باتت القنوات الفضائية من المؤثرات الكبيرة التي غيرت شكل الحياة الاجتماعية، فالتليفزيون تطور عن السابق من شاشة عادية إلى شاشة إلكترونية هي الكمبيوتر والإنترنت والسينما بل وتعدت إلى الألعاب الإلكترونية بكل ما تحمله من سلبيات وإيجابيات.

اليوم مع كثرة المتغيرات المحيطة بنا باتت الوسيلة الإعلامية تشاركنا التربية، وتتدخل حتى في طريقة تربية الأبناء، وهنا لا بد من وقفة لكل وليّ أمر مع نفسه حتى يتجنب الأثر الناتج عن مشاركة هذه الوسيلة في خصوصيات حياتنا وحتى في أدق تفاصيل يومياتنا.

لقد ملك التلفاز حياتنا ففي الدول الأجنبية مثلاً يمضي الطفل سنوياً "15000" ساعة أمام التلفاز، مقابل "13500" ساعة في أحضان المدرسة، وإذا قسنا ذلك على مجتمعاتنا العربية فالأمر يحتاج إلى دراسة متأنية، كما أنّ البيوت لم تعد تحوي جهازاً واحداً إنما زادت الأجهزة الإلكترونية من تليفزيون وكمبيوتر وإنترنت وألعاب وسيجا وغيرها، وهذا يدلل أنّ التأثير التلفزيوني بات واضحاً.

في حياتنا مع أبنائنا نواجه الكثير من المتغيرات أثناء تعاملنا مع الأجهزة الإلكترونية والفضائية، حتى النصح الذي توجهه الأسرة لأطفالها لا يأتي بمردود إيجابي إذا كان بصحبة التليفزيون.
كما أنّ التعامل معهم لا يحقق التجاوب المطلوب في حالة شاهد الطفل أيّ مشهد غير لائق إذ لا بد من وجود رد مباشر من الأب أو الأم لدى جلوس الأطفال أمام الجهاز، وهنا لا بد من الابتعاد عن المحيط الإعلامي قليلاً ليكون أثر الوالدين أكثر وضوحاً وتأثيراً.

فالأم هي المدرسة الأولى لأبنائها تليها المدرسة ثم المؤثرات الإعلامية والمحيطة بالصغار، لذلك أنصح أطفالي بتجنب الشاشات الفضائية عندما نجلس لحوار أسري، بعيداً عن المشتتات التي لا طائل منها سوى تعليم الصغار سلوكيات غير مرغوبة.

كما أنّ الجلوس مع الأطفال في أجواء أسرية على مائدة الطعام أو في رحلة ترفيهية، يبعث على الحميمية ودفء العلاقات التي لا يشعر بها الصغار بصحبة الأجهزة المرئية، فهي تعلمهم السلوكيات العدوانية، والشعور بالانعزال، وفقدان الثقة، والابتعاد عن صحبة أقرانهم ، وتبعدهم عن معايشة الواقع على طبيعته.

وهنا يأتي دور الوالدين في تعريف الصغار بدور الأجهزة المرئية في حياتهم، وأنها لا تأخذ أكثر من مساحتها المخصصة لها، في حين أنه علينا أن نفسح المجال من الوقت والجهد والتركيز على مؤثرات البيئة المحيطة من حولنا مثل التنزه والخروج مع الأصدقاء ورفقة الأقارب، فهذا يزيد من التقارب الإيجابي بشكل يؤثر على التقارب السلبي بين الأبناء وثورة التكنولوجيا.

المصدر : http://www.al-sharq.com