى في أوقات الفراغ (إجازة نهاية الأسبوع و الإجازة السنوية ...) ويفضل الاستمتاع الفردي على الاستمتاع المشترك (في الجلسات والرحلات ..).
2. برودة المشاعر وانحسار العواطف (المحبة ، الشفقة ،العطف)حتى مع الأهل والأولاد وليس ذلك بسبب قسوة القلب وغلظة الضمير.
3. برود الانفعالات النفسية (الفرح ، السرور، الحزن ، الغضب ، العداء) وعدم المبالاة بالمواقف التي تثير المشاعر.
4. ضعف التأثر بالانتقادات والتوبيخ والتشجيع والمدح والثناء ، وليس ذلك لدافع خلقي أو ديني وإنما طبع وجبلة.
5. ضعف التأثر بالنصح والإرشاد والتوجيه ليس بسبب العناد والرفض والتحدي وإنما لبرود المشاعر وضعف تأثيرها على التفكير والسلوك.
6. ضعف القدرة على التعبير عن المشاعر الإنسانية (لعدم توفرها أو ضعفها في قرارة نفسه ) وضعف الاشتياق إلى الأهل والأحباب حتى عند طول الفراق.
7. تفضيل المجالات التي يغلب عليها الانفراد في الدراسة والعمل.
8. ضعف في التواصل اللفظي (كلامه محدود ومختصر وبدون مشاعر) وغير اللفظي (نظراته وإشاراته باليدين والرأس ..).
9. ضعف التواصل مع المقربين (في اللقاءات والزيارات).

10. ضعف في المبادرة والتلقائية والتحرك الذاتي والتفاعل الاجتماعي وفي القيام بالمسئوليات.
11. الإغراق في أحلام اليقضة و الاسترسال فيها بدرجة كبيرة جداً (حتى في مرحلة ما بعد المراهقة) وعدم تحديد للأهداف المستقبلية.
- كيفية علاج الشخصية الانطوائية:
1ـ محاولة ذوبانها وانصهارها في الدوائر الاجتماعية.
2ـ عدم الإلحاح في دفعها للاختلاط إلا باقتناعها، لأن ذلك يسبب عقد نفسية له.
3ـ مساعدتها بروية لاكتساب مهارات تخرجها من عالمها الخاص.
4ـ محاولة توضيح إيجابياتها ودعم عوامل النجاح فيها.
5ـ اختيار الوظائف والأعمال والوسائل التي يلائمها لاستثمار جهودها .
6ـ محاولة استدراجها و إقناعها بحكمة ومرونة عن طريق من يعالجها من أصدقائها نحو الاختلاط والإيجابية الاجتماعية.
7- وعلى الأبوين والمربين الحذر من هذه الصفة عند تربية أبنائهم أو طلابهم منذ الطفولة حتى لا يحتاج إلى معالجتها.



مجالات نجاح الشخصية الانطوائية:
أما مستوى الذكاء والقدرات العقلية فهو يختلف ويتفاوت ،فمن هؤلاء أذكياء بارعون مبدعون ولاسيما في المجالات الفكرية البحتة، وعادة ًيختارون أعمالاً وهوايات منفردة فمثلاً يبدع في الحاسب الآلي و الإلكترونيات ونحو ذلك ،ومنهم من ذكائه متوسط أو دون ذلك.

ثامناً : الشخصية التجنبية

- المراد بها:
إن الشخص السوي نفسياً لديه قدر متوسط من القابلية للتأثر بانتقادات الآخرين والانزعاج منها ولديه حرص على كرامته ولا يمنعه ذلك من مخالطة الناس والتفاعل معهم وإن احتاج إلى اجتناب بعضهم (كالثقلاء والمغرورين والسفهاء ..) أما صاحب الشخصية التجنبية فهو مبالغ في اجتنابه للآخرين ولديه علة في شخصيته.

- أمثلتها:
1. محمد معلم في المرحلة الثانوية شديد الشعور بالحرج من أسئلة الطلاب وملحوظاتهم على طريقة تدريسه ، قليل الاختلاط بزملائه ،كثير الهرب من المسئوليات اللاصفية ،وإذا حضر الموجه حصته شعر بالارتباك الشديد وإذا أبدا الموجه بعض الملحوظات تأثر بشكل كبير لمدة طويلة.
2. أبو إبراهيم له مجموعة من الزملاء يجتمعون كل أسبوع في استراحة جميلة ، ويتبادلون الأحاديث والمزاح ، وكثيراً ما يسألون عنه ويلحون عليه بالحضور لكنه يعتذر منهم بأعذار تبدو متكلفة وإذا حضر معهم فنادراً ما يبدي رأيه في أي أمر وإن أشركوه في المزاح تضجر وقاطعهم فترة طويلة ، يبالغ في تصغير نفسه وتراجعه عن أمور هو قادر على أدائها بكفاءة لو أقدم عليها.


- أبرز صفات الشخصية التجنبية:
1. الانزعاج الشديد و الحساسية المفرطة من انتقادات الناس وملحوظاتهم والمبالغة في استقبالها وتفسيرها
2. التحرز من المهام والأنشطة الاجتماعية التي تطلب تفاعلاً مع الآخرين .
3. نقص واضح في مهارات التواصل الاجتماعي ومهارات إثبات الذات.
4. تجنب الاندماج الاجتماعي ومخالطة الناس خوفاً من الانتقادات وهرباً من الاحراجات المتوقعة (الارتباك ، الخجل ..) رغم الرغبة في المخالطة وعدم الاستمتاع بالوحدة (مقارنة بالشخصية المعتزلة)، وحينما يتأكد من قبول الآخرين له ورضاهم عنه يخالطهم.
5. التقوقع والانكفاء على الذات و الإحجام عن المبادرة وإظهار الإمكانات والقدرات .
6. المبالغة في احتقار الذات وتصغير القدرات وتقليل الطموحات.






كيفية علاج صاحب الشخصية التجنبية:
1 – المعالجة النفسية الهادفة للإستبصار على تلطيف حدة الخوف المرتبط بصراعات لا واعية.
2 – التدريب التعبيري والتدريب على المهارات الاجتماعية لزيادة ثقته بنفسه وهذا ما تسعى له أيضاً أساليب نزع الحساسية.
3 – قد تفيد أساليب المعالجة المعرفية في تقليص وإزالة التوقعات المرضية التي تنقص إلى حد كبير ثقة المريض بنفسه.
4 – المعالجة الجماعية.


تاسعاً : الشخصية جاذبة الأنظار

- وتسمى :
الشخصية الهستيرية

- المراد بها:
قد يحتاج الشخص السوي نفسياً أن يلفت أنظار من حوله إلى أمر مهم له أو لهم (كإنجاز قام به أو سلعة اشتراها أو نحو ذلك ) لكنه لا يبالغ في ذلك كماً ولا كيفاً ولا يكون هدفه مجرد لفت الأنظار و إنما يجعل ذلك وسيلة لما وراءه من غايات وأهداف نبيلة.
ومن الناس من لدية علة في هذا الجانب فيبالغ في لفت الأنظار وجذبها إليه ويجعل ذلك غاية في حد ذاتها ويسعى إليها بكل وسيلة يستطيعها .


- مثالها:
خالد شاب ناعم متغنج في مظهره وتصرفاته فشعره لا يختلف في طوله وقصته عن شعر أخته وكذلك عطره الخاص الذي يحتفظ به في سيارته عطر نسائي مشهور وهو يعلم ذلك ويعجب أن يتعطر بذلك العطر ويمر وسط السوق فيلفت الأنظار بشكله العصري ولاسيما أنه يقوم أحياناً ببعض الحكات غير الطبيعية وإصدار بعض الحركات الغربية ، وأما هاتفه النقال فلا يكف عن إصدار النغمات المتنوعة وخالد كل مرة يستقبل مكالمة جديدة ويرفع صوته في حواره ليسمع من حوله ...

- أبرز صفات الشخصية جاذبة الأنظار:
1. الولع بجذب أنظار الناس ، والاستحواذ على انتباههم واهتمامهم باستمرار ولاستمتاع بذلك والانزعاج من ضده.
2. المبالغة في التعبير عن الانفعالات والمشاعر بتصرفات وعبارات قد لا تتلاءم مع الموقف وفيها سرعة استثارة وأحياناً يعجز عن التعبير عن المشاعر.
3. المبالغة في إظهار النشاط والحيوية ، مع الميل إلى كثرة التجديد و التنويع في الاهتمامات والمظاهر والممتلكات والعلاقات الشخصية (تباعاً لما يحقق جذب الأنظار) إضافة إلى كره الروتين والنمطية .
4. المبالغة في إقامة علاقات اجتماعية كثيرة ومتنوعة ولاسيما مع ذوي الجاه والمال والمنصب ، من أجل دخول دائرة الاهتمام الاجتماعي والتواجد تحت الأضواء الساطعة التي تجذب تحتها الأنظار ولذا تغلب على تلك العلاقات سرعة التقلب والتغلب والتحول تباعاً لمواقع الأضواء .
5. سطحية التفكير وضحالته وبعده عن الواقع مع السذاجة وسرعة الاستجابة .

6. ضعف الهمة والتحمل وسرعة الضجر مع قصر النظر وضعفه عن التطلع للمستقبل والاستعداد له و الإلتفات للماضي والإفادة من دروسه.
7. فقدان الصبر والمثابرة وعدم القدرة على تحمل تأخر النتائج ،وعند التعرض للضغوط النفسية والأزمات والإحباط يبرز استعطاف الآخرين وجذب الانتباه بصورة ملحوظة.
8. استطلاع مشاعر الآخرين واهتمامهم وما يثير إعجابهم والتعرف على ما ينفرهم ويسخطهم ورصد ذلك بدقة و الإستفادة من ذلك في جذب الأنظار وكسب اهتمام أكبر عدد ممكن من الأشخاص ، فهو يتمشى مع ما يطلبه المشاهدون و المستمعون و لكن حسب طريقته هو وفهمه.
9. استخدام السلوك الإغرائي للجنس الآخر إذا ضعف الوازع الديني كالمبالغة في الزينة والتغنج في الحديث والتصرفات.
10. طلب السعادة من خلال إعجاب الآخرين والحصول على رضاهم ،ويرى الشخص نفسه أنه اجتماعي مرح محبوب يوافق الآخرين ويوافقونه ويسعدهم ويعجبون به.
11. التعامي عن عيوب النفس وقلة الاستبصار بها أو السعي في إصلاحها.
12. تبذير المال وتشتيت الجهود والطاقات لأجل كسب استحسان الناس.
13. الانشغال بالمظاهر الجوفاء البراقة والغفلة عن حقائق الأمور ومخابرها وجواهرها.

- مجالات نجاح الشخصية جاذبة الأنظار:
مما يميز أصحاب الشخصية الهستيرية بشكل واضح وملحوظ، هو القدرة على الهروب من مواقف معينة ، من خلال التحلل من شخصيتهم الأصلية واكتساب شخصيات أخرى تتلائم مع الظروف الجديدة كما يتطلب أحياناً من الممثل أن يعيش في شخصية البطل يومياً لمدة ساعات بإجادة تامة , فالشخصية الهستيرية لها قدرتها على تقمص الشخصية التمثيلية واندماجها مع الشخصية التي تقوم بالدور عنها ويتطلب ذلك انفصالها عن شخصيتها الأصيلة وهو ما تتميز به الشخصية الهستيرية كما يقول علماء النفس .
كما تصلح الشخصية الهستيرية للأعمال التي تحتاج لعلاقة مباشرة مع الناس مثل الخطابة واللقاءات والعلاقات العامة والتمثيل المسرحي ومذيعي الإذاعة وبعض المهن التي تحتاج إلى اللباقة في الحديث والإقناع مع الاستعراضية والمباهاة .