]- ثانياً : ما يخص الوالدين :

كنا تحدثنا في الجزء الأول فيما هو متعلق في شخصية الأبناء من سلوكيات الوالدين لجعل بيوتنا نبع تربوي لاينضب و جو دافئ لا يشتعل

. و نستكمل هنا الجزء الثاني فيما يخص شخصية الوالدين .


1. تخلص من مشاعر طفولتك .
2. خطط وناقش الأمور .
3. لتكن قوانين الأسرة واضحة .
4. الصبر وعدم الاستعجال .
.

1- تخلص من مشاعر طفولتك :

أو من تأثرك بأساليب والديك أو من تربيت على يدهم إن كانت خطأ أو لا تناسب زمن أبنائك
• يتأثر البعض عند تربيته لأبنائه وتغيير سلوكهم أو تعديله بأساليب استخدمت معه في طفولته فهو يختزنها في عقله فيستخدمها. وهي أساليب زجر وضرب وعنف أو تهديد أو أساليب لا تصلح لهذا الزمن فعلى الوالدين أن ينتبها لوسائلها. هل تشبه وسائل استخدمت معهما في الطفولة فيتخلصان منها إن كانت غير مجدية.

2. ناقش الأمور وخطط لها :

الأفضل للوالدين أن يفتحوا أبوابا للحوار مع الأبناء وسماع آرائهم ومد قنوات للنقاش معهم. فهذا من أهم الأسباب التي تجعل الأبناء منفتحين على آبائهم. فتزول الحواجز، ويعرف الأب و الأم ما في نفوس أبنائهم ويفهم الأبناء آباءهم. فتنفك عقد كثيرة قد يصنعها تزمت الوالدين وانغلاق الأبناء .
كما يسهل في البيوت التي يكتنفها الحوار ويسودها جو المناقشة يسهل فيها التفاهم حول السلوكيات المرغوبة والسلوكيات المنهي عنها ويتيسر حل أي مشكلة في المنزل حتى لو كانت تخص الوالدين .

3. لتكن قوانين الأسرة واضحة :

يعيش الأطفال أحياناً في حيرة فهم. في وقت يُسمح لهم باللعب، ووقت آخر يُمنعون وقد يعاقبون إن لعبوا.

فتصبح الأمور عندهم مشوشة ، لكن عندما يكون معلوماً للأبناء، متى يكون أهلهم في راحة فينبغي عدم إزعاجهم فيمنع اللعب، مع مراعاة وقت آخر يملكونه ليمرحوا به إن هذه القوانين الأسرية جميل أن تُناقش مع أفراد العائلة جميعاً وكل له حق أن يذكر رأيه .

ومن فائدة هذه القوانين أن يعرف الأولاد ما هو مطلوب منهم. يعرفون السلوك المرغوب والسلوك الممنوع ويعرفون عواقب من لم يتقيد ببعض السلوكيات . ويُنتبه هنا إلى عدم التشديد وعدم كثرة التعليمات، فقد يؤدي هذا إلى التمرد والإحساس بالكبت والصرامة. بل تكون معقولة ويحتاج إليها أفراد الأسرة .

4. الصبر وطول النفس :

• كم صبر الرسول  في مكة وهو يدعو المشركين إلى عبادة الله .. كم صبر وهو يرى الأصنام أمامه طيلة ثلاث عشرة سنة.
• كم صبر على اليهود والمنافقين في المدينة .
• كم صبر وهو يربي أصحابه على المبادئ والقيم الإسلامية .
(فالصبر ضرورة لازمة للوالدين، فالتربية المنشودة للأبناء تأتي بعد تربية أصيلة وجهد ومعاناة ) وكل ذلك يحتاج إلى صبر .

بعض الآباء يريد قطف الثمرة مباشرة، ودون أي جهد فمثلاً ابنه لا يحب المذاكرة وقلما يفتح كتبه الدراسية، فيأمره بأن يذاكر، فيريد النتيجة مباشرة، بأن يصبح الولد مجتهداً أو يذاكر يومياً وهذا بالطبع لا يكون .. فيحتاج العلاج إلى معرفة الأسباب والحوار مع الابن على حسب سنه وقد يطول الأمر أحياناً وهذا كله يحتاج صبراً وطول بال .


فلنبدأ من الآن بجـعل بيوتنا واحــات مثمرة و محـاضن تربويـة ينشأ بها أبناؤنـا على أكمل وجـه نستطيعـه .
منـير بن أحـمد الخـالدي