التعليم المفتوح

تعريفه –اهميته- اهدافه – مبرراته – دوره الوطني والاجتماعي والاقتصادي
عبد الرحمن تيشوري- شهادة عليا بالادارة


لقد ظهر التعليم المفتوح قبل نحو مئة سنة في المناطق الاكثر تقدما في العالم ومنذ نحو جيل واحد في المناطق النامية ومنذ خمس سنوات في سورية
ويعاني هذا التعليم في سوريةالكثير من القيود والمشاكل التي يعاني منها التعليم بعامة
وبشكل عام يجب آن ننظرالى هذا النوع من التعليم على انه وسيلة رئيسيةلتوسيع التعليم والتدريب وزيادة جودته ووقف نزيف الاموال السورية آلي الخارج اذا علمنا آن عدد الطلاب السوريين الذين كانوا يدرسوا في الخارج قد وصل آلي 20000طالب
ويعد التعليم المفتوح في الوقت الحاضر احد اسرع ميادين التدريب والتعليم نموا في العالم وقد عززت التطورات الجديدة في مجال تقنيات المعلومات والاتصالات امكانات هذا النوع من التعليم على تقديم الخدمات التعليمية لفئات متعددة من الناس لاسيما ربات البيوت والشباب الذين لم يحالفهم الحظ في الالتحاق في الجامعات المقيمة آو المغلقة آو النظامية آو الرسمية الحكومية
وينبغي دراسة التعليم المفتوح من زوايا متعددة
·بالنسبةللمتعلم:
-التحررمن القيود
-مزيد من الفرص التعليمية والمرونة
-الحمع بين العمل والتعلم
-يوفر فرص تطوير المهارات وزيادة الإنتاجية
·بالنسبةللحكومة:
-ترسيخ ثقافة جديدة فيما يتعلق بالتعلم
-زيادة التعليم والتدريب
-تحقيق ديموقراطية التعليم
-زيادة عدد الدارسين
-تحقيق تعليم وتدريب اكثر فاعلية من حيث الكلفة
والتعليم المفتوح نمط تعليمي قائم بذاته عن غيره من انماط التعليم التقليدي وله فلسفته واهدافه ومناهجه وادارته واساتذته وساركز في هذا البحث المتواضع على مايلي:
·مفهوم التعليم المفتوح
·فلسفته
·اهدافه ومبرراته
·مجالااته وسماته
·مميزاته ونواحي القصور
·دوره التنموي والاجتماعي والوطني

مفهوم وتعريف التعليم المفتوح

-انه تعليم يمارسه المتعلم بقد من التوجه الذاتي
-يتم دون لقاءات وجها لوجه بين المتعلم والمعلم
-يسقط حواجز العمر
-اسلوب للتعلم يتم بواسطته اختيار الوقت والمكان والنمط في التعلم الذاتي
-يسميه البعض التعليم المنزلي
-تعليم اكثرشعبية يساعد على الدراسةفي الوقت الخاص بالطالب وبطريقته الخاصة والمكان الذي يحدده
-تعليم يجعل المتعلم حر في انتقاء ما يتعلم ومتى يتعلم وكيف يتعلم
-هو تعليم يكون فيه الدخول مفتوح والتعلم مفرد والتقويم ذاتي والمتعلم يدعم نفسه والمثابرة ذاتية وايام البدء متعددة
-نظام مفتوح للجميع وتعليم جماهيري لايتقيد بوقت ولابفئة من المتعلمين ولايقتصر على مستوى آو نوع من التعليم فهو يتناسب وطبيعة حاجات المجتمع وافراده وطموحاتهم وتطور مهنهم

مزايا التعليم المفتوح

·امكانية الوصول آلي الطلبة الذين لايتمكنون من الوصول آلي الكلية آو الجامعة
·يكون التعليم جزئي أي لايعطل عن العمل ولايحتاج آلي التفرغ للدراسة
·قلة التكاليف حيث لايتطلب ذلك مباني جديدة ومساكن للطلاب
·يأخذ الاشكال الاتية
- الدراسة بالمراسلة

-الدراسة الخارجية
-الدراسة اللاتقليدية
-الدراسة المنزلية آو المستقلة
-الدراسة بالانتساب

·اطلقت عليه عدة تسميات منها:
-التعليم بلا حدود
-التعليم المستقل
-التعليم المنزلي
-التعليم بلا اسوار
-التعلم الذاتي
-التعلم متعدد الوسائط


فلسفة التعليم المفتوح

·الانسان يتعلم مدى الحياة لذا يجب توفير اشكال عديدة من وسائل التعليم تناسب العمر والمهنة وموقع العمل والسكن
·دعوة الرسول الكريم محمد (ص) آلي طلب العلم من المهد آلي اللحد ليست سوى اشارة للتعلم المفتوح الذي لايتحدد بفترة زمانية آو مكانية فالانسان يبقى يتعلم حتى اللحظة التي يفارق فيها الحياة
·آن برنامج التعليم المفتوح يأتي من حاجة الانسان آلي التعلم التي اكدت عليها الشرائع السماوية
·انبرامج التعليم المفتوح يجب آن تتكيف وفق متطلبات المتعلم وحاجة سوق العمل حتى لانكررتجربة الجامعات الحكومية التي تخرج ناس لاعمل لهم
·حق الفرد في الوصول آلي المعرفة حتىولو كانت بعيدة
·التحول من التعليم آلي التعلم هو سمة العصر وعلينا مواكبة ذلك
·يعمل في مؤسسات التعليم المفتوح متخصصون اداريون واكاديميون متعاونون مع مبرمجين تربويين ومبرمجين حاسوبيين
·برامج التعليم المفتوح الدراسية تركز على اربعة عناصر هي :
-فئة الدارسين
-اماذا يدرسون
-ماذا يدرسون
-كيف يدرسون يتم استخدام جميع الوسائط في التعليم المفتوح الوسائط المباشرة والغير مباشرة والوسائط الحديثة

·الوسائط المباشرة:
-المراكز الدراسية
-اللقاءات التوجيهية والفردية
-الندوات والحلقات الدراسية
-المؤتمرات وحلقات البحث
-الدارسين والمشاغل التدريبية
-المشروعات والنشاطات الميدانية
-التصالات التليفونية

·الوسائط غير المباشرة:
-المطبوعات والكتب وادلة الدراسة
-المجلات الدورية ذات الصلة
-مواد اذاعية واشرطة سمعية
-مواد مرئية تلفازية وشرائط فيديو
-برامج كمبيوتر
-حقائب تعليمية
-التعيينات

·الوسائط الحديثة:
-المؤتمرات المرئية
-المؤتمرات المسموعة
-المحادثات المباشرة على الهواء
- الشبكة الدولية الانترنت
-الكتب الالكترونية
-البريد اللكتروني
-برامج القمر الصناعي
-المؤتمرات بؤاسطة الحاسوب
-المكالمات الهاتفية التلفزيونية متعددة الاطراف

اهداف التعليم المفتوح


·توفير فرص التعليم لكل مواطن مع الا يمان بقيمة استمرارية التعلم
·توفير حرية الدراسة للمتعلم بتحريره من القيود
·توفير نمومهني للعاملين في مواقع العمل
·توفير اساليب ووسائط تعليمية جديدة
·توفير فرص التعاون العلمي والبحثي والتعليمي بين مؤسسات التعليم في العالم العربي
·أعداد وتنمية الكوادر المختلفة في مجالات الحياة المختلفة حسب احتياجات المجتمع
·الاسهام في حل المشكلات الناجمة عن عجز مؤسسات التعليم التقليدية عن استيعاب الاعداد المتزايدة الراغبة بالدراسة الجامعية
·توفير الفرص لمن فاتتهم فرصة اكمال تعليمهممما يحقق مبدأ ديموقراطية التعليم
·توفير فرص التعليم والتدريب المستمرين في اثناء الخدمة والعمل
·الاسهام في تعليم المرأة وتشجيعها على ذلك
·الاسهام في محو الامية وتعليم الكبار
·يساهم هذا النوع من التعليم في زيادة وحدة الشعب وتماسكه وتحريره من القيود الاجتماعية والاقتصادية

مبررات التعليم المفتوح

·المبررات الجغرافية:
قد يكون الموقع الجغرافي الذي يقطنه الدارسون معيقا لوصولهم آلي المؤسسة التعليمية لذا يحل التعليم المفتوح هذه المشكلة لانه لايتطلب من الطالب الحضور يوميا آلي الجامعة علما آن هناك فئة من السكان تسكن بعيدا ومعزولة جغرافيا
·المبررات السياسية:
تشهد بعض الدول اضطرابات سياسية وعدم استقرار وهذا يؤدي آلي اغلاق المؤسسات التربوية والجامعات لذا يفيد التعليم المفتوح في مثل هذه الحالات وهذا كان الدافع الرئيسي لتأسيس جامعة القدس المفتوحة
كما يمكن استخدام التعليم المفتوح من اجل بث البرامج الثقافية والسياسية وتكريس مفاهيم الديموقراطية والحرية
*الميررات الاجتماعية الثقافية:
بعد التعقيدات في الحياة الاجتماعية وبروز الدور المتنامي للمرأة ولم تعد قعيدة البيت وبعد استخدام مربيا تاسيويات في بعض الاقطار العربية فكان لابد من طرح انماط تعليمية جديدة ومنها التعليم المفتوح حيث تستطيع المرأة غير العاملة اللتحاق به
كما يساهم التعليم المفتوح في محو الامية الحضاريةالمنتشرة في المجتمعات النامية
·المبررات الاقتصادية:
من الثابت علميا آن هناك علاقة وطيدة بين الاقتصاد والتعليم والتعليم عامل اساسي من عوامل التنمية الاقتصادية والنمو الاقتصادي ضروري لتطور التعليم
والتعليم المفتوح تبلغ نفقاته نصف نفقات التعليم التقليدي
لذا يعرض التعليم المفتوح نفسه كبديل حقيقي للتعليم التقليدي لاسيما في الدول النامية لانه يقلل من النفقات
·المبررات النفسية:
لقد اثبتت الدراسات آن بعض المتعلمين يعانون الضعف نظرا لوجودهم في جماعات
كما دلت دراسات التسرب آن احد اسبابه شعور المتعلم البطيء با لحرج وعدم قدرته على مجاراة اقرانه المتفوقين وهذا يولد كره للمدرسة والجامعة وقد يحل التعليم المفتوح بعض هذه المشكلات وهوانسب واكثر ملائمة لهؤلاء التلاميذ

السمات الاساسية للتعليم المفتوح
·يمكن آن يطبق التعليم المفتوح في مجال التعليم العام وتعليم الكبار والتعليم الجامعي والتعليم العالي ومحو الامية
·يشترك فيه الدارسين دون الحاجة آلي مجموع في الثانوية آو آن تكون جديدة
·يلبي احتياجات الدارسين من حيث الكتب والوسائل والافلام والنشرات وغير ذلك
·يمكن الدارسين من ربط النظري بالتطبيق حسب ميول ومستوى كل تلميذ
·يراعي عامل البعد بين الجامعة المفتوحة والدارس
·انه نمط جديد للتعليم مخالف لانظمة التعليم التقليدية لكنه ليس صيغة مبسطة من صيغ التعلم كما يسميها البعض
·يعتمد على اكثر من وسيلة لنقل المعلومات للتلاميذ
·مرونة القبول والتعليم حيث اصبح بامكان المتعلم استقبال تعليمه في أي وقت واي مكان
·يعتبر اقل كلفة من نظم التعليم الأخرى حيث هناك اقتصاد في النفقات

نواحي القصور وسلبيات التعليم المفتوح
·افتقاره اسلوب التفاعل والاتصال المباشر بين المعلم والمتعلم
·ينجح في تقديم المواد الانسانية والاجتماعية فقط
·معدلات القبول المتدنية نقطة ضعف اذا قورنت بمعدلات الجامعات التقليدية


اهمية التعليم المفتوح في التنمية
·يساهم في تطوير المجتمع وتقدمه وازدهاره من خلال تجميع واستثمار راس المال البشري
·يعاون الفرد على آن يحيا حياة كريمة عبر تعديل السلوك واكساب المتعلم اتجاهات صحيحة
·يهدف آلي أعداد الكوادر البشرية الفنية وتنميتها في مختلف مجالات المجتمع وبالتالي يساهم في تنفيذ خطط التنمية التي تضعها الدولة
·يساهم سياسيا في تعريف المواطن بحقوقه ووجباته تجاه المجتمع وهذا يساهم في بناء المجتمع الديموقراطي وفي تطوير الحياة السياسية


اخير أقول حتى لايصاب التعليم المفتوح بمشاكل التعليم التقليدي
وحتى لايكون مفتوح على المجهول وحتى يكون نمط اقتصادي فاعل
وحتى يساهم في استثمار الموارد والا مكانات المتاحة في الجامعات
يجب مراجعة هذه التجربة بشكل دوري وازالة كل اسباب فشلها
بحيث يكون التعليم المفتوح نمط حديث يساهم في انجاز مشروع تحديث وتطوير وعصرنة سورية الذي اطلقه رئيسنا الشاب الدكتور بشار الاسد بحيث تدخل سورية القرن الحادي والعشرين بكل قوة واقتدار ولابد من هذا النوع من التعليم لسد النقص الحاصل في بعض مجالات التدريب والتأهيل للكوادر البشرية الطالعة على الحياة وعلى الوظيفة العامة
عبد الرحمن تيشوري