المحطة التاسعة عشر:


إحدى عشرة :المواجهة

بعض الناس إذا واجهتهم مشاكل فتجد البعض منهم يهرب من مشاكله
فمنهم من يلتمس طريق الحرام (المخدرات وشرب المسكرات , الزنا ), الانتحار (هروب من نار الدنيا
إلى نار الآخرة) ,سماع الأغاني , ولعب الورق , والنوم ,
وبعضهم ينشغل بمشاغل أخرى ولو اضطر إلى اخذ مكان زملائه في
العمل ليهرب من مواجهة مشاكله للأسف ومنهم من يفرط في الطعام والشراب
والعكس صحيح.

مثال :

زارتني إحدى الأخوات وهي تمر بمشكلة عائلية
وسلكت طريق الخروج من المنزل هروبا من المشكلة والتفكير بها
فبعد أن حكت مشكلتها تعمدت تقديم فنجان شاي مر فما أن ارتشفت منه القليل
إلا وقالت يـــاه يا أسيل الشاي مر ورمت به على الطاولة ممتنعة عن شربة
فقلت لها عدم تقبلك لشرب الشاي المر ما هو إلا دليل واضح
على عدم تقبلك للمشاكل ومواجهتها مهما اشتدت حدتها ومرارتها
فهذا الهروب لن يجدي نفع معك فالمشكلة قائمة فبمواجهتها ودراستها و إيجاد الحلول
لها أفضل من هروبك
فالشاي المر إن واجهتي مرارته بإضافة السكر قد أنهيتي مشكلة مرارته

فيجب على كل شخص أن يهون موضوع المشكلة مهما بلغت فكلما تعاظمت بعقله سيجدها أكثر تعقيد وسيجد ضغوط نفسيه شديدة لا تسمح بالتفكير في حل المشكلة
فربما البعض يجد في الصراخ والبكاء متنفس له وهذا خطأ فكلما وجد إن احد الطرفين
يشد فعلى الأخر يلتزم الصمت ويحاول قدر الإمكان بمحادثة نفسه وترديد قول ) اهدئي , على ماذا اتفقنا أن نلتزم الهدوء , لا تغضبي , هوني ...الخ )أو ترديد قول جزاك الله خيراً, سامحك الله, فبعض هذه الكلمات
تخجل الطرف الآخر

كذلك لا يوجد خير من بعد تهدئة النفس إلا بالوضوء والصلاة ولو بركعتين بخشوع
بعد الهدوء التام يبدأ الحديث مع الطرف الآخر بالنقاش الهادئ البعيد
عن الصراخ .