[SIZE=أكاديمي]عَنْ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ : (لاَ تَكُونُوا إِمَّعَةً ، تَقُولُونَ : إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَحْسَنَّا ، وَإِنْ ظَلَمُوا ظَلَمْنَا ، وَلَكِنْ وَطِّنُوا أَنْفُسَكْمْ ، إِنْ أَحْسَنَ النَّاسُ أَنْ تُحْسِنُوا ، وَإِنْ أَسَاؤُوا فَلاَ تَظْلِمُوا) أخرجه التِّرْمِذِي .
فمراقبة الناس وإتباعهم في كل شيء تجعل الإنسان بلا عنوان ولا هوية , قال الشاعر :
[/SIZE]

من راقب الناس مات ... فاز باللذة الجسور
ومن القصص الظريفة التي قرأتها في بعض المنتديات , أن رجلاً انتقل مع زوجته إلى منزل جديد وفي صبيحة اليوم الأول وبينما يتناولان وجبة الإفطار قالت الزوجة مشيرة من خلف زجاج النافذة المطلة على الحديقة المشتركة بينهما وبين جيرانهما : انظر يا عزيزي . إن غسيل جارتنا ليس نظيفا .. لابد أنها تشتري مسحوقا رخيصا .... ودأبت الزوجة على إلقاء نفس التعليق في كل مرة ترى جارتها تنشر الغسيل وبعد شهر اندهشت الزوجة عندما رأت الغسيل نظيفا على حبال جارتها .. وقالت لزوجها : انظر .. لقد تعلمت أخيرا كيف تغسل .. فأجاب الزوج : عزيزتي لقد نهضت مبكرا هذا الصباح ونظفت زجاج النافذة التي تنظرين منها .. !!! أصلحي عيوبك قبل أن تصلحي عيوب الآخرين.
4- تفاءل بالخير تجده
الإنسان المتفاءل المبتسم إنسان سوي الشخصية إيجابي في الحياة , والإنسان المتشاءم المكتئب إنسان ضعيف فاقد للثقة بنفسه , ولقد نهانا الإسلام عن التطير والنظر إلى الحياة بمنظار أسود , قال تعالى : {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ (45) قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (46) قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ (47)} سورة النمل .
وعَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : (لاَ طِيَرَةَ ، وَخَيْرُهَا الْفَأْلُ ، قَالُوا : وَمَا الْفَأْلُ ؟ قَالَ : الْكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسْمَعُهَا أَحَدُكُمْ) أخرجه أحمد والبُخاري ومسلم .
قال الشاعر :
إن شرَّ الجناة ِ في الأرض نفس ٌ ... تتوقى قبل الرحيل رحيلا
و ترى الشوك في الورد و تعمى ... أن ترى فوقها الندى إكليلا
و الذي نفسه بغير جمال ٍلا يــــــــــرى في الوجود شيئا ً جميلا
ولقد ربي النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه على التفاؤل ونبذ التشاؤم واليأس ,
عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : (لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ ، وَلاَ يَتْرُكُ اللهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلاَ وَبَرٍ ، إِلاَّ أَدْخَلَهُ اللهُ هَذَا الدِّينَ ، بِعِزِّ عَزِيزٍ ، أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ ، عِزًّا يُعِزُّ اللهُ بِهِ الإِسْلاَمَ ، وَذُلاًّ يُذِلُّ اللهُ بِهِ الْكُفْرَ) .
وَكَانَ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ يَقُولُ : "قَدْ عَرَفْتُ ذَلِكَ فِي أَهْلِ بَيْتِي ، لَقَدْ أَصَابَ مَنْ أَسْلَمَ مِنْهُمُ الْخَيْرُ ، وَالشَّرَفُ ، وَالْعِزُّ ، وَلَقَدْ أَصَابَ مَنْ كَانَ مِنْهُمْ كَافِرًا ، الذُّلُّ ، وَالصَّغَارُ ، وَالْجِزْيَةُ" . أخرجه أحمد
قال الشاعر :
يا صاحبي ما لي أراك مقطباً مهمومـــــا
وعلى ملامحك البكاء مصوراً مرسومـــا
اصبر على سحب الحياة إذا تجمع غيمها
فالشمس لن تبق على وجه السماء غيوما
سُئل نابليون : كيف استطعت أن تولد الثقة في نفوس أفراد جيشك .؟!. فأجاب : كنت أرد على ثلاث بثلاث !!
- من قال لا أقدر ... قلت له ... حاول .
- من قال لا أعرف ... قلت له ... تعلم
- من قال مستحيل ... قلت له ... جرب.
5- راجع أصدقاءك وعلاقاتك
قد يكون من أسباب فقدان الثقة بالنفس مصاحبة من أصحاب التردد والضعف النفسي , فالطباع سارقة تسرق من بعضها , والصاحب ساحب , ومصاحب أهل السوء خزي وندم , قال تعالى : {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا (27) يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا (29)} سورة الفرقان .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : (الْمُؤْمِنُ مِرْآةُ الْمُؤْمِنِ ، وَالْمُؤْمِنُ أَخُو الْمُؤْمِنِ ، يَكُفُّ عَلَيْهِ ضَيْعَتَهُ ، وَيَحُوطُهُ مِنْ وَرَائِهِ) . أخرجه البخاري
قال الشاعر :
واختر صديقك واصطفيه تفاخرا
إنّ القرين إلى المقارن ينسبُ
فإذا أردت أن تبدأ صفحة جديدة على طريق الثقة بالنفس فعليك بمراجعة صداقاتك وعلاقاتك بمن حولك وأن تفارق أصدقاء السوء وممن لديهم فقدان الثقة بأنفسهم وصاحب أصدقاء صالحين لديهم إرادة وطموح وثقة بالنفس .
6- حاول أن تصنع من الشراب المر شراباً حلواً
من الثقة بالنفس قوة الإرادة والصبر وتحمل الشدائد والصعاب , وهذا من صفات المؤمنين الصالحين , الواثقين بما عند الله تعالى من خير وأجر , قال تعالى : {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)} سورة البقرة .
قال الشاعر :
وعاجز الرأي مضياع لفرصته
حتى إذا فات أمر عاتب القدرا
حينما استكثر المسلمون ما أصابهم من البلاء يوم أحد وقد كانوا أصابوا يوم بدر من المشركين ضعف ذلك فأنزل الله عز وجل في ذلك : {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} سورة : آل عمران : 165.
كان لاختراع المصباح الكهربائي قصة مؤثرة في حياة أديسون ، ففي أحد الأيام مرضت والدته مرض شديد، وقد استلزم الأمر إجراء عملية جراحية لها، إلا أن الطبيب لم يتمكن من إجراء العملية نظراً لعدم وجود الضوء الكافي، واضطر للانتظار للصباح لكي يجري العملية لها، ومن هنا تولد الإصرار عند أديسون لكي يضئ الليل بضوء مبهر فأنكب على تجاربه ومحاولاته العديدة من اجل تنفيذ فكرته حتى انه خاض أكثر من 99999 تجربة في إطار سعيه من اجل نجاح اختراعه، وقال عندما تكرر فشله في تجاربه : "هذا عظيم.. لقد أثبتنا أن هذه أيضا وسيلة فاشلة في الوصول للاختراع الذي نحلم به"، وعلى الرغم من تكرار الفشل للتجارب إلا انه لم ييأس وواصل عمله بمنتهى الهمة باذلاً المزيد من الجهد إلى أن كلل تعبه بالنجاح فتم اختراع المصباح الكهربائي في عام 1879م.
7- لا تضيع فرص النجاح
إن إضاعة الفرصة غصة والفرصة متى فاتت فلن تعود ، فحياتنا على الدوام بين مد وجزر فمن انتهز فرصة المد توصل إلى هدفه المرجو ونعم بما نال من مناعم الحياة ومن أضاعها عاش حياة مترعة بالشقاء والآلام فعلينا أن نحسن الاستفادة من الفرص السانحة .
قال البارودي :
بادر الفرصة واحذر فـوتها .. فبلوغ العز في نيل الفرص
واغتنم عمرك إبان الصبــا .. فهو إن زاد مع العمر نقص
وابتدر مسعاك واعلم أن من .. بادر الصيد مع الفجر قنص
فبعض الناس يترك فرص النجاح ويجلس ليبكي على اللبن المسكوب ويعاتب القدر ويندب حظه , ويظن بذلك أنه يحسن صنعاً ,
يقول صاحب كتاب دع القلق : "لقد وجدت أن القلق على الماضي لا يجدي شيئاً تماماً كما لا يجد بك أن تطعن الطعين ، ولا أن تنشر النشارة وكل ما يجديك إياه القلق ، هو أن يرسم التجاعيد على وجهك ، أو يصيبك بقرحة المعدة" ،
والقلق يهزم صاحبه قبل أن يبدأ المعركة ، فمن ظن أنه قد هزم فقد حزم حقاً ، ومن ظن أنه ليس مقداماً فلن يكون مقداماً ، ومن ظن أنه يفوز فلن يفوز أبداً .
قال الشاعر :
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة ... فإن فساد الرأي أن تترددا
8- كن عالي الهمة لتصل إلى القمة
الذي لديه همة عالية لديه ثقة عالية , فهناك ارتباط وثيق بين الثقة بالنفس والهمة العالية , ولقد حكى لنا القرآن الكريم قصة ذي القرنين وهمته العالية وثقته بنفسه ومحاولته بث الأمل والطموح فيمن حوله , قال تعالى : {حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا (93) قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97)} سورة الكهف .
كان لعمر بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ همة عالية ، تظهر جليَّة في قولته المشهورة : "إنّ لي نفساً توّاقة ! تَمَنَّيْتُ الإمارة فَنِلْتُها ، وتَمَنَّيْتُ أن أتزوَّج بنتَ الخليفة فنِلْتُها ، وتمنيَّتُ الخلافة فنِلْتُها ، وأنا الآن أتوق للجنة ، وأرجو أن أنالها" .
قال الشاعر :
وللنجم من بعد الرجوع استقامة
وللشمس من بعد الغروب طلوعُ
وإن نعمة زالت عن الحر وانقضت
فإن لها بعد الزوال رجـــــــــــوعُ
فكن واثقا بالله واصـبر لحكـمه
فإن زوال الشـــــــر عنك سريعُ
وهذا يحي بن يحي رحل إلى الإمام مالك وهو صغير رحم الله الجميع وسمع منه وتفقه، وكان مالكيعجبه سمته وعقله ، روي انه كان عند مالك في جمله من أصحابه ، إذ قال قائل : قد حضر الفيل ، فخرج أصحاب مالك لينظروا إليه غيره (أي غير يحي ويبقى هو مكانه في الدرس ) فقال له مالك : لم لا تخرج لترى الفيل ، فقال له يحي : إنما جئت من بلدي لأنظر إليك وأتعلم من هديك وعلمك ولم أجئ لأنظر إلى الفيل . فأعجب به مالك، وسماه(عاقل أهل الأندلس).
قال المتنبي :
إذا غامَرْتَ في شَرَفٍ مَرُومِ ... فَلا تَقنَعْ بما دونَ النّجومِ
فطَعْمُ المَوْتِ في أمْرٍ حَقِيرٍ ... كطَعْمِ المَوْتِ في أمْرٍ عَظيمِ
9- كن أغنى الناس
فعليك دائما بالتفاؤل والرضا بما كتب الله وتذكر قول الله تعالى : {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ}216/ سورة البقرة .
قَالَ رَسُولُ اللهِ : (وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ ). أخرجه أحمد .
في أحد المرات خرج الملك إلى الصيد ورافقه الوزير وفي هذه الرحلة أصيب الملك في يده و اضطر إلى قطع أصبعه وهو متذمر جداً قال له الوزير : لعله خيرا ؟ فغضب الملك غضبا شديدا وأمر بحبسه وفي طريقه إلى السجن قال : لعله خيراً -متفائل- ومرت الأيام والشهور, خرج الملك كعادته لممارسة هوايته المفضلة -الصيد- وأثناء مطاردته لفريسته ابتعد كثيرا عن حرسه المرافقين له,و دخل إلى قبيلة في الأدغال, وكانوا يمارسون طقوسهم والتي تتمثل في تقديم قربان إلى الآلهة: أي شخص غريب يدخل قبيلتهم, وقد كان الملك؟ فربطوه و بينما هم يستعدون لقتله رأوا أصبعه المقطوع فأمرهم زعيمهم أن يطلقوا سراحه لأن القربان يجب أن يكون شخصا كاملا وفاخراً, وحين عودته أمر بإطلاق سراح وزيره, وروى له قصته وبين له كيف أن إصبعه المقطوع هو الذي نجاه من الموت وأنه عنده حق في كلامه, ولكنه سأله قائلا: لقد سمعتك تقول وأنت ذاهب إلى السجن لعله خير ؟ وهل في السجن خير ؟
فرد الوزير: يا أيها الملك لو لم أدخل السجن لكنت معك في رحلة الصيد و أنا ليس في جسمي عيب, لتركك أهل القبيلة و لقدموني أنا بدلا منك إلى آلهتهم قربانا ...؟ فكان في صنع الله كل الخير.
قال الشاعر :
أضرعْ إلى الله لا تضرعْ إلى النَّاسِ ... واقنعْ بيأسٍ فإنَّ العزَّ في الياسِ
واستغنِ عنْ كلِّ ذي قربى وذي رحمٍ ... إنَّ الغنيَّ منِ استغنى عنِ النَّاسِ
10- عش مع سير العظماء والناجحين
العيش مع قصص العظماء والناجحين وقراءة تاريخهم وسيرهم مما يعزز الثقة بالنفس , ويضع النموذج أمامه ليسير عليه , قال تعالى : {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} 111/ سورة يوسف .
قال أحمد ابن حنبل يقول سمعت سفيان بن عيينة : تنزل الرحمة عند ذكر الصالحين. ابن المنذر
قال إبراهيم بن إسحاق الحربي : سمعت بشر بن الحارث يقول : حسبك أن أقواما موتى تحيى القلوب بذكرهم وأن أقواما أحياء تقسو القلوب برؤيتهم .
وإذا سمعت بذكرهم بين الورى ... فيصير قلبي من جواه يخفق
والمتأمل في سيرة أعظم الخلق وأفضلهم وأعزهم على الله تعالى محمد الذي قال فيه ربه : {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} 21/ سورة الأحزاب .
يجده النموذج الأعلى والأسمى في الثقة أولا بما عند الله تعالى , ثم ثقة بنفسه وبمن حوله من ثُلة الأخيار الأبرار ,
فقد ظل ثلاثة عشر عاما في مكة وحدها يدعو الناس ليل نهار إلى عبادة الواحد القهار , وبالرغم من التعذيب والاضطهاد فإنه لم ييأس ولم يقنط بل ظل واثقا بنصر ربه وتأيده .
وعلى هذا النهج سار الصحابة والتابعون ومن بعدهم ,
في بعض حروب الروم قال رجل لخالد بن الوليد : ما أكثر الروم وأقل المسلمين !
فقال خالد: "ما أكثر المسلمين وأقل الروم، وإنما تكثر الجنود بالنصر وتقل بالخذلان، والله لوَدِدْتُ أنَّ الأشقر ، يعني فرسه، براء من توجيه وأنهم أضعفوا في العدد، وكان قد حفي في مسيره" .
فلا تيأس من إصلاح نفسك ..
فأنت قوي ولديك إرادة ..
ثق بربك أولاً ثم بم حباك من قدرات وإمكانات ,
وتغير من داخلك يتغير الكون من حولك ..
ابدأ رحلة التغيير الآن وليس غداً لا تسوف ولا تؤجل ..
أحضر ورقة واكتب فيها خطة التغيير وعلقها بذهنك قبل أن تعلقها على جدار غرفتك ..
ولا تسمح للتوافه أن تغلبك ..
كن نفسك ولا تكن غيرك ..
فأنت الآن إنسان جديد .