ورد في بعض المواقع..سؤالاً وجواب..

كتب أحدهم...
سؤالي حول ابني المراهق. الذي يبلغ من العمر ست عشرة سنة، فهو ميت القلب أي لا يبالي بمستقبله. لا يذاكر دروسه ولا يحل واجباته، ولا يحفظ شيئاً من المواد التي تحتاج إلى حفظ، وكثير الكذب..
في ليلة الاختبارات ينام قرير العين بدون أن يفكر في فتح كتاب أو مذاكرة درس. حاولت كثيراً معرفة السبب ولم استطع ،تعاونت مع المشرف الاجتماعي بالمدرسة وبعض المدرسين ولم نخرج بنتيجة، أخذته لطبيب نفسي، ولم أحصل على نتيجة مرضية..

ما زال غير مكترث بالحياة العلمية لا يشعر بالخوف من المستقبل ولا يهتم بدراسته .. كلمته على انفراد عدة مرات، وحاولت إقناعه بأهمية الدراسة وأنها هي الأمان للمستقبل، وللحصول على عمل أفضل ومنصب أفضل ولم أجد أي استجابة. علماً أنه لا يعاني من نقص بالذكاء ولا الحافظة. ولا أعتقد أنه يواجه مشاكل مع زملائه بالمدرسة، إذ تم متابعته بشكل مكثف من قبل مدير ومشرف المدرسة للقضاء على مشاكله مع زملائه.

آسف للإطالة.. أخيراً هذه السلوكيات مصاحبة له منذ بداية دراسته بالابتدائية وهو الآن في المرحلة الثانوية. ولا تقولوا كيف وصلها ؛ فقد أراني وأرى والدته نجوم الليل في عز النهار حتى تمكنا من اجتيازه للامتحانات بدرجات مقبول وجيد فقط.. فهل من طريقة لحل هذه المشكلة؟؟!!

الجواب:
النظرة الخاطئة لهم!
-إن هذه المشكلة ليست خاصة بكم فكثير من الأسر تعاني من عدم مبالات أبنائها.
- إن كثرة متابعة الابن والحرص الشديد ومحاصرته من كل جانب تبعث في نفسه الملل وتضعف من همته لتحمل المسؤولية وتدفع به إلى الاتكالية على الوالدين.

- النجاح في التعليم جيد ومطلوب ومحبوب لنا نحن الكبار ولكنه في نظر الشاب الصغير الغير حامل للمسؤولية لا يعد مهماً.
- ليس بالضرورة أن يستمر في التعليم كل شخص فلا بد أن يترك التعليم عدد من الطلاب إلى الحياة والمهن.
-ليس كل أحد يحب التعلم فالبعض زاهد في التعليم وهذا ليس بغريب.

-إذا قام الوالدان بواجبهما تجاه الأبناء ضمن المفاهيم الصحيحة للتربية الإسلامية فلا يضرهما سوء النتائج ولا بد من الرضى بالقضاء والقدر.
-أن التربية الصحيحة لا سيما في مرحلة الطفولة لا بد أن تترك آثارها في الأبناء ولعل ذلك قد يتأخر ظهوره على هذه الحالة إلى وقت لا حق.

-أن واقع الحياة المعاصرة الذي يغفل دور الشباب ويمارس معهم الرعاية التي يمارسها الأطفال بحيث لا يجد الشاب فرقاً في المعاملة بين مرحلة الشباب ومرحلة الطفولة يدفع في نفسه رغبة نحو إشعار الآخرين بمكانته ورجولته فيظهر ذلك في صور وسلوكيات خلقية متنوعة من صورها عدم المبالاة والاستهتار.

-أن واقع الحياة التعليمية والاقتصادية المعاصرة المتمثلة في طول الحياة التعليمية وتأخير سن الاستقلال الاقتصادي وبالتالي تأخير سن الزواج كل ذلك أوقع الشباب المعاصر في حيرة شديدة، فهم مع سن بلوغ الخامسة عشر رجال مكلفون شرعاً ومخاطبون بالكتاب والسنة ولهم نفس الأشواق التي عندنا نحن الكبار تماماً فإذا بالواقع الاجتماعي يرفض ذلك ويفرض على الشاب أن يبقي طفلاً لا يتأهل للزواج إلا في الخامسة والعشرين ولا يتأهل للوظيفة إلا متأخراً وكل هذا يسبب إحباطاً عند الشباب وميلاً نحو رفض المجتمع وسياسته بصورة من الصور المختلفة مثل السلبية في هذه الحالة التي معنا.

-إن الحالة التي وصل إليها هذا الشاب ليست حالة خاصة وليست أيضاً ناتجة عن ظرف خاص لهذه الأسر وإنما هي حالات عامة اشترك في إفرازها المجتمع ككل مع بعض الأخطاء في التربية الأسرية.

-الحل بعد الاستعانة بالله تعالى في غاية الصعوبة لأن المشكلة في نظري مشكلة المجتمع ككل الذي عطل الشباب وأخر دخولهم إلى الحياة الميدانية والعلمية وهذا يتطلب جهوداً كبيرة في تعديل نمط الحياة القائمة بتعديل نظام التعليم والعمل وأمور كثيرة هي خارج قدرة هذه الأسرة.

- الحل المقترح الاستعانة بالله تعالى والصبر على هذا الشاب ومحاولة إشعاره بالمسؤولية وتحميلها إياها برفق
- كثير من الشباب يحيا غالبا حياته التعليمية مهملا ويصحو في الجامعة وربما لا يصحو إلا في الدراسات العليا من المرحلة الجامعية فلا بد من الصبر.
-محاولة التأثير عليه بطريق غير مباشرة من طرف آخر لا سيما ممن هم في سن الشباب الصالح منهم أقدر وأقرب إليه منكم.