إعداد: أميمة العيسى لكل شتلة نبات شروط للنمو والإثمار من توافر تربة صالحة وجو خارجي مناسب وغير ذلك. والنبوغ والإبداع والتميز لدى الطفل كهذه الشتلة تمامًا, فهي تتطلب أسرة تعرف فنون التغذية الفكرية، وتتقن طرق التقوية البدنية، وهذه هي التربة الصالحة التي تثمر طفلاً متفوقًا ومبدعًا. ولكي تتعرف ـ عزيزي المربي ـ على البيئة التي تنبت هؤلاء الأطفال تجول معنا في الصفحات التالية. الأسر التي تستقبل الأطفال .. فكرة جيدة أو سيئة!! الرعاية الأسرية قد تكون جيدة وقد تكون سيئة، فتلك أم لديها طفل أو عدة أطفال وتحتاج إلى كسب العيش عن طريق رعاية أطفال آخرين! قد يكون هذا العمل غير رسمي وغير حاصل على موافقة الدولة وتعتمد في زبائنها على المعارف والجيران فقط ومن الناحية النظرية يمكن أن تقدم هذه الأم نظامًا تعليميًا بالإضافة إلى مشاعر الحب، كالذي يجده في بيته، تفهم جيدًا أفكار التعليم المبكر، ولكن قد تقوم هذه الأم بتركهم أمام التلفزيون بينما هي تقوم بأعمال المنزل أو ترعى الأطفال الآخرين! يجب على هذه الأم ألا ترعى أكثر من 6 أطفال بما فيهم طفلها، إلا إذا كان لديها شخص يساعدها طول الوقت! ويقل العدد إذا كانت ترعى أطفالاً رضعًا, فإذا قررت إرسال طفلك إلى هذه الأماكن، فلابد من زيارتها أكثر من مرة للاطمئنان على إجراءات الأمان التي يلقاها الطفل بالإضافة إلى التعليم والحب! فليس من السهل أن تجد بديلاً لرعاية الأم, ولكن ملايين من الأمهات والآباء يلجئون لذلك، وتشير الدراسات إلى أنه حتى الأطفال الرضع يرتبطون بشكل واضح بوالديهم، ولو قضوا ساعات طويلة مع أشخاص آخرين! ولكن التنمية العقلية لابد لها من ظروف مثالية! فإذا أرسلت طفلك إلى مركز رعاية نهاري، فلابد أن تقضي بعض الوقت لتنمية قدراته العقلية! صفات الأسر التي أنجبت مشاهير القرن العشرين: وقد لاحظ كل من Victor و Mildred Coerteel عن دراسة خلفيات الأسر التي أنجبت مشاهير القرن العشرين بما في ذلك الممارسات التربوية، أن هذه الأسر لديها صفات: الشغف وحب المعرفة والبحث والتجريب وتوافر الدافع نحو الاستمرار والتعلم والاجتهاد والانخراط في مختلف الأنشطة والاهتمام بالأفكار المبدعة! والنظام القيمي للأسرة له الأثر القوي على هؤلاء الأطفال أكثر من المدرسة أو المدرسين، ويستطيع الوالدان بناء الشخصية والأهداف والمواهب وإثارة الاهتمام بالتعلم في نفس الطفل! صفات الأسر التي أنجب أطفالاً موهوبين: وقد وجد الباحثون الذين درسوا الأطفال الموهوبين ـ أن الآباء الذين يضعون مستويات تميز عالية لأطفالهم وينمون قدراتهم وإنجازاتهم ـ يثمر ذلك في استجابة هؤلاء الأطفال لتوقعاتهم وتؤكد د. Merle B.Karnes التي قامت بدارسة الأطفال الموهوبين في مرحلة ما قبل المدرسة أن الآباء الذين يشرحون لأطفالهم طبيعة طلباتهم ويتشاورون معهم ويبررون أوامر النظام والسلوك، تكون قيمة الإنجاز عالية لدى هؤلاء الأطفال! فقيم الوالدين واتجاهاتهم وتوقعاتهم تؤثر على سلوك الطفل وطموحاته! وقبول الوالدين للطفل يؤثر على مفهوم الذات لديه، أي أن الطفل الذي يتوقع والداه تميزه وتفوقه، يشعر بالرضا عن ذاته، ولكن إذا ما كانت توقعاته لا تتوافق مع قدراته، تتضاءل عنده الدامغية للتعلم ويدخل الطفل تحت مسمى الأطفال الضعاف ولحماية الطفل من ضياع مواهبه وقدراته والوصول إلى هذا المستوى لابد من اهتمام الوالدين بمفهوم التعلم المبكر! يطرح الأطفال من 3ـ4 سنوات كثيرًا من الأسئلة ـ إلا أن رياضي المستقبل كانوا يطرحون الأسئلة بوعي ومنطق أكثر من غيرهم! والمهم أن هذا الشغف وحب المعرفة نال اهتمام الوالدين وردوا عليه بكل أمانة بكل التفاصيل, ومثل هذه الردود شجعت الأطفال على طرح المزيد من الأسئلة, وقد ميزت الأسئلة هؤلاء الأطفال حتى ميزوا في مجال اهتمامهم وغير واضح تمامًا ما إذا كان هؤلاء النجوم لديهم قدرات أو سمات أو صفات غير عادية مثل غيرهم من الأطفال أم لا! المهم هو أن آباءهم اهتموا وفكروا بتنمية قدرات الطفل وتوفير الفرص التعليمية المناسبة لذلك وقدروا منذ البداية علاقات الموهبة لديهم! الوالدان يشجعان ابنهما في الأمور التي يهتمان بها فقط!! ومن الجدير بالذكر أن لدى الأطفال كثيرًا من الصفات والخصائص التي قد تكون لها خصوصية وأهمية! وقد لا يكون لها ذلك! ولكن اهتمامات الوالدين وقيمهم تحدد أيًّا منها وما يجب أن يظهر ويستحق الاهتمام والتنمية! ففي الماضي نادرًا ما كان يعرف أن لدى البنات موهبة في العلوم والرياضيات بينما الأولاد الذين لديهم نفس الاهتمامات والمواهب ينالون تشجيعًا واهتمامًا! أي إن قيم الوالدين واهتماماتهم تحدد تلك الصفات والخصائص التي تنال التشجيع والرعاية, والأخرى التي يتم تجاهلها وإهمالها فلا تظهر أبدًا! ولأن الوالدين يرون قدرات خاصة لدى الطفل ـ يقومون بتشجيعه وتوفير فرص التعلم المناسبة وقد يطلبون مدرسًا خاصاً ويهيئون له فرص التدريب ويشجعونه ويدرك أنهم يتوقعون منه الجد والاجتهاد ومزيدًا من الإنجاز ـ وعندما يتحسن أداؤه يهتم به المدرس ويمدحه ويصبح من المتميزين ويفوز بجوائز ـ ويلقى مزيدًا من الاهتمام والمرح! ومن نمو قدرات الطفل، يبدأ الوالدان في استثمار قدرات ابنهما عن طريق التدريب والأدوات الخاصة والمدارس الخاصة واستغلال عطلة الصيف وإعفائه من أي مهام أخرى ويسعد كثيراً بالجوائز، ويحب أن يسعد والديه ومدرسيه بما يحققه من نجاحات، ويستمر النجاح حتى يتأكد عندما يبلغ 10 سنوات إلى بداية المراهقة أن هذا الشاب لديه قدرات غير عادية، فنبدأ باختياره بتخصيص وقته وجهده للتدريب ولو على حساب جوانب أخرى في حياته! ويزداد التزام الأسرة بمتابعة هذا النجاح! وأهمية بحث د. Bloom هو إبراز الدور الهام للوالدين وبيئة النزل في نمو الطفل ـ وآباء هؤلاء الأطفال الذي أصبحوا نجومًا في مجالاتهم ساعدوهم بالتشجيع وليس بالضغط والإرهاب! لا يوجد داع لاختبارات الموهبة! ولا يوجد داع لإخضاع الطفل لاختبارات للتعرف على نوعية الموهبة فكثير من علامات الموهبة تتشابه مع خصائص الأطفال الذين لم يخضعوا بعد للتعليم الرسمي، فإذا قمت بتنمية هذه السمات ومساعدة الطفل على النمو والتطور، تزداد فرصة ظهور هذه الموهبة في سن أبكر! سلوكيات خاصة للأطفال الموهوبين! انتبه .. لا تجعل ابنك يتعرض لضغوط تعليمية: يجب أن يكون التعلم المبكر خبرة سعيدة يمارسها الطفل باستمرار !! وقد شجعت البحوث التي تدور حول قدرات الأطفال الرائعة في استيعاب المعلومات ونمو عقل الطفل خلال السنوات الأولى من عمره ـ على تعليم أطفال ما قبل المدرسة على برامج مكثفة! وقد أثار ذلك اعتراضًا حيث تشكل هذه البرامج ضغطًا على الطفل وقد تؤثر على قدرته المستقبلية على التعلم! وهناك ثلاثة طرق للتأكد من عدم وجود ضغط على الطفل ولو بشكل غير مباشر! أولاً: توحي لطفلك بارتباط أدائه العقلي بحبك له فتقول له: أن أداءه خيب أملك إذا نسي كلمة درسته إياها أو استعملها خطأ! ثانيًا: استوح من ردود أفعال طفلك نحو خبرات التعلم المبكر طريقة مساعدته نحو التعلم ووضعه على الطريق الصحيح، فإذا كان طفلك مهتمًا معظم الوقت، فأنت على الطريق الصحيح, وإذا رفض الانتباه فلابد من إعادة النظر في أساليب التعلم! ثالثًا: إذا كان ما تقوم به يسعد طفلك، فمن المؤكد أنك لا تمارس أي ضغط عليه، لأن الهدف هو إشباع حاجات المخ ولا يكون ذلك عن طرق الضغط, فالعلاقة الحمية والودودة بينك وبين طفلك هي التي تنمو مع الوقت كموجة ومرشد ورفيق, ولا يكون ذلك عندما تكون قاضيًا أو معالجًا، فلا تكن سببًا في تمرده عندما يصل لسن المراهقة أو شعوره بالنقص وتوثقه عن الشعور بالاستقلال عند وصوله لسن المراهقة! ليس المهم أن يظهر واضحًا أن ابنك موهوب، ولكن الأهم هو التأكد من وجود صفة التحدي العقلي والاستثارة وأن توفر له جو التشجيع في البيت! ومع إشباع حاجات الطفل العقلية سيزداد الطفل سعادة وسيتمتع أكثر بهذه الأنشطة وسيشعر والده كذلك بالسعادة!

منقول