للذاكرة 3 أقسام رئيسية هي: الذاكرة الحسية، الذاكرة قصيرة المدى (STM) أو ما يسمّى بـ "الذاكرة العاملة"، والذاكرة طويلة المدى (LTM).

إذ تقوم كل ذاكرة بدور رئيسي وحساس في حياتنا، وتتعاون مع الأقسام الأخرى بطريقة متسلسلة ذكية للغاية.

1.الذاكرة الحسية





وتمثّل المستوى الأول للذاكرة, وتقوم هذه الذاكرة بحفظ انطباعات قصيرة عن المؤثر الحسي بعد انتهاء المؤثر نفسه, لنفهم ذلك نتخيل رؤيتنا لشيء ما, وعند اختفائه تظل صورته حية في الذاكرة لفترة قصيرة بعدها مباشرة، وتعمل هذه الذاكرة كمخزن سريع لما تستقبله من منبهات عن طريق مراكز الإحساس, وهي تنقسم إلى عدة أقسام: ذاكرة سمعية وبصرية وذاكرة للاتصال, حيث تمرر هذه المعلومات المستقبلة من الذاكرة الحسية إلى الذاكرة قصيرة المدى عن طريق الإنتباه, فيتم ترشيح المؤثرات طبقا للمفيد منها في وقت معين, وقد ركّزت معظم الأبحاث على الأجهزة السمعية والبصرية, على الرغم من وجود تسجيل لكل ما لا نحس به, وبالنسبة للمؤثرات البصرية, فهنالك ذاكرة فوتوغرافية لكل ما نراه ولكنها قصيرة جداً (تحفظ ما مدته 500 من الألف من الثانية), مما يعطينا صورة مستمرة, وفي الذاكرة السمعية, لدينا ذاكرة هي الصدى للمؤثرات السمعية, وتستمر لأقل من 4 ثوان.

ومن خصائص الذاكرة الحسيّة ما يلي: (سعة هائلة لتسجيل البيانات البصرية, المعلومات المحفوظة غير مفسرة, الذاكرة الحسيّة قصيرة جداً، فعلى سبيل المثال المعلومات البصرية تتلاشى في أقل من ثانية), لذا إن أردنا استخدام المعلومات من الذاكرة الحسية, علينا تشفيرها بسرعة لصورة أكثر استمرارية، تبدأ العملية من خلال الإنتباه, والذي يحدد بشكل انتقائي ما سوف يمر لمزيد من الدراسة والفحص وما لم يتم الإهتمام به, ويجعلنا الإهتمام نركز على بعض أجزاء المؤثر وبالتالي إدراك بعض خصائصه، وتسمح لنا الذاكرة الحسية بالتقاط صورة سريعة لما يحيط بنا, وتخزين هذه الصورة أو المعلومة لفترة قصيرة, إلا أن المعلومة تنتقل لمستوى آخر من الذاكرة يحافظ عليها لأكثر من ثانية أو اثنتين.
ومن الأمثلة على الذاكرة الحسية: عندما تفقد التركيز في محاضرة, فجأة تسمع كلمة معينة تعيد تركيزك للمحاضرة, ستجد نفسك قادراً على تذكر ما قيل مباشرة قبل تلك الكلمة لأنه موجود في ذاكرتك الحسية.

2.الذاكرة قصيرة المدى



هي المرحلة مابين الذاكرة الحسية والذاكرة طويلة المدى, وتشمل إدراكنا لكل الأحاسيس والمشاعر والأفكار التي واجهناها, وتسمى أحيانا بالذاكرة العاملة, وتختلف الذاكرة قصيرة المدى عن الذاكرة الحسية من عدة أوجه: (سعة الذاكرة قصيرة المدى محدودة عكس الذاكرة الحسية التي تقريبا هي غير محدودة, حيث تقوم الذاكرة قصيرة المدى بتخزين معلومة واحدة في وقت معين, كما أن المعلومة في الذاكرة الحسية تكون خام كما استقبلت, لكنها في الذاكرة قصيرة المدى تكون مشفرة, وكذلك أيضاً فإن المعلومات في الذاكرة قصيرة المدى لا تتلاشى بسرعة كما هو الحال في الذاكرة الحسية, حيث تستمر لفترة 30 إلى 40 ثانية, ما لم يتم تجهيزها في مرحلة أخرى).

الذاكرة قصيرة المدى لا تقتصر فقط على أرقام فردية أو حروف, النقاط الفردية للمعلومة يتم تقسيمها إلى بنود أو كتل, وكل كتلة أو بند مكون من عدة نقاط, فمثلا كلمة t-a-b-l-e مكونة من 5 حروف لكن الكلمة تشكل بند واحد، في الذاكرة قصيرة المدى يمكن فقط تذكر 7(+أو-2) من بنود المعلومات.

3.الذاكرة طويلة المدى



التخزين في الذاكرة الحسية والذاكرة قصيرة المدى له سعة ووقت محددين, مما يعني أن المعلومة متاحة لوقت محدد, ولكن كمعلومة غير محددة، وهنا يأتي دور الذاكرة طويلة المدى, حيث تقوم بتخزين المعلومات لفترة غير محددة ولها سعة تخزينية أكبر.


وتختلف الذاكرة طويلة المدى عن الذاكرة قصيرة المدى فيما يلي: (سعتها غير محدودة, وطبقا لبعض النظريات وبالرجوع لفرويد فإن كل ما تم تعلمه وكل خبرة تم اكتسابها في أي وقت من حياتك يمكن استرجاعه لو وجدت الوسيلة المناسبة حيث أنه متاح ومحفوظ على الذاكرة طويلة المدى, وعندما تحفظ المعلومة في الذاكرة طويلة المدى, تعتبر أكثر مقاومة للنسيان من المعلومة في الذاكرة قصيرة المدى أو الذاكرة الحسية, ولكن من المحتمل ألا تتذكر كل ما خبرته في حياتك, حيث أن المعلومات يتم تقسيمها في الذاكرة تبعا لإستخدامها وحاجتك إليها, وأخيراً فإن المعلومات والبنود في الذاكرة طويلة المدى مترابطة جداً, وعند إضافة معلومة جديدة يتم إضافتها لما له علاقة بها مما تم تخزينه من قبل).