موقوف
- معدل تقييم المستوى
- 0
المعلم والمسؤولية
أنت تكون معلما يعني انك تحمل مسؤولية كبرى وخاصة انك تبني أجيال لاحقا ستكون سورا منيعا يطوق الوطن ويقوي ساعده ويقف في وجه أعدائه مهما كانت أوجههم
ولا شك أن رسالة المعلم رسالة سامية جدا وتتطلب أن يشعر المعلم انه رجل مسئول عن رسالته وبالتالي الشعور بالمسؤولية يدفعه لبذل جهود مضاعفة والعطاء أكثر مما يستطيع
ولكن هناك قسم من المعلمين لا يشعرون بمسؤوليتهم ولا يدركون خطورة مهمتهم ودورها الكبير في صناعة النسيج الاجتماعي الذي سيمثل لاحقا صورة للوطن ككل وهنا تكمن المشكلة , فعندما يتخلى المدرس عن مسؤولياته أو بالأحرى لا يشعر بها لا يمكن له أن يربي الأجيال , لا يمكن له أن يكون معلم مفيدا للطلاب ولن يكون في مقدرته أن يقدم علما ومعرفة على مستوى عالي للطلاب وهذا الأمر كإرثي على الطلاب ومستقبلهم
بينما إن وجدنا أن المعلم يشعر بمسؤولية عالية فسنجد انه أكثر قدرة على الإنتاج وأكثر فائدة للطلاب وستجد من يتعلم على يديه متمتع بعلم وثقافة على مستوى جيد
ولكن لماذا لا يشعر المعلم بالمسؤولية ؟؟؟
هناك أمور عدة تدفع بالمعلم للتخلي عن مسؤوليته أو تجعله لا يشعر بها أو يكترث لها وغير راغب بان يفكر بها حتى ومن أهم تلك الأمور :
1- عدم تمتع المدرس بالوعي التربوي العالي الذي يوجهه نحو العطاء أكثر لان هذا الوعي قادر على أن يعي خطورة الوضع في حال حصل هناك تهاون تربوي وتعليم من قبل المعلم تجاه الطلاب
2- معاناة المعلم من مشاكل خاصة كثيرة أثرت على عمله وعلى نفسيته وجعلته غير رغبا بان يؤدي أعماله كما يجب وبالأحرى كثرة الضغوطات الحياتية تجعل الإنسان عصبي غير متزن تفكيريا أو عصبيا وبالتالي يعيش حالة عدم استقرار وهذه الحالة لا يمكن لها أن تثمر
3- اعتبار المعلم أن مهنة تأدية واجب وحسب فهو يذهب كل يوم لعمله يتلو على الطلاب الدروس المقررة ويسجل حضوره وأخر همه فائدة الطلاب وتطورهم التعليمي والفكري والتربوي
4- مساواة الجهد بالمردود المالي لمهنة المعلم فالبعض قد يقول الأجر الذي أتقاضاه لا يستحق مجهودا اكبر نعم هناك ضعف في الرواتب ولكن هذا لا يعني أن لا ندرس بضمير ومسؤولية ويجب أن يعلم كل مدرس انه مما تقاضى أجرا على عمله لا يمكن أن يتساوى مع ما يقدمه فدوما عطاء المعلم الحقيقي لا يمكن أن يقاس بالمال بل اكبر بكثير من أن يقاس بالمال
أيها المعلمون
ذات يوم ستسألون عن عملكم هذا وعن علمكم هذا وماذا فعلتم به وما أجمل أن يكون المعلم قد سخر علمه ومعرفته ووقته لخدمة البشرية ولصناعة الإنسان وبناء مستقبل واعد للوطن
بين أيديهم ثروة بشرية فيها كنوز ثمينة يعلوها الغبار وعليكم أن تستخرجوا تلك الكنوز وتلمعوا صورتها الحقيقية وتقدموها للوطن ليزداد قوة بهم وليرتقي بعلمهم وثقافتها إلى أن يصل إلى الاكتفاء الذاتي البشري من الخبرات والعلوم
وان تشعروا بمسؤوليتكم تجاه الطلاب والمجتمع والوطن يعني أنكم الأقدر على خدمة الوطن الذي يستحق منا الكثير والكثير من العمل
المفضلات