التعلم بالاكتشاف هو عملية تفكيرية تتطلب من الفرد إعادة تنظيم المعلومات المعروضة عليه بحثاً عن علاقات جديدة لم تكن معروفه لديه من قبل، كما عرفه ديفس بانه عملية تفكير يوظف فيها المتعلم معلوماته المخزونة لمناقشة مسألة جديدة بهدف اكتشاف علاقات جديدة، ويجد هذا الاسلوب إقبالاً من المتعلمين لأنه يهبهم فرصة الاستمتاع باكتشاف اشياء لم تكن معلومة لديهم من قبل، كما يحظى بعناية خبراء التربية والتعليم لأهميته البالغة وفوائده المتعددة.


يكتسب المتعلم نتيجة استخدام التعلم بالاكتشاف القدرة على الملاحظة الدقيقة والموضوعية، القدرة على جمع المعلومات، القدرة على التنبؤ بما قد يحدث مستقبلاً، يكتسب المتعلم الثقة بالنفس و الاعتماد على الذات و يستثير لديه الرغبة في التعلم الذاتي، كما ينمى لديه مهارات التفكير العلمي، ويدربه على مهارة التفكير الناقد و الابتكار و الابداع، وايضا يمكّن المتعلم من التعامل مع المشكلات الطارئة بطريقة علمية، كما يُعتبر التعلم بهذه الطريقة اكثر ثباتاً لأنه ناجم عن مشاركة عملية في الانشطة و التي أدت الى اكتشاف المعلومة.

اساليب التعلم بالاكتشاف
1-الاكتشاف الموجّه:
وهذه الطريقة تلائم أطفال المرحلة التأسيسية حيث يقوم المعلم بتوجيه الأطفال لاكتشاف مفاهيم أو حقائق علمية من خلال خبرات عملية مباشرة بعد أن يوضح لهم خطوات العمل التي ينبغي عليهم اتّباعها والهدف من كل خطوة.
2- الاكتشاف شبه الموجّه:
وهو أسلوب يناسب المتعلمين الذين لديهم خبرات سابقة، حيث يكتفي المعلم بإعطاء تلاميذه توجيهات عامة ويترك لهم حرية اختيار النشاط الذي يرونه ملائماً لتحقيق الغرض الذي يسعون لتحقيقه.
3- الاكتشاف الحر:
وهذه الطريقة يستخدمها المتعلمون بعد أن يكونوا قد أتقنوا توظيف الطريقتين السابقتين، وفيها يتاح لهم فرصة التعامل مع المشكلة بطريقة منهجية علمية قائمة على اختيار الفروض واختبارها وتصميم التجارب التي يطلبها العمل.



خطوات عملية الاكتشاف


- عرض المشكلة التي يراد دراستها لإيجاد حل لها.
- جمع المعلومات حول القضية.
- وضع وصياغة افتراضات لحل المشكلة.
- التحقق من صحة المعلومات التي جُمعت.
- تنظيم المعلومات وتفسيرها للوصول الى اجابة صحيحة.
- تحليل عملية الاستقصاء وتقييمها للتأكد من صحة التحليل و الاستنتاج.
- بلورة النتيجة واعتمادها لاتخاذ القرار.

دور المعلم
يختلف دور المعلم الموظف لأسلوب الاكتشاف عن دور المعلم التقليدي الذي يقتصر غالبا على الشرح والتلقين
ويمكن إيجاز دور المعلم في عملية الاكتشاف بما يلي
1 – توفير مناخ صحي هادئ ومريح.
2 – منح المتعلمين الحرية الكاملة للتعبير عن أفكارهم دون قيود.
3 – التأكد من معرفة المتعلمين بالمتطلبات السابقة.
4- طرح المفاهيم موضوع الدرس على هيئة سؤال يبحث عن جواب أو مشكلة تتطلب حلاً.
5- تحليل المشكلة وعرضها على هيئة تساؤلات غريبة.
6- تجهيز الوسائل المعينة التي يتطلبها تنفيذ الموقف الصفي.
7- تحديد الأنشطة أو التجارب التي يتطلبها الموقف.
8 – وضع الاستراتيجيات لمواجهه الاختلافات في وجهات نظر المتعلمين.
9 – تقديم النصح والتوجيه في الوقت المناسب، والمساعدة لمن يطلبها.
10- تقويم النتائج وتوظيفها في مواقف جديدة مماثلة.

وهكذا فإن المتعلم بأسلوب الاكتشاف يتمتع بقدر كبير من الاستقلالية والاعتماد على الذات
ويستطيع توظيف المهارات التي حصل عليها في خطوات تالية تقود إلى الإبداع.