يظل التعليم هو المنطلق الرئيس نحو النهضة في شتئ مناحيها، و المتأمل للواقع التعليمي في كثير من الدول النامية يجده يترنح بين إخفاقات واضحة ومواهب شاذة وبين جدية مفرطة وبين فك للحبل على الغارب، و بين طالب يحفظ فقط وآخر يفكر بعين البصر والبصيرة، والإشكالية في حدوث مثل ذلك قد يعود إلى كم هائل من المبررات في مقدمتها عدم توافر الإداري الجيد المعد والمدرب، وضعف التأهيل العلمي والتربوي لكثير من المعلمين فدخول حصة مفاجئة عند أحدهم يكشف لك حجم الضعف وتقليدية التدريس، وفي المقابل تجد متعلم لم يحظى بتنشئة أسرية ومجتمعية منظمة وواعية تجعله يدرك قيمة ما يتعلم، ولقد تفوق التعليم البيتي في أمريكا وأستراليا واليابان على التعليم المؤسسي على الرغم من جودة الإمكانات هناك ، إن كثير من مدارسنا قد تبدو لك من الخارج بأنها قصور ذات أبراج فالمباني راقية والجدران مزينة بعبارات الترحيب و القيم الجيدة لكنها من الداخل جوفاء؛ فلا تجهيزات ولا تقنيات ولا مختبرات لغوية وعلمية ولا معلمين يدركون حجم المسؤولية والأمانة؛ والنتيجة مخرج تعليمي لا يفهم معنى الحياة ولا يدرك آلية توظيف العلم بما يخدم دينه وأمته وطنه ، إن الحاجة تبدو ملحة للقيام بمشاريع عملية تطويرية شاملة لكافة عناصر العملية التعليمية وبما يقودها إلى تحقق الأهداف التعليمية المنشودة وتتكامل مع المؤسسات الاجتماعية بفاعلية وإيجابية؛ فليس عيبا أن نتطور بعد ضعف لكن العيب أن نظل ننشد التطوير نظريا لا عمليا.