الإطار النظري للدراسة - التعليم

‏ في كتاب " تعليم المقهورين " يؤكد فر يري ( 44 ): أن ليس هناك ممارسة بدون إطار نظري لها، و يقول: إن العمل لا يمكن أن يحقق مغزاه إلا إذا انطلق من رؤية واضحة، و بدون ذلك يصبح مجرد ضرب من الحماس.
و في كتابه " تربية الأمل Pedagogy Of Hope " يذكر فر يري ( 45 ) أنه ناقش عناصر النظرية العملية للكفاح كثيراً مع رؤساء الفرق الذين تقابل في مناسبات عديدة في جينيف و إيطاليا.



  • و يذكر " موراي كوكس ( 46 ) في حواره مع فر يري عندما بادره بالسؤال الآتي: متى بدأت في تكوين نظرية تربوية خاصة بك ؟ فأجاب فر يري قائلاً: " لقد عملت لمدة خمسة عشر عاماً في مجال تصميم البرامج التعليمية للكبار في المناطق الريفية و الحضرية، و كنت مساهماً في مشروع تعليم الكبار في الحركة الثقافية الشعبية في ريسايف، و عندما تولى المجلس العسكري الحكم في البرازيل بعد انقلاب 1964، تم اعتقالي و إبداعي السجن. و قبل ذلك، كنا قد بدأنا في تنظيم جماعات أسميناها الحلقات الثقافية، و كان لدينا منسقون بدلاً من المدرسين، و حوارات بدلاً من المحاضرات، و مشاركون بدلاً من التلاميذ، كنت أرغب في تصميم برنامج يكون المشاركون فيه فاعلون و ليسوا متلقين. أتذكر أننا عرضنا في أحد المرات زهرية و بها زهور، و دارت المناقشة حول ما يطرأ على المواد الطبيعية نتيجة لعمل الإنسان، فقالت إحدى السيدات بانفعال إنني أصنع حضارة، فأنا أعرف كيف أفعل ذلك "، و أخرى قالت: إن الزهور تمثل الطبيعة، أما الزخارف فتمثل الحضارة، إن التعليم لا يحمل أي معنى إلا إذا بدأ الشخص الأمي في تأمل وضعه في هذا العالم، و عمله، و قدرته على تغيير هذا العالم، هذا هو الوعي، إنهم يكتشفون أن العالم ملك لهم، وليس ملكاً لطبقة مهيمنة.




  • و يذكر " هنري جيرو " ( 47 ): إن فر يري قد نمت لديه نظرية عن الممارسة متجذرة في الخبرة الملوسة، و المعاشة عن طريق الاستماع و التعلم؛ مع المقهورين، و هي نظرية تقوم على ضرورة التفاعل الحوري في ديناميات الحياة اليومية و مشكلات المقهورين داخل سياق التحول الاجتماعي الثوري.




  • كما يذكر " هنري جيرو " ( 48 ) عن علاقة النظرية بالممارسة عن فر يري: أنه ليس هناك سياق نظري إذا لم يكن في وحدة جدلية مع سياق الواقع المحسوس، و بدلاً من مطلب انهيار النظرية في الممارسة، فإن فر يري يجادل عن مسافة معينة بين النظرية و الممارسة، إنه يري النظرية كأمر توقعي بطبيعتها، و يجادل إنها يجب أن تأخذ مفهومات: الفهم و الإمكانية كمفهومات مهمة مركزية لها.
  • و في موضع أخر يقول جيرو ( 49 ) ملخصاً: إن النظرية لا تملى الممارسة، إنها بالأحرى تهدف للإمساك بالممارسة من أجل الفهم النقدي لنوع الممارسة ( Praxis ‏) المطلوب داخل موقف معين، في حقبة معينة من التاريخ؛ فليس هناك تطلع لقوانين عالمية، أو ضرورة تاريخية، إن النظرية تنبثق من سياقات خاصة و أشكال من الخبرة؛ من أجل هذه السياقات نقدياً، و من ثم الدخول على قاعدة من الممارسة الواعية النشيطة.




  • و يؤكد ف. أورتيغا ( 50 ) F. Ortega ‏إن فر يري لديه نظرية تربوية نتجت من الممارسة بقوله: " أن هذه النظرية ( يقصد النظرية التربوية ) تشير إلى تأملات خرجت من خبرات ليست من داخل النظام التعليمي للجامعة فقط، بل من داخل البيئة التربوية بشكل أوسع، و نتجت في اللحظة التي يؤسس فيها الأستاذ حواراً، أو علاقة جدلية مع طلابه.




  • و ذكرت " أنا ماريا دي أور جوا فر يري ( 51 ) Ana Maria De Araujo Freire: أن فر يري بنى نظريته في التدريس من الصعوبات التي واجهته في الحياة، و معرفته السابقة عن التعليم، و من هذه الممارسة مع عمال المناطق الساحلية و الحضرية و الريفية، أوجد نظرية جديدة عن المعرفة، و أن ليس هناك نظرية حيادية للمعرفة، و عمل على إعادة خلق طريق جديد لهؤلاء الذين يرغبون في الكتابة.