الطفل يعبر عن غضبه في سنواته الأولى بأعمال غير موجهة ضد أحد
لأن غريزة القتال لديه لاتكون قد تطورت تطورا كافيا؛وذلك مثل الصراخ وإلقاء نفسه على الأرض والرفس بالقدمين والقفز إلى أعلى وأسفل...وبعد سن الرابعة تخف هذه التعبيرات لديه,ويستبدل
بها استعمال بعض الألفاظ الاجتماعية,والتي قد تصل إلى السب والشتم
والتهديد.ولاريب أن درجة انفعال الغضب لدى الأطفال ليست واحدة,
كما أن رضا الأطفال بعد الغضب يختلف طولا وقصرا من طفل إلى آخر.
علينا لمواجهة غضب الأطفال أن نتصرف في حدود المفاهيم والإجراءات التالية:
-علينا أولا ألا نغضب إذا غضب أحد أولادنا,وإنما نحاول فهم أسباب
غضبه؛فإذا كان بسبب الجوع مثلا أمنا له الطعام,وسعينا ألا يتأخر عن موعده.وإن كان بسبب تعطل إحدى عجلات لعبته-مثلا-أصلحناها
له,أو وعدناه بشراء غيرها.وإذا كان بسبب شدة المتابعة في البيت وتحديد حركة الطفل ومنعه من اللعب بحرية أعدنا النظر في ذلك وبحثنا عن مكان يلعب فيه بحرية وأمان وهكذا...
-إن الطفل إذا عبر عن غضبه بمجرد البكاء والصراخ دون أن يكسر شيئا
أو يؤذي نفسه,فلنتركه يبكي حتى يبلغ الذروة في ذلك,ونتشاغل عنه.
ويمكن أن نقول له:إذا انتهيت من بكائك فتعال إلى الطعام .المهم ألا يشعر أنه
يستفيد من بكائه في فرض شروطه وتلبية رغباته.
-لافائدة من مناقشة الطفل الغاضب وإيضاح الأمور له.ولذا
فالأفضل أن نقلع عن الكلام معه أثناء غضبه,فإذا هدأ غضبه,فإذا تحدثنا
معه بما شئنا.
-بعض الأمهات يمنعن الطفل من البكاء وإظهار الاحتجاج على بعض الأمور
وهذا غير صحيح ؛فالتعبير عن الغضب ينهيه,وكتم الانفعالات يسيء إلى علاقة الطفل الطيبة بأمه,ولاسيما إذا أسكتته الأم عن طريق الضرب أوالتهديد.