أهلاً بك عزيزي الزائر, هل هذه هي زيارتك الأولى ؟ قم بإنشاء حساب جديد وشاركنا فوراً.
  • دخول :
  •  

أهلا وسهلا بكـ يا admin, كن متأكداً من زيارتك لقسم الأسئلة الشائعة إذا كان لديك أي سؤال. أيضاً تأكد من تحديث حسابك بآخر بيانات خاصة بك.

النتائج 1 إلى 1 من 1
  1. #1
    عمر عبد الكريم
    زائر

    Lightbulb رؤى حول التربية والإعلام وأدوار المناهج (ملف مرفق)

    رؤى حول التربية والإعلام وأدوار المناهج
    لتنمية التفكير فى مضامين الإعلام
    لتحقيق التربية الإعلامية





    ورقة عمل (حلقة نقاش) مقدمة للمؤتمر الدولي الأول للتربية الإعلامية بالفترة من 14-17/2/1428هـ ضمن محور
    المناهج الدراسية وعلاقتها بالتربية الإعلامية





    أ.د/ حسن بن عايل أحمد يحي
    عميد كلية المعلمين فى محافظة جدة

    1428هـ-2007م
    رؤى حول التربية والإعلام وأدوار المناهج لتنمية التفكير
    فى مضامين الإعلام لتحقيق التربية الإعلامية

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا وحبيبنا سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين."سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم" (البقرة/ 32)، وبعد:

    فلقد أعلن معالي وزير التربية والتعليم بالمملكة العربية السعودية (د. عبدالله بن صالح العبيد) عن تنظيم وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع المنظمة الدولية للتربية الإعلامية ومنظمة اليونسكو للمؤتمر الدولي الأول للتربية الإعلامية، الذى تتمثل أهدافه فى تعزيز الوعي الإعلامي كجزء من تكوين المواطن المستنير؛ مما يشجع على المشاركة الفاعلة في المجتمع. فالتربية الإعلامية تُمكن الناشئة من حسن تفسير المواد الإعلامية، والاستقبال الناقد لها، وتكوين آراء واعية عنها بوصفهم مستهلكين لها، وأن يصبحوا منتجين للمضامين الإعلامية. فالغاية التي تتوخاها التربية الإعلامية هي تطوير الملكات النقدية والإبداعية لدى الشباب. وأكد معاليه أن وزارة التربية والتعليم تولي اهتماماً كبيراً بتوعية النشء والشباب بكيفية التعامل مع هذا الكم الهائل من المضامين والمواد الإعلامية، التي توجَّه إليهم عبر الأفق المفتوح أمامهم، من خلال وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة إضافة إلى الإنترنت (الجزيرة، 2006).

    كما أوضح سمو نائب وزير التربية والتعليم لتعليم البنات (د.خالد بن عبد الله بن مقرن المشاري آل سعود، رئيس اللجنة العليا لتنظيم المؤتمر) أن هذا المؤتمر يبحث في مفهوم متجدد، يُعنى بإمكانات استخدام أدوات الاتصال لتحقيق منافع ملموسة. حيث تطورت العلاقة بين التعليم والإعلام والتكنولوجيا، واصبح مفهوم التربية الإعلامية جانباً من جوانب المعرفة الإنسانية الأساسية، غير أن هذا المفهوم قد أخذ بُعداً آخر من حيث إنه مشروع دفاع يتمثل هدفه في حماية الأطفال والشباب من مخاطر وسائل الإعلام، وانصبّ التركيز فيه على كشف الرسائل المزيفة، والقيم غير الملائمة، وتشجيع النشء على رفضها وتجاوزها (الجزيرة، 2006).

    لقد أثار الإعلان عن هذا المؤتمر الرائد طرحاً لتساؤل رئيس من قبل أعضاء فريق الدراسة الحالية، وهو: ما العلاقة بين التربية والإعلام من المنظور التخصصي فى المناهج الدراسية لما يمكن أن تقوم به المناهج من دور تنموي فى التفكير بمضامين الإعلام لتحقيق التربية الإعلامية ؟
    وتفرع عن هذا التساؤل الأسئلة الفرعية التالية:
    1- ما هية التربية وما هية الإعلام وما العلاقة بينهما؟
    2- ما هية التربية الإعلامية؟
    3- ما أدوار وسائل الإعلام والمدرسة والأسرة فى تلويث البيئة التربوية العربية؟
    4- ما أدوار المناهج فى تنمية أنماط التفكير المرغوبة لدى المتعلمين؟
    5- ما أدوار المناهج لتنمية التفكير فى المضامين الإعلامية؟
    6- ما آليات تضمين التربية الإعلامية فى المناهج التعليمية؟
    7- ما التصور المقترح للتكامل التربوي الإعلامي لتحقيق التربية الإعلامية؟

    لقد ساهمت الكلمات الجامعة لمعالي وزير التربية التعليم وسمو نائبه لتعليم البنات – بشأن غايات المؤتمر الدولي الأول للتربية الإعلامية- فى تحقيق قدر من الارتواء المعرفي المبدئي لإجابات الأسئلة المطروحة. لكن ثمة جوانب أخرى ظلت بحاجة إلى البحث والاستقصاء لبقية جوانبها.

    ولذا كانت هذه الورقة التى تسعى إلى استكمال بعض جوانب إجابات تلك الأسئلة المطروحة، وذلك بانتهاج المنهج الوصفي، بمراجعة مضامين عدد من الأدبيات التى تناولت التربية والإعلام والعلاقة بينهما، والتربية الإعلامية، وتلوث البيئة التربوية بفعل تأثيرات المؤسسات التربوية والإعلامية، وأدوار المناهج فى تنمية أنماط التفكير المرغوبة لدى المتعلمين التى تساعدهم على نقد المضامين الإعلامية.

    وتُعد مراجعة الأدبيات مرحلة أولى من مراحل الإجابة العلمية عن الأسئلة المطروحة، أما المرحلة الثانية؛ فستتم – بمشيئة الله تعالي- خلال النقاشات والحوارات (فى المؤتمر) لاستكمال العديد من الجوانب حول الرؤى الواقعية، وذلك فى ضوء الإفادة من خبرات المشاركين التى ستعمق الرؤية العلمية لأدوار المناهج فى تحقيق التربية الإعلامية.

    ويتوقع أن تأتى– بمشيئة الله تعالي- المرحلة الثالثة لطرحنا هذا على هيئة دراسات ميدانية وتجريبية مستقبلية، وفق ما سيتم التوصل إليه من استنباطات فى هذا المجال، التى ستكشف مدى الحاجة إلى التربية الإعلامية. لعل ذلك يكون لبنة من لبنات الجهود التربوية لتدعيم التواصل بين رجالات التربية والإعلام فى مجتمعنا العربي، أملاً فى جعل الواقع العربي أقل عرضة للمؤثرات الملوثة للبيئة التربوية، وتطلعاً إلى تفعيل مضامين التربية الإعلامية فى المناهج التعليمية.

    وفيما يلى عدد من المحاور على هيئة أسئلة استفسارية، يتبعها عرض لإجاباتها من واقع مضامين الأدبيات ورؤى أعضاء الفريق، وجميعها آراء بحاجة للمزيد من التحاور بشأنها .

    أولا: ما هية التربية وما هية الإعلام وما العلاقة بينهما؟
    1- ماهية التربية؟ وما أدوارها؟
    أشار بدوى (1977، 127) إلى أن التربية عملية عامة، لتكييف الفرد، كي يتمشى ويتلاءم مع الحضارة التى يعيشها. فالتربية عملية يقوم بها المجتمع لتنشئة الأفراد كي يسايروا المستوى الحضاري العام. والتربية أوسع مدى من التعليم، الذي يمثل المراحل المختلفة، التي يمر بها المتعلم، ليرقى بمستواه في المعرفة في دور العلم. والتربية نظام اجتماعي، يحدد الأثر الفعال للأسرة والمدرسة، في تنمية النشء من النواحي: الجسمية، والعقلية، والأخلاقية، حتى يمكنه أن يحيا حياة سوية، في البيئة التي يعيش فيها.

    وأوضح جوهر (1994، 147-156) أن الوظيفة المهمة للمجتمع التى تحافظ على بقاءه واستمراره يسميها التربويون "التربية"، ويعرفها الاجتماعيون باسم "التنشئة الاجتماعية" ويسميها الإعلاميون "التوعية والتثقيف"، بينما يسميها علماء الدين ورجاله "التهذيب والتأديب". وكل هذه التسميات ـ رغم تباين بعض مدلولاتها ـ تعنى المفهوم الأعم والأشمل، وهو التربية.

    فالتربية كوظيفة مجتمعية تحفظ للمجتمع بقاءه واستمراره، وتعمل فى ثلاثة مستويات:
    أ*- مستوى الفرد: وفيه تُعنى التربية بتنمية الإنسان الفرد، تنمية جسمية، وعقلية، ووجدانية شاملة.
    ب*- مستوى المجتمع: وفيه تُعنى التربية بإعداد الفرد للحياة الإيجابية فى المجتمع، وذلك بإعداده للقيام بأدواره المختلفة.
    ج- المستوى الحضاري/ الثقافي: وفيه تحرص التربية على: نقل التراث الثقافي نقلاً دينامياً من جيل لآخر، وتمكين الأفراد والجماعات من المشاركة والاستمتاع بالثمار الثقافية والحضارية للمجتمع، وإعداد الأفراد والجماعات للقيام بدورهم فى بناء وتطوير ثقافة المجتمع وحضارته المستقبلية.

    وعندما تقوم المجتمعات بوظيفة التربية فإنها تقوم بها عن طريق الأفراد (الآباء والأمهات)، والمؤسسات ( التعليمية، والإعلامية، والدينية، والاجتماعية..) المختلفة. فالتربية من هذا المنظور تشبه مظلة كبيرة، يعمل فى ظلها ومن أجلها مؤسسات وأجهزة متنوعة.

    2- ماهية الإعلام؟ وما أهدافه؟
    عرف عبدالحميد (1997، 21) الإعلام بأنه: "العملية الاجتماعية، التي يتم بمقتضاها تبادل المعلومات، والآراء، والأفكار بين الأفراد أو الجماعات داخل المجتمع، وبين الثقافات المختلفة، لتحقيق أهداف معينة".
    وأشار نصار (2004، 12) إلى أن أبرز الأهداف التي تتجه إليها وسائل الإعلام المقروءة أو المسموعة أو المرئية هي: الإعلام أو الأخبار، والتوجيه والإرشاد، والتفسير والإيضاح، والتثقيف.

    3- ما العلاقة بين التربية والإعلام؟
    لقد ظلت المدرسة المصدر الأول للمعرفة حتى بدايات القرن العشرين، وظل المعلمون هم المصادر الرئيسة لتوزيع المعرفة، وكان الناس يعتمدون على المدرسة كمصدر (محتكر) يستمدون منه معرفتهم بالعالم من حولهم. أما اليوم؛ فقد تطور الإعلام الحديث، وتقدمت فنونه، حتى استطاع أن يثبت قدرته على صنع بيئته التربوية الخاصة، معلنا بذلك نهاية عصر احتكار مؤسسات التعليم النظامي لنشر الثقافة والمعرفة. وأصبحت غالبية المجتمعات تشهد تنافساً مستتراً ومكشوفاً بين النظامين التعليمي والإعلامي.

    وقد أشار عبدالرحمن وآخرون (1994، 28) إلى أن الطالب فى البلدان العربية عندما ينهى المرحلة الثانوية العامة يكون قد قضى(10800) ساعة تقريباً فى حجرات الدراسة (على أقصى تقدير)، وقضى في مشاهدة التلفاز (15000) ساعة تقريبا، ويترتب علي طول تلك الفترة العديد من التبعات الثقافية والصحية والنفسية والاجتماعية وغيرها.

    إن أدوار المؤسسات التعليمية أدوار آخذة فى الانكماش، وسوف تستمر هكذا حتى تقتصر على تنمية الجوانب المعرفية وحدها فى التنشئة، وذلك إذا سارت التغيرات المعاصرة فى نفس اتجاهها الحالي. ونتيجة التطور الهائل فى إمكانات الإعلام الحديث وتهديده لوجود المدرسة، فقد بدأ المهتمون يتجهون بفكرهم وجهات شتى: فمنهم من ينادي بإغلاق أبواب المدارس وإحلال وسائل الإعلام محلها. ومنهم من ينادي بضرورة تطوير المدرسة من حيث مبناها ومحتواها حتى تصبح فى مثل جاذبية وسائل الإعلام وتشويقها. وفريق ثالث أكثر تفاؤلاً ينادى بتحقيق قدر مناسب من التنسيق والتعاون بين ما تبذله المؤسسات التعليمية والمؤسسات الإعلامية من جهود وصولاً إلى تحقيق الأهداف والغايات التربوية (جوهر، 1994، 148).

    لقد أصبح هناك ثمة اتفاق واعتراف بخطورة الدور الذى تلعبه أجهزة الإعلام فى تشكيل عقول الناس، وفى غرس قيم واتجاهات ليست كلها مما يرضاه المجتمع وفق ظروفه وتقاليده وتوجهاته وقيمه وآماله. فيشير جوهر (1994، 150) إلى أن وسائل الإعلام الحديثة قد ساهمت فى إيجاد جيل تحرر من كل شيء سوى إشباع رغباته بأسرع السبل وأيسرها ، حتى ولو كان فى هذا خرق للأعراف والقيم وقواعد الأخلاق المقبولة.

    إن الرسائل الإعلامية قد بلغت مستوً عال فى التأليف والإخراج والتقديم، وأصبحت ما تحتويه من مضامين لها أثر عميق فى القيم والاتجاهات التى تتسلل إلى عقول كل أفراد الأسرة. فقد استطاعت أجهزة الإعلام أن تزيد من هوة اغتراب الفرد فى مجتمعه، مما ساهم فى تقليل قدرة كل جيل على التفاهم مع الجيل الذى يسبقه. وقد زاد ذلك من صعوبة قيام الأسرة والمدرسة بأدوارها ومسئولياتها التربوية على الوجه الأكمل، وذلك تحت وطأة التأثيرات الإعلامية التى تعمل فى اتجاهات مخالفة. فأصبحت البيئة التربوية للإنسان العربي مصابة بالتلوث، بمعنى وجود مؤثرات غير مرغوبة فى الوسط الذى يتربى فيه الإنسان منذ نشأته ويتعامل معه. وهذه المؤثرات من شأنها التشويش على بعضها، بما يهدد النمو السوي للإنسان من النواحي الجسمية، والعقلية والوجدانية.

    فتناول فهيم (1419، 22) عدداً من الأخطار التى يحدثها التلفاز بقدرات الطفل العقلية في بداية سني الدراسة. فقد لوحظ أن الأطفال الذين يشاهدون التلفاز بكثافة يكونون أكثر معاناة من التخلف في القراءة والفهم والمحادثة، فضلاً عن رفضهم مشاركة الآخرين في تجاربهم وأدواتهم. كما طمس التلفاز الشعور بالاندهاش والانبهار، فعندما تُرى أشياءً جديدة سرعان ما يُقال: لقد رأينا ذلك على الشاشة.

    4- ما طبيعة العلاقة بين التربية والإعلام، وهل هى علاقة تصارعية (تنافسية)أم تكاملية؟
    إن العصر الذى نعيشه الآن هو عصر المعلوماتية الذى يتسم بالتفجر المعرفي، وما من شك فى أن لوسائل الإعلام دور محمود وملموس فى نقل المعرفة ونشرها. فالتعليم النظامي يواجه تحديات فى مقدمتها عجزه عن مسايرة التفجر المعرفي واللحاق بسباق المعلومات. ومن هذا المنطلق بدأ رجال التعليم الاعتراف بهذا العجز، وأخذوا ينادون بشعارات جديدة سرعان ما أصبحت ممارسات فعلية تعبر جميعها عن أن المدرسة وحدها أصبحت غير قادرة على القيام بما تعودت القيام به عبر القرون. ومن أمثلة تلك الصيحات الجديدة: التعلم المستمر، والتعلم مدى الحياة، والتعلم الذاتى، وجميعها مبررات قوية لضرورة التلاحم بين جهود رجال التعليم النظامي ورجال الإعلام (جوهر: 1994، 151).

    وأشار على (2001، 23) إلى أنه على الرغم من الدور الإيجابي الذي تقوم به وسائل الإعلام المختلفة، المتمثل في نقل المعلومات والمعارف والاتجاهات والأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية، إلا أنها بالمقابل تلعب دورا خطيرا وسلبيا إذا ما أُسئ استخدامها. فالانفتاح غير الرشيد، والتعاطي السلبي، والاستخدام غير المشروع لوسائل الإعلام يترك تأثيرا واضحا على فكر الفرد وسلوكه، وأنماط تفكيره، نظرا لما يحدثه من فراغ روحي وفكري لديه. حيث يحمل إعلام عصر المعلومات في طياته مخاطر تستوجب إعادة النظر فى مضامين رسائله، وما تحدثه من تغيرات جوهرية في منظومة المجتمع.

    وتساءل السويدي (2001، 26) قائلا ماذا ينبغي للتربية أن تفعل تجاه تيارات العولمة التى تبثها قنوات الإعلام المختلفة؟ وأشار إلى أن الإجابة مختصرة وبسيطة، لكنها تحتاج إلى عمل جاد ودؤوب، لان معاول الهدم اكثر من سواعد البناء. فالإجابة هي أن تمارس المؤسسات التربوية (بيت، مدرسة، مسجد، ناد) وبفعالية غرس القيم والسلوك الحميد، لأنه لا يوجد لدينا - بعد الله - إلا هذا السلاح، حتى ننجو في الدنيا والآخرة. وقد يقول البعض أن هذه المؤسسات تمارس التربية، نقول إنها تمارسها دون توازن، فبدلا من أن يعطى التعليم وقتا والتربية وقتا آخر، تلتهم الأهداف التعليمية والأكاديمية كل الوقت أو اغلبه. ولذا ينبغي أن نعود طلابنا على النقد والتحليل بدلاً من الحفظ والاستذكار فقط، حتى نجنبهم القبول التلقائي لكل ما يراه وما يسمعه.كما ينبغي على المؤسسات التربوية والإعلامية أن تعطى مساحة مهمة لتعليم الأجيال حب الوطن والانتماء إليه، وتوعيتهم بسلبيات العولمة وآثارها وطرق الوقاية منها، وكيفية التعامل معها.كما ينبغي أيضا التعامل الرادع السريع مع جرائم الشهوات واللذات الخادعة، كتعاطي المخدرات والانحرافات السلوكية الأخرى.

    كما أكد (جوهر، 1994) أنه قد آن الأوان لأن يدرك رجال التعليم (التربية النظامية) أنه يستحيل عليهم وحدهم أن يحققوا الأهداف التربوية التى يسعون إليها بينما رجال الإعلام (التربية غير النظامية) يبدعون فى اتجاهات شتى، ليست كلها متوائمة مع أبسط المبادئ التربوية فى تكوين الشخصية السوية. وقد آن الأوان كذلك لأن يدرك رجال الإعلام ورجال التربية معاً أنه عندما تتضارب جهودهم ووجهات نظرهم يكون لذلك أسوأ الأثر فى عقول الجماهير ووجدانهم، ويؤدى إلى تشكك الجماهير فى قيمهم ومعتقداتهم وفى انتماءاتهم. وفى النهاية تكون المحصلة شخصيات مهتزة، لا تستطيع التمييز بين الغث والثمين. إن حرية أجهزة الإعلام ضرورة من ضرورات الديمقراطية، ولكنها لا تعنى بأى حال الانفلات والتشويش، ولا ينبغي أن تؤدى إلى المزيد من تلوث البيئة التربوية للصغار والكبار. فحرية أجهزة الإعلام فى المجتمع الديمقراطي ينبغي أن تسير فى إطار الالتزام بمسئوليات محددة تجاه المجتمع. إنها حرية تمارس فقط فى إطار قيم المجتمع، ويحدد مسارها ما يراه المجتمع صالحاً ومحققاً لنمائه واستقراره.

    وأشار الدياربي (2004) إلى أن برامج التلفاز التى يتابعها شباب الإمارات ينبغي أن تهتم بتقديم برامج عن الترويح في أوقات الفراغ، والأنشطة الرياضية والاجتماعية والثقافية، لتوجيه الشباب نحو أنشطة الترويح المحببة إليه، واستثمار وقت الفراغ. مع الأخذ في الاعتبار الطاقات والقدرات الإبداعية للشباب، من أجل توفير مقومات نجاح وفاعلية التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الدولة. ومن ثم ينبغي إكساب الطلاب المهارات والمعلومات الخاصة بالأنشطة الترويحية في وقت الفراغ، وذلك من خلال تخصيص عدد من الساعات المعتمدة فى عدد من المقررات الدراسية، تتواكب مع التنمية المبكرة للميول والمهارات والهوايات لدى الشباب. ويتطلب ذلك أيضا ضرورة تفعيل أدوار وسائل الثقافة والإعلام المحلية، بحيث تولى المزيد من الاهتمام لتحقيق ربط الشباب بجذوره وحضارته، وأن تتلاءم المنظومة المعرفية الإعلامية مع المنظومة المعرفية للمجتمع. حيث يتأثر استثمار وقت الفراغ لدى الشباب كثيراً بغياب التخطيط العلمي الموجه لاستثمار وقت الفراغ، ولا سيما فى ظل اللوائح والنظم الحالية التى يقل تحديدها الواضح لأهدافها، وافتقارها إلى تنظيم واضح لمعالم الترويح في وقت الفراغ، مع افتقار النظام التعليمي الحالي إلى البرامج الخاصة بإكساب الطلاب المهارات والمعلومات لاستثمار وقت الفراغ، بالإضافة إلى الافتقار لخطة إعلامية خاصة باستثمار وقت الفراغ. كما أكدت الدراسة ضرورة الاهتمام بقطاع الشباب في العالم العربي عامة، من أجل توفير أهم مقومات نجاحه وفعاليته فى التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تتبناها الدولة، لمواكبة التغيرات والتطورات الحديثة على الساحة العالمية، لاسيما فى ظل عصر التقدم العلمي المذهل، والنهضة التكنولوجية الواسعة، وثورة الاتصالات والقنوات الفضائية وشبكات المعلومات الدولية، التى جعلتنا لا نملك الانعزال عن مجريات التحولات الثقافية والمعرفية وتأثيراتها. فقد تزايدت المطالبة فى العصر الحالي بتحقيق التوازن لمعادلة العمل ووقت الفراغ، حيث أدى التقدم العلمي والتكنولوجي إلى زيادة وقت الفراغ، وأصبح هذا الوقت يشغل مكاناً بارزاً في التطور الاجتماعي والثقافي للمجتمع، ولذا ينبغي الاهتمام بتنظيم طرق ووسائل استثمار الوقت، وتغيير نمط التفكير فى استثماره، والاستفادة منه فى تنمية المواهب الإبداعية للشباب، بما يحقق المزيد من التوازن النفسي لديهم.

    وأجرى العبد الغفور (1996، 32) دراسة تحليلية لآراء التربويين والإعلاميين حول طبيعة العلاقة بين الإعلام والتربية وسبل تدعيمها. وهدفت الدراسة إلى معرفة وتحليل آراء القائمين على التربية والإعلام حول طبيعة وأهمية العلاقة بين التربية والإعلام، وتحديد كيفية تدعيم هذه العلاقة. وتكونت عينة الدراسة من مجموعة عشوائية من التربويين، وأخرى من الإعلاميين داخل ميادين العمل, حيث تم استلام (224) استجابة من (250) استبانة تم توزيعها. وقد اشتملت الاستبانة على أربعة مجالات تمثل الأسس للإعلام التربوي وهي كالتالي: المجال الأول: المفهوم والأهداف والتخطيط، والمجال الثاني: التدريب والتأهيل، والمجال الثالث: المدرسة وحاجتها إلى الإعلام، والمجال الرابع: التلفاز والوسائل الإعلامية وحاجتها إلى التربية. وقد أشارت النتائج إلى أن هناك اتفاقا كبيرا من قبل العينة حول أهمية العلاقة ما بين الإعلام والتربية، وذلك من خلال المتوسطات المرتفعة لاستجابة أفراد العينة. ومن خلال المقارنة بين آراء الإعلاميين والتربويين اتضح أن هناك (9) بنود حققت اختلافا ذا دلالة من مجموعة 37 بندا، مما يؤكد على أن مساحة الاتفاق بين الفريقين أكبر بكثير من مساحة الاختلاف. وعلى ضوء النتائج تم التوصل إلى مجموعة من التوصيات التي من شأنها أن تدعم الإعلام التربوي في الكويت.


    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178