تتزايد مشكلات البيئة وما يرتبط بها من مخاطر تؤثر على صحة الإنسان وحياته، وبإجراء دراسة استطلاعيه لفئات مختلفة من الأفراد والتلاميذ لتعرف تصوراتهم تجاه بعض المخاطر البيئية، أسفرت عملية المقابلة عن عدم إدراك كثير منهم للعديد من المخاطر، أو أنها لا تمثل خطراً في الأساس.

ومن المهم أن نشير إلى ضرورة الاهتمام بالشق الوقائي الذي يغيب عن المناهج المدرسية الحالية – وفق ما اتفقت عليه نتائج دراسات سابقة عديدة، أن المناهج بوضعها الراهن تفتقر إلى المضامين البيئية، كما أنها تركز على الحقائق العلمية المجردة دون ربطها بالواقع المحلى ومشكلاته البيئية- ومن هنا نؤكد على أن الاهتمام بالشق الوقائي قد يكون السبيل لتلافي العديد من المخاطر والأمراض. ومع التسليم بأن الوعي بالمخاطر البيئية Awareness of Environmental Risk (AER) مسئولية مشتركة بين المدرسة والمؤسسات الأخرى في المجتمع، وباعتبار أن تنمية ذلك الوعي للأفراد والجماعات يمثل خطوة محورية لازمة للحصول على معلومات اكثر عمقاً عن المشكلات البيئية وما تسببه من مخاطر وأضرار؛ فإن مناهج العلوم تتعاظم مسئوليتها في القيام بدور اكثر فعالية في تحقيق ذلك الوعي من منطلق ارتباط دراسة العلوم بكثير من القضايا البيئية وما حظيت به مؤخراً تلك القضايا من اهتمام واسع. كل هذا يفرض علي مناهج العلوم أن تركز اهتمام الطلاب على تلك القضايا التي أصبحت شديدة التأثير على حياة الإنسان والإخلال باتزان البيئة وتهديد مكوناتها وعناصرها. ومن ثم فقد استهدفت الدراسة الحالية تعرف مدى وعى الأفراد من بعض فئات المجتمع بالمخاطر البيئية كذلك تعرف الدور الذي تقوم به مناهج العلوم بمرحلة التعليم الإعدادي باعتبارها مرحلة حيوية في الإعداد للمواطنة، وهل تتناول تلك المخاطر في محتوياتها المنهجية؟وتحددت المشكلة في التساؤل الرئيس التالي:"ما مدى الوعي بالمخاطر البيئية لدى بعض فئات المجتمع وتلاميذ مرحلة التعليم الإعدادي ومدى تناول كتب العلوم لتلك المخاطر ؟ "وقد اعد الباحثان قائمة بالمخاطر البيئية الأكثر شيوعا في المجتمع المصري والناتجة عن تصرفات الأفراد في مواقف الحياة اليومية، وتم بناء مقياسان للوعي بالمخاطر البيئية أحدهما لفئات مختلفة من المجتمع والثاني لتلاميذ المرحلة الإعدادية كما تم إعداد أداة لتحليل كتب العلوم بالمرحلة الإعدادية لتعرف مدي تناولها للمخاطر البيئية ، وطبق المقياس الأول علي عينة قوامها (150) فرد من الفئات المختلفة من المجتمع ذوي مستويات تعليمية مختلفة ( عليا ومتوسطة ودون المتوسط) وطبق المقياس الثاني علي مجموعة من التلاميذ قوامها (326) تلميذ وتلميذة بالصفين الأول والثالث الإعدادي لتعرف الدور الذي يحدثه محتوى مناهج العلوم في تلك المرحلة لتحقيق الوعي بتلك المخاطر.أسفرت النتائج عن تدني مستوي الوعي بالمخاطر البيئية لدي فئات المجتمع المختلفة وعدم وجود فروق بينهم باختلاف مستوياتهم التعليمية، وكذلك لدي التلاميذ بشكل عام وعدم وجود فروق بين تلاميذ الصف الثالث والصف الأول ،كما أوضحت نتائج تحليل كتب العلوم إلى ضعف تأكيد كتب العلوم علي تلك المخاطر وإن جاء كتاب العلوم بالصف الأول أكثرهم تناول، مما دعا إلى اقتراح تصور لتضمين المخاطر البيئية في محتوى كتب العلوم بالمرحلة.واختتمت الدراسة بتقديم توصيات تتعلق بدور وسائل الإعلام المختلفة ومناهج العلوم في تنمية الوعي بالمخاطر البيئية.