عشر نصائح لتجديد الحياة لخالد الأعصر

ليس هناك ما قد يقال في مجال تجديد الحياة بعد ما كتبه استاذنا وشيخنا الجليل الشيخ محمد الغزالي ,

عليه رحمه الله , في كتابة القيم " جدد حياتك " فقد تكلم وأفاض وشرح وبين كيف للمسلم – على وجه

الخصوص – ولأي شخص كان إن يعزم على تجديد حياته ويجعلها تسير في المسار الصحيح.

ولكننا في السطور القادمة نضع نقاطا عشرا نزعم أنها متى توفرت عند إنسان ما فقد يضمن – بعد توفيق

من الله عز وجل – إن تتجدد حياته فعلا على الشكل الذي يرضى عنه. فهي نقاط موجزه وننصح من أراد

الاستفاضة والزيادة إن يعودشيء,كتاب شيخنا الغزالي .

1. حدد ما تريد

إن قانون الحياة وسنة الكون ثابتة بأن الدنيا لا تعطي كل شيء , وكذلك فإنه من المستحيل أن تجد كل

شيء عند شخص واحد. ولهذا خلقت التضحية . فعلى كل إنسان أن يحدد ما يريده في حياته , أيا كان

هذا الذي يريده , فمن يريد المال سيسعى طوال حياته وراء المال , ومن يريد العلم فسيقضي عمره في

طلبه , ومن يريد الملك والسلطان فسوف يبذل أقصى ما يستطيع ليحصل على تلك السلطة . وهكذا على

كل إنسان إن يحدد ما الذي يريده ويكون على يقين انه إن لم يكن مستحيلا فأنه بالطبع من الصعب والعسير

جدا أن تحصل على كل شيء , فعلى قدر شغفك واهتمامك وأيمانك ستكون لك أهدافا محدده في حياتك,

فقم بتحديدها من الآن حتى تسير في ضوئها.

2. توقف عن الشكوى والتذمر

نعم , لا وقت للبكاء , قم وشمر عن ساعد الجد واجتهد . ابذل أقصى ما في طاقتك حتى تحقق أهدافك.

وتوقف في الحال عن الشكوى , فكما يقولون في المثل الصيني: " لا تلعن الظلام ولكن أوقد شمعة فيه "

فبدلا من أن تهدر طاقتك في تعديد مثالب المجتمع من حولك أو التذمر من الأحوال التي تحيط بك , افعل

أنت شيئا ايجابيا وكن أنت الإضافة لهذا الواقع الذي ترفضه.

3. اقبل نفسك

نعم , اقبل نفسك وكن ممتنا لها ولخالقها , فأنت عالم فريد وحدك. وأنت مهما قل حجمك أو صغرت مكانتك

فإنك تملك الكثير والكثير مما قد لا يملكه غيرك . فكل إنسان منا لديه من القدرات والطاقات والمواهب ما لا

توجد عند غيره من البشر. وعليك إن تبحث في ذاتك وتتأمل بها فستجد العجب العجاب , ولهذا وجهنا

الخالق عز وجل فقال وهو اصدق القائلين " وفي أنفسكم أفلا تبصرون " لقد أمرنا أن نتأمل في الخلق

والملكوت من حولنا ولكن قبل ذلك علينا إن ندرك نعمة الله في خلقه لنا وكيف أننا مكرمين على كثير ممن

خلق ومفضلين عليهم تفضيلا. فمهما كنت: ضعيفا , فقيرا , وحيدا , يتيما أو أيا كان وضعك فستجد عندك ما

يقويك بعد أيمانك بالله عز وجل.

4. قدم خدماتك للآخرين

لا تكن منغلقا على ذاتك حتى لا يقودك ذلك للأنانية المقيتة . فالرسول ( صلى الله عليه وسلم ) نبهنا لهذا

وقال " خير الناس أنفعهم للناس " فأين أنت من النفع لغيرك. لا تبخل على أحد بما عندك, أيا كان الذي

عندك , مالا , علما , صحة وقوة , فأعتبرها صدقة يا أخي الحبيب تتصدق بها وتزكي عن نعم الله التي انعم

بها عليك. وهدفك هو خدمة من حولك وشكر النعمة وتأكد أنك ببذلك لما عندك فإنه سيزيد وهذا مصداقا

لقول الله عز وجل " ولئن شكرتم لأزيدنكم " وما أفضل من بذل النعمة وتقديمها للآخرين شكرا لها .

فالمجتمع لن يستفيد شيئا إن ظللت تشكر الله بلسانك ليل نهار , ولكن عندما تتصدق بما من الله به عليك

, هذا هو أفضل الشكر , فلا تبخل على احد بما عندك , وأكرر يا أخي الحبيب , ليس المقصود ما عندك من

المال فقط لكن كل ما تملكه أو وهبه الله إياك هو رأس مال لديك .

5. اعتن بنفسك

ألم يقل لك رسولك الكريم " إن لبدنك عليك حقا " يجب أن تكون متوازنا في حياتك وتعطي لكل ذي حق

حقه , فلا ترهق نفسك في العمل أو الدراسة أو أي عمل أيا كان, فكما إن هناك وقت للعمل يجب إن يكون

لك وقت للراحة, وحبذا لو كان هذا الوقت مجدولا في خطتك الأسبوعية واليومية , فأخذ قسط من الراحة ,

والاهتمام بساعات النوم – دون إفراط ولا تفريط – وكذلك الغذاء المناسب والمتنوع الذي يضمن لجسمك كل

المكونات المغذية المطلوبة , والابتعاد عن كل ما يضر صحتك هذا أمر حيوي فضلا عن عدم الإسراف في أي

شيء حتى لو كان من المباحات. ولا تنسى ممارسة أي نوع من أنواع الرياضة ولو على الأقل المشي . إن

كل ما نقوله هذا هو باختصار التاج الذي نحرص إن يكون مزينا لك ولا يراه إلا إخواننا المرضى شفاهم الله

وعافاهم ومتعنا وإياكم بالصحة والعافية.