لماذا تدريب المشرفين والمعلمين على برامج الموهوبين؟

[د.طارق معلا]

لماذا تدريب المشرفين والمعلمين على برامج الموهوبين؟
تشكل برامج تأهيل المعلمين و تدريبهم للعمل مع الطلبة الموهوبين و المتفوقين عنصرا مهما في التخطيط الفعال لرعاية هذه الفئة من الطلبة .و قد أجمع الخبراء على أن المعلم هو حجر الزاوية في نجاح أي برنامج لرعاية هؤلاء الطلبة ، و أن المعلم الناجح في تعليم الموهوبين و المتفوقين لابد أن يتمتع بعدد من الخصائص الشخصية و الكفاءات المهنية الضرورية التي يمكن لبرامج التأهيل و التدريب تناولها و تطويرها من الناحيتين النظرية و العملية. و إذا نظرنا إلي برامج تأهيل المعلمين و تدريبهم علي مستوى الوطن العربي فإننا لا نكاد نجد أي مؤشرات تعكس اهتماما خاصا لدى القيادات التربوية أو متخذي القرار في وزارات التربية و التعليم العربية أو مؤسسات التعليم العالي من حيث إعداد معلمين أو مرشدين تربويين أو تأهيلهم للعمل مع الطلبة الموهوبين و المتفوقين في مؤسسات التعليم العام (زحلوق،1994.الشخص ،1990)([1]). و قد يجد الباحث بعض المقررات الجامعية التي تعرضها كليات التربية العربية في مجال تعليم الموهوبين و المتفوقين ضمن الخطط الدراسية في أقسام علم النفس التربوي أو التربية الخاصة أو الإرشاد ، و لكنها لا تمثل في نهاية الأمر برنامجا تربويا متكاملا لتأهيل معلمين لهؤلاء الطلبة. و من الأمثلة علي هذه المقررات المتناثرة نجد ما يلي :
· مدخل إلي تربية الموهوبين و المتفوقين .
· برامج الموهوبين و المتفوقين .
· الطفل الموهوب و المتخلف .
· رعاية الفئات الخاصة .
· الفروق الفردية و القياس التربوي .
أما برامج التدريب أثناء الخدمة التي تعدها و تشرف عليها كليات التربية ومعاهد المعلمين و مراكز التدريب الحكومية في الدول العربية فإنها لا تتضمن أي عنصر يرتبط بتعليم الطلبة الموهوبين و المتفوقين في الغالب ،عدا بدايات موجودة في بعض الدول . و بالرغم من تنوع البرامج التدريبية التي تعقد للمعلمين في معظم الدول العربية ،إلا أنها من حيث الأهداف و المحتوى لا تتعدى حدود الثقافة التربوية العامة أو الثقافة الأكاديمية في الموضوعات الدراسية ،و هي في مجملها لا تبني علي احتياجات المعلمين و المتعلمين ،و تفتقر للتخطيط الفعال و التقييم العلمي في ضوء الأداء و الأهداف الموضوعية .
إنا بحاجة ماسة لتدريبات ميدانية أو تطبيقات عملية تغطي جانبا أو أكثر من جوانب العمل في برامج تعليم الموهوبين و المتفوقين .
يرتكز إعداد معلم المتفوقين على نقطتين مهمتين . تتعلق النقطة الأولى بأعمار التلاميذ وذلك بأن الظروف والحاجات ستتباين كلما كانوا أكبر سناً . أما النقطة الثانية فترتبط بحجم المؤسسة التربوية ، وذلك لما سيترتب عليه توفر مصادر والإمكانات وعلاقاتها بالمجتمع ( ويلسون ، 1958 ) ([2])
إن تدريب المعلمين أثناء الخدمة نوع من الخدمة المهنية تقدم للمعلمين العاملين في مجال التعليم . والهدف منه هو محاولة لتعزيز عملية الإعداد للمهنيين الذين تعلموا مهنة التعليم حتى يتمكنوا من تعليم الطلاب المتفوقين .
ولتوفير تدريب مختص يمكن المعلم من مواجهة بعض الأعراض الخاصة مثل تحديث الطرق والأساليب ، وإعطاء المتدرب حقائق جديدة عن التلاميذ المتفوقين ، بعض التقنيات الحديثة في تعليم المتفوقين . أو إعداد جهاز من القادة يستطيعون تنفيذ برنامج أو خطة جديدة لتعليم المتفوقين . إذن فإن مبررات التدريب أثناء الخدمة متنوعة . وهي مستمرة لأن حقائق العلم عن المتفوقين متنامية باستمرار كما أن التقنيات المستخدمة في تعليمهم تنموا باستمرار ولا بد من إيصال هذه التجديدات إلى المعلمين .

(1) فتحي عبد الرحمن جروان ، الموهبة والتفوق والإبداع ، العين ، الإمارات العربية المتحدة ، الطبعة الأولى ، 1998م.

(2) " رعاية المتفوقين وبرامج تأهيل معلم المتفوقين ، مؤلف البحث : بدر عمر العمر ، المكتب العربي لدول الخليج ، hالكويت ، العام : 1986م

[نادية]

شيء طبيعي أن تتم رعاية الموهوب . لأنه رأسمال بشري هام . مقاله هامة تلفت النظر إلى احترام الفكر والموهبة أجاد الكاتب في اختيارها
نادية