أولا: الفرق التربوي بين الحب والدلال:
الحب أساس تربوي لنمو طفلك في كافة مراحل حياته العمرية؛ فالطفل عندما ينجز يضاعف إنجازه بمحبة والديه، وعندما يخطأ يصحح خطأه بمحبة والديه، وحقيقة الحب في جوهرها فطرية من الوالدين تجاه طفلهما ومن الطفل نحو والديه، وهذا الحب محافظ عليه مهما زادت ضغوطات الوالدين، أو تضاعفت مشاحناتها.
والحب يعني أن تكرمي طفلك وتلبي احتياجاته من مأكل ومشرب واحتياجات الشعور بالأمان والرضا، والاهتمام بأهم الأساليب التربوية التي تنمي جوانب شخصيته وهو أسلوب التعلم باللعب وأسلوب التربية باللعب؛ فاللعب مجموعة من المشاعر المتوادة، واللعب قائم أساسا على سيكولوجية الحب لذلك يعشقه الأطفال.
أما الدلال فيختلف اختلافا كليا عن الحب؛ فالحب بصيرته متفتحة أما الدلال فمعميـ وأقصد هنا أن الوالدين تصاب بصيرتهما بالعماء عندما يدللان طفلهما دلالا زائدا لأن الدلال لا يصحح خطأ الطفل بل ينميه، وأسلوب الدلال لا يتعلم خلاله الطفل القيم الإيجابية؛ لأن تعلمها يحتاج إلى الحزم وهذا غير موجود في الدلال.


ثانيا: الاختلاف ما بين أسلوب الحزم وأسلوب القسوة:
أما أسلوب الحزم وأسلوب القسوة فهما متباعدان كليا؛ فالحزم شريك للحب لأن الوالدين اللذين يحبان طفلهما حريصان على مصلحته الإيجابية، فيستخدمان الحزم في وقته المناسب؛ لأن هناك مواقف تربوية تحتاج للحزم، فعلى سبيل المثال عندما يعشق طفلك التلفاز ويلتصق به ساعات فعليك أن تكوني حازمة في تحديد وقت المشاهدة.. أيضا عندما يسرف طفلك في أكل الشيكولاتة والشيبس عليك أن تكوني حازمة في تحديد الطعام الصحي له وكمياته المحددة.
أما القسوة فهي ما لا ندعو إلية تربويا؛ فالقسوة تنتج شخصيات مضطربة عنيدة تتخذ أساليب العنف لتحقق ما تريد ولتعبر عما تريد، والقسوة تعني تسلط الوالدين أو أحدهما على الطفل فيحرمانه من حبهما وعطفهما، ويمنعان عنه كل ما يحتاج، ويعاملانه بأسلوب العنف والحرمان في كافة شئونه فينشأ شخصية مترددة متضعدعة خائفة دوما تمارس العنف لتثبت القوة المفقودة لديها.

ثالثا: نقاط تربوية هامة تساعد نحو تربية إيجابية:
لنصمم خطة تربوية سليمة للتعامل مع أطفالنا، فعلينا أولا أن نكتشف سماتهم، ونقرأ عن خصائص مراحلهم العمرية، ونتزود بالمعرفة للتعامل معهم وتطوير قدراتهم وهذا أساس للتربية الإيجابية نحو شخصية ناجحة.
وفيما يلي سأتناول أهم النقاط التربوية التي يجب أن نراعيها من أجل تربية إيجابية وشخصية ناجحة:
1. عليك تنظيم حياتك الأسرية، وتحديد الدور الأسري بشكل سليم، أي أن الأب شريكك في الأسرة وله دور تربوي عليه ممارسته، وأن لا يقتصر دوره على العمل خارج المنزل فقط.
2. الأسرة المنظمة تنتج شخصيات واعية فيجب أن تخططي لأسرتك وتنظمي حياتها في سلوكيات إيجابية كساعات الدراسة، وساعة النوم والاستيقاظ، وحل الفروض المدرسية، وتناول الطعام، وقضاء عطلة نهاية الأسبوع، والزيارات الاجتماعية، وتنظيم العمل داخل المنزل.
3. عليك إشراك طفلك في الحياة الأسرية في اختيار ملابسه ونوع طعامه وأثاث غرفته، وزيارة بعض الأصدقاء، والاطمئنان على الجيران، واختيار ألعابه والمحافظة عليها وعلى نظافة غرفته، كذلك أشركيه بدور في المنزل كرعاية نبتة صغيرة، أو الحفاظ على أخيه الأصغر منه سنا.
4. عليك توفير أساليب تربوية مختلفة لاكتشاف شخصية طفلك وتطوير قدراته كبديل أيضا عن التلفاز والذي يعمل على إفساد شخصية طفلك إذا زادت مدة مشاهدته له أكثر من الوقت العادي والذي لا يتجاوز الساعة الزمنية على فترات متقطعة.
5. زودي بيتك بقصاصات الورق ورسومات الورود والحيوانات والطيور ومجموعة من الألوان، بالإضافة لبعض الدمى والعرائس والتي تساعد طفلك على تنمية الجانب الروحي والأخلاقي، وترتقي بذوقه نحو الأفضل.
6. ساعدي طفلك على ممارسة التمرينات الرياضية باستمرار، وشاركيه ذلك في المنزل؛ فهذا سيساعده على التخلص من طاقته الزائدة، ويستثمر قدراته وطاقته المفرطة نحو الإيجاب بدل من توجيهها نحو السلب.
7. ابتعدي عن الغضب؛ فالغضب يغلق منافس الروح والعقل، وتجعل كل ما هو إيجابي سلبيا، فلو أخطأ طفلك فحاولي ضبط النفس، وعالجي خطأه بهدوء وحكمة، واجعليه يتعلم من خطئه حتى لا يكرره؛ فالطفل الذي يخطئ ويتعلم من خطئه في ظل أم متفهمة وأب واعٍ أفضل بكثير من طفل يخطئ فيتخبط في خطئه لعصبية والديه وغضبهما، وهنا سيتعلم البلادة ويصبح بلا شعور.
8. حافظي على تراث القصة الليلية لطفلك، أي قصي عليه قصة كل مساء ألفيها من عقلك تعالج ما يدور في يومه وتعلمه بالشجاعة، وتنمي لديه الأخلاق والقيم، وتساعده نحو الأفضل، فأكثر ما يعلق في ذهن الطفل ما يحكى له قبل النوم خاصة بحنان الأم وعطف مشاعرها فهي تحكي بصوت حنون وتمسح على الرأس بيد حانية فيتشبع الطفل إيجابية، وينتج ما هو أفضل.