اهتم ولاة الأمر في هذه البلاد ابتداء" من خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ورعاه ـ ووزير التربية والتعليم صاحب السمو الأمير/ فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود ، وأيضا" القيادات التربوية المخلصة ، في كل مامن شأنه رفعة التعليم وأهله من خلال : التخصيص المالي ، من ميزانية الدولة لهذه الوزارة, وأيضا" حرصهم على توفير جميع الوسائل والإمكانيات المتاحة لعملية التعليم .
وإذا أردنا في البداية أن نشير إلى الجودة ومفهومها بشكل عام ، فإن دلالة الجودة تتضح من لفظها ، فهي الإتقان والتحسين المستمر، للوصول إلى التميز في مجالات الحياة .
أما عن علاقة الجودة بالتعليم ؛ فهما متلازمان مع بعضهما ؛ لأن التربية والتعليم :قرارات تتمثل بالأعمال من خلال الوسائل المادية والبشرية المتاحة ،واستغلالها الاستغلال الأمثل ، في تكوين الفكر وبناءه من بنيته التحتية في مراحله الأولى والمتوسطة والثانوية ، وإعداده الإعداد الجيد لخدمة هذا المجتمع .
والعمل كما ذكر الرسول الكريم يحتاج إلى إتقان وابتكار وتحسين ، كما قال عليه السلام (إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا" أن يتقنه) وأيضا" ما نلاحظه من اهتمام الدول المتقدمة في العصر الحديث ،وتبني الجودة رسميا" بوضع الجوائز العالمية ،وحرصهم على أن تكون أهمية الجودة في العمل لا تقل عن أهمية الجهة العاملة ،أو المخولة للإنتاج الفكري ، أو السلوكي في التعليم .
فيجب أن يكون هناك ،جودة" في المنظمة التعليمية ، وكوادر مؤهلة إضافة" إلى المعايير الحديثة للجودة ، والانطلاق من خلالها.
فعندما نتأمل وجود العناصر الأساسية للجودة في التعليم ، وهم القيادات والمربين الأكفاء، والمنتج ، وهم أبنائنا
الطلاب ، ندرك أهمية الرقي في التخطيط ، لاستغلال هذه العناصر و مزجها ؛ لتصبح وسيلة" مساعده ،
مع الوسائل الأساسية في التعليم .
وتعتبرا لدورات التدريبية للطلاب وسيلة من الوسائل النافعة لهذا المنتج ،
الذي هو محور العملية التعليمية وركيزتها ، ويحتاج مع القواعد الأساسية في التعليم إلى إثرائه بالدورات التدريبية الهامة والحديثة؛ لأجل صياغة الفكر الإيجابي لديهم وتزويدهم بالمهارات الحياتية التي تأهلهم إلى إدارة شؤونهم بأنفسهم .
إن هذا النتاج ، نحتاج إليه وهو يخرج للمجتمع بكل إبداعاته وعلمه وتميزه ، حتى يرتقي المجتمع وينتشر الوعي إلى كل ما هو جديد ونافع ،في بناء الأمة وتماسكها ، ورقي أفكارها.
فلماذا لا يكون هناك دورات تدريبية في المرحلة الثانوية ؟
ويتبنى هذه الدورات مركز التدريب التربوي بالتعاون والتنسيق مع إدارة كل ثانوية ، حسب إمكانياتها وظروفها.
وتكون الدورات على فترات متباعدة ، طوال الفصل الدراسي الواحد ، وألا يتجاوز عدد طلابها الملتحقين في هذا المشروع التدريبي خمسين طالبا" في الفصل الدراسي ، ويكون الزمن المقرر لكل دورة ساعتين أو ثلاث ، تتخللها ورش العمل التدريبية والعصف الذهني للأفكار المتدربة .
ومن المهم أيضا" أن يكون التركيز والاعتماد على اختيار الدورات الهامة ، والحديثة، التي تبني الفكر والسلوك .
مثل : إقامة دورة تعميق بعض المفاهيم الإسلامية الصحيحة وأثرها على نجاح الإنسان في الدنيا والآخرة، ودورة في : آخرالابتكارات والإبداعات النافعة عالميا"، لأقرانهم في جميع دول العالم ، وأيضا" دورة: التفكير الايجابي ، ودورة :أهمية مقابلة الإساءة بالإحسان ، ودورة : دينامكية المجموعة ، وغيرها من الدورات التي تنير الفكر، وتساهم في صنع القرار.
عند إثراء الطالب بمثل هذه الدورات المتكاملة ، مع مقرراته التعليمية والتربوية ؛ سوف يخرج للمجتمع منتج ذا جودة عالية ، يصل بأمته إلى التطور والإبداع.