عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 33
أدوار المعلم
أدوار المعلم
إعداد المشرف التربوي بمركز إشراف شمال جدة
محمد أحمد القرشي
المرجع : كتاب المعلم ... والمناهج ... وطرق التدريس
1- ترغيب المعلم طلابه في التعليم :
أن يـحبب المعلم طلابه ويرغبهم في العـلم وفي السعي إلى اكتسابه ، وبمرور الوقت تزداد المعـارف وتتراكم بتزايد آلاف الكتب والنشرات والمجلات العلمية والجرائد وغيرها . ولو أن المعلم نـجح في أن يؤصِّل عادة حب اكتساب المعرفة لدى طلابه فلن يتوقف نموهم عند حد ، وإلا اصبحوا جاهلين بما يجري حولهم كل يوم وبما يستجد في كل مجال .
2- دوره كمثل أعلى لطلابه :
المعلم الذي يـحث طلابه على الصلاة وهو في نفس الوقت لا يؤديها ، أو يتكاسل عنها ، يسيء إلى العملية التربوية وإلى المدرسة ، والمعلم الذي يحث طلابه على أهمية الالتزام بالمواعيد وأهمية الوفاء بـها ، ثم يحضر إلى دروسه متأخراً يمحو بتصرف واحد عشرات الأقوال التي صبها في آذانـهم .
3- دور المعلم والشورى :
إن المعلم عندما يضرب لطلابه الأمثلة الواقعية من تراثنا الإسلامي العتيد مبتدئا برسول الله صلى الله عليه وسلم كمثل أعلى في أخذ رأي أصحابه الكرام رضوان الله عليهم تطبيقاً وتنفيذاً لتعاليم القرآن الكريم ( وشاورهم في الأمر ) عندما يفعل المعلم ذلك ويقرنـه بتنفيذه هو بنفسه حيث يفتح الباب لطلابه كي يعبروا عن أنفسهم ، إنما يرسخ هذا المبدأ في نفوسهم و يدعم قيمته لديهم .
4- دور المعلم المتجدد كل يوم :
إن المعلم يواجه في كل يوم من أيام عمله تـحدياً جديداً يتمثل في حماس الشباب الذين يحيطونه بأفكار جديدة وأسئلة متنوعة ، و المعلم هنا مطالب بأن يكون متجدد الحيوية متجدد النشاط ، كما ينبغي أن يكون حاضر الذهن سريع البديهة مستعداً للمفاجآت . إن كل يوم .. وكل درس .. جديد في ذاته .. وفي خبراته التي يـخرج بـها التلاميذ … و كذا المعلم نفسه ، ينبغي أن يكون متجدداً نشيطاً غير جامد ولا متحجر .
5- المعلم ودوره في تقريب الطلاب إلى واقع المجتمع وثقافته :
إن الطلاب الذين يقرؤون الكثير من الكتابات التي لا يراعي أصحابها عقول الناشئة ، أو الذين قد لا يلتزمون بأصول التربية السليمة وأهدافها ، ومن هنا قد تسيء هذه الكتابات إلى الشباب الصغار أكثر من أن تفيدهم ، ويصبح واجب المعلم هنا هو أن يعمل على الأخذ بيد طلابه نحو برِّ الأمان فيما يقرؤون .
6- دور المعلم كحافظ للنظام :
إن دور المعلم أن يغرس عادة حب النظـام في نفوس الطلاب ، وأن يؤصلها في سلوكهم كعادة تبقى معهم ما امتد بـهم العمر ، يتصرفون على أساسها بوحي من تربيتهم وضمائرهم ، لا بسبب أن هناك حارساً يراقبهم ، إن تربية الضمير الحي لدى أفراد المجتمع هي من أهم الأدوار التي يقوم بـها المعلم ، فهو القادر على أن يغرس في نفوس طلابه الإحساس بالمسئولية تجاه المجتمع و قِيَمِهِ التي ارتضـاها لنفسه بـحيث يـحاسب كلٌ منهم نفسه بنفسه إن هو أخطأ في حق الجماعة ، و أن يعيد إلى هذه الجماعة ما قد يصله من مكاسب بطريق الخطأ .
7- دور المعلم كدائرة معارف متحركة :
إن كثيرين من الطلاب في تصورهم أن المعلم يعرف كل شيء،و أنه يمتلك القدرة على تحليل جميع الأمور ، كما أنه يجد الحل لجميع المشكلات ، فهو مصدر معرفي لا ينضب . هكذا يتصور الكثيرون من الطلاب ، ولكنهم يفاجئون بأن بعض المعلمين لا يستطيعون أن يـخرجوا أنفسهم عن دائرة المادة الدراسية ، و قد يرفض الإجابة على أسئلتهم كلها أو بعضها . إن المعلم يجب أن يكون ملماً بأطراف القضايا التي تشغل بال مجتمعه ، و أن يكون واعيـاً لأسباب الأحداث و دوافعها عالماً بتفاعلاتـها متفهماً لأسئلة طلابه و استفساراتـهم عنها . لقد ثبت أن المعلم الذي يمتلك هذه القدرة يستطيع أن يزيل الكثير من علامات الاستفهام من أذهان طلابه .
8- المعلم و فهم الدور الذي يقوم به :
إن المعلم ليس مجرد (( عالم )) يعرف جانباً من العلم يحاول أن يمنحه لطلابه .. إنه أكثر من ذلك .. إذ أنه بجانب تمكنه من العلم لا بد و أن يمتلك من مهارات التدريس و التدريب ما يمكنه من توصيل ذلك العلم إلى طلابه ، لذا يجب أن يتمكن من أن يكون لديه مجموعة من الأهداف التربوية التـامة الوضوح في ذهنه ، وأن يكون لديه قدر طيب من العلم عن كيفية اكتساب الآخرين للمعرفة ، وأن يضع لنفسه برنامجاً محدداً كي يوصل هذا العلم إلى طلابه .
9- المعلم كوسيط تعليمي :
إن المعلم عندما يقوم بالشرح و التوضيح لطلابه داخل حجرة الدراسة إنما يقوم بعملية مزدوجة ، فهو أولاً قد استوعب ما طلب منه أن يدرسه ، ثم بعد ذلك يـحاول أن يضع هذا القدر من المعارف والمعلومات في أسلوب أو صورة تتمشى مع عقول الطلاب الذين يتعامل معهم ، وهذا هو دوره (( كوسيط تعليمي )) .والمعلم يضيف من ذاته ما يجعل المادة العلمية مناسبة للمستوى الذي يدرس له .
10- المعلم كمساعد و ميسر لعملية نمو الطلاب :
إن التلميذ قد يمكث في مدرسته أكثر مما يمكث في منزله ، وقد يراه المعلم أكثر مما يراه والده ، وبالتالي فإن المعلم يلحظ النمو الذي يحدث له والتغير الذي يمر فيه . إن هذا النمو الذي يمر به الطالب ينقسم إلى نمو جسمي وعقلي وانفعالي ، ولن يقدر على فهم ذلك النمو وما يصاحبه من مشكلات إلا المعلم بحكم إعداده ، ومن هنا فإنه ـ أي المعلم ـ يستطيع أن يساعد طلابه على التكيف وعلى التوافق مع ما يعتريهم من تغيرات في جميع النواحي .
11- المعلم كوالد للطلاب و قاضٍ بينهم :
مهمة المعلم أن يكون والداً للجميع ، لا يـحابي طالباً على حساب طالب آخر ، وأن يكون قاضيـاً عادلاً يستمع لأطراف النزاع والخلاف داخل الفصل ، وفي نفس الوقت ينـأى بنفسه عن أن يكون طرفاً فيها، وبهذا يلجأ إليه الضعيف يطلب الأمان ، ويهابه المعتدي فيرتدع ويعود إلى الصواب. و لعلنا نضيف إلى دور المعلم كناصح أمين وكموجه مستنير للطلاب عليه أن يحل ما يعترضهم من مشكلات أو يساعدهم على حلها ويريهم كيفية مواجهتها والتغلب عليها داخل الفصل قبل أن يتركهم يذهبون إلى الأخصائي الاجتماعي أو إلى مدير المدرسة ، إذ أنه هو بحكم وظيفته و مسئولياته ألصق بهم من أي مسئول آخر في المدرسة .
12- المعلم كموجه للعملية التعليمية :
من المفترض في المعلم أنه يعرف كيف يـجد المدخل السليم إلى الدرس الجديد وكيف يربطه بما سبقه ، كما يفترض فيه أن يكون حساساً للنقاط الصعبة بالنسبة للطلاب ، والتي تـحتاج إلى تركيز معين في الشرح أو إلى إعادة أو توضيح . يضاف إلى ذلك فهمه لطبيعة الطلاب الذين يتعامل معهم . إن دور المعلم هنا في التعامل مع أطراف المعادلة .. الأقوياء .. والضعفاء .. دور خطير . إنه إن ترك الضعيف لضعفه فإنه قد يزداد ضعفاً على ضعف ، وقد يفقد ثقته بالتعليم كله فينسحب منه تماماً و يخسره المجتمع كعضو كان يمكن أن يكون نافعاً ، كذلك فإنه إذا لم يـولي القوي شيئاً من العناية المركزة و التوجيه السليم قد يقتل فيه روح الطموح والإبداع فيضيع وسط التيار العادي من الطلاب فتخسر الأمة بذلك فرداً كان من الممكن أن يصبح عالماً أو عبقرياً أو مخترعاً .
13- المعلم و ثقة الطلاب فيه :
لا شك إن الثقـة بين الوالد وأبنائه عظيمة ، ولكن هناك من الأمور ما لا يستطيع الابن أن يبوح بـهـا أمام والده ، وهنـاك من المشكلات النفسية التي تعترض حياة الشباب خاصةً في مرحلة المراهقة ما لا يستطيعون الحديث فيه مع أولياء أمورهم ، والمعلم بحكم خبرته وإعداده أقدر الناس على التعامل مع مشكلات هؤلاء الشباب ، إنّ أهم شيء هنا هو أن يكون المعلم قادراً على اكتساب ثقة طلابه ، ولن يحدث هذا إلا من خلال الممارسة الفعلية ، والتي يتبـين الطلاب أثناءها أنه لن يهزأ بهم أو بمشاعرهم ، وأنه لن يفشي أسرارهم لأي إنسان ، وأن جهده سوف ينصرف لمساعدتهم حتى يعبروا تلك المشكلات بسلام .
14- دور المعلم في الحزم و الحسم :
إن الطلاب جميعاً يكونون عيوناً مفتوحة وآذان صاغية لكل صغيرة و كبيرة تصدر من المعلم ، وعندما يتردد المعلم في تصرفاته أو عندما لا يحسم أمورهم تهز شخصيته أمامهم ويسوء تعاملهم معه . والمعلم الحاسم هو الذي يجعل صورته الحازمة واضحة أمام طلابه منذ اللقاء الأول لـه معهم ، فعندما يؤمن بقاعدة معينة في التعـامل فإنه يفرضها على طلابه ، وعندما يفرض على طلابه واجباً لا يتنازل عنه ولا يسمح لعدد من الطلاب بأن يهملوا فيه . إن هذا الوضع يجعل الفصل غير قابل للذبذبة أو الاهتزاز ، كما أن كل طالب من هذا الفصل يعمل ألف حساب لهذا المعلم .
15- المعلم و دوره في ترسيخ قيم المجتمع :
إن التربية المقصودة التي تقوم بها المدرسة بأعضائها غير نابعة من فراغ ، إنها لا شك تنبع من المجتمع الذي انشأ المدرسة وأنفق عليها وأعد لها المعلمين والكتب والمناهج . إن المعلم .. أي معلم .. مطالب بأن يرعى هذه القيم لأن المجتمع قد جعله مؤتمناً عليها ،وغرس قيم المجتمع في مرحلة الدراسة جزء أساسي من بناء شخصيات مواطني المستقبل ، وإذا كانت بعض وسائط التربية الأخرى في المجتمع لا تراعي جانب القيم الإسلامية فإن المدرسة بمعلمها الجيد تستطيع أن تصلح هذا الخطأ،أو على الأقل تقف في وجه التيار المنحرف .
إن الشباب الصغار قد تغريـهم بعض المظاهر الخادعة أو الكاذبة التي يرونـها أو يعايشونـها سواء عند سفرهم للخارج ، أو عند احتكاكهم بشباب آخرين من بيئات مختلفة ، أو من خلال مشاهداتهم لبعض الأفلام التلفزيونية غير المسئولة ، وهذا الإغراء قد يهز جانب القيم الإسلامية الأصيلة فيهم ، ودور المعلم هنا جد خطير .
المفضلات