النسيان نعمة اذا كنا ننسى اساءة الآخرين ونسامحهم ، اما نسيان فضائل وحسنات الآخرين فهو نقمة ، او نسيان القيام بالواجبات تجاه الاصدقاء .
للتغلب على النسيان يجب رعاية وصيانة الذهن البشري من الاهمال والفوضى وقلة العناية ، وكيف يتم العمل على ذلك ؟ وكيف تنمي قدراتك الذهنية ؟
مما لا شك فيه ان التدريب الذهني هو البداية والامان الذي لا غنى عنه للتغلب على النسيان وتدريب العقل بهدف ان يعمل بصورة منظمة ومرتبة .
ولا تتعجب صديقي القارىء ان الانهيار العصبي يأتي غالبا من التفكير المشتت والمجهود الضائع ، وثق عزيزي القارىء ان القدرة على التفكير والتمييز وتقدير قيم الاشياء والتركيز ، من اهم الاسلحة التي يتسلح بها الناضج فيتخلص من عيوب شخصيته ولكن لا يمكن اكتساب هذه القدرات الا بترويض عقلك ، ولا يمكن ترويض العقل الا بتنمية الذاكرة.
فالذاكرة كالعضلة اذا داومت على تدريبها ازدادت مقدرتها على النمو ونمت قدرتها واذا اهملتها ترهلت ، ولا تستجيب بعدها على الاطلاق . وهناك حقيقة علمية وهي ان الذاكرة جزء من المخ وهي اقدر من أي عضلة في الجسم على تحقيق ما يعجز عنه البدن ولا يوجد حد تقف عنده الذاكرة اذا احسن تدريبها.
والذاكرة ليست مخزنا تلقى فيه الاشياء لحين الحاجة اليها ، ولكن الذاكرة اعمّ من ذلك بأنها مثل المخزن الذي لا يضيع فيه شيء شرط ان يكون كل شيء في مكانه مرتبا بنظام.
فالذاكرة ايضا مثل الارشيف ودقته اذا طلب شيء منه وجدته في مكانه وتحت عنوانه .
والذاكرة لدى جميع الناس متساوية ولكن بالجهد الشخصي لدى كل انسان يستطيع الواحد منا ان يقوي ذاكرته .
وكل ذلك يكون عبر التقاط الصور بعينيك وتخزينها في ذاكرتك ، لأن اقوى انواع الذاكرة هي الذاكرة الناشئة عن المرئيات .
وهناك طرق مبتكرة لتقوية الذاكرة منها الاشارة الى الكلمات بمعاني وصور معينة وهكذا تحفظ بالذاكرة مرتبطة بصورها ، وبقوة الارادة نحصل على كل ما نريد.