إدارة الشعور

تتم عملية إدارة الشعور عن طريق تعلـّم مهارات الاتحاد والانفصال .. التي يمكن أن تكون أداة فعالة في عملية تغيير الحالة …
الاتحاد Association: هو الحالة التي تضع فيها نفسك في تجربة، فترى بعينيك وتسمع بأذنيك وتشعر بشعورك، أي تكون أن جزء من الحالة وتعيشها بكل احاسيسها ومشاعرها، فتكون متأثراً بالحدث.
الانفصال Dissociation: هو رؤية الحدث أو المشهد من خارجه وكأنك شخص تراقبه من الخارج. وكأنك تراه في شاشة تلفاز أو على السينما، فتشاهد الحدث وتسمعه ولا تحس باحاسيسه، وكأنك مراقب خارجي تستطيع تقييم الحدث بموضوعية بعيدة عن المشاعر والعواطف.
ولكل حالة من الحالتين استعمالات وفوائد في الهندسة النفسية والاتصال الايجابي الفعـّال
مهارة الاتحاد والانفصال تجعل النظرة للحالة أو المشكلة أو لشخص معين نظرة واسعة وعميقة وشاملة … مما تتيح لنا إمكانية التعرف على خيارات واسعة جديدة للحل .. لم تخطر في بالنا من قبل
ففي كثير من تقنيات الهندسة النفسية يقتضي الأمر أن تكون الحالة الذهنية في حالة اتحاد وفي تقنيات أخرى تكون في حالة انفصال
وتقنيات الإتحاد والانفصال متعددة … سنتعرف على نوعين في هذه المرحلة …

تقنية الاتحاد والانفصال الثنائية:
في حالة الاتحاد تتخيل نفسك وأنت تعيش الحدث وتتفاعل معه فترى وتسمع وتحس بما يحيط بك، فتكون استجابتك مباشرة للحدث لأنك داخله

أما في حالة الانفصال فأنت تراقب الحدث ولا تعيشه (وكأنك تشاهد نفسك على شاشة تلفاز أو سينما) بالرغم من كون الشخص الذي تراه هو أنت ولذلك فإن استجابتك (الشعورية والعاطفية) تكون ضعيفة أو معدومة في هذه الحالة


تقنية مواقع الإدراك الثلاثة:
أفكار الناس تختلف لأنها تنظر للناس من مواقع إدراك زمانية مختلفة أو مواقع إدراك مكانية مختلفة أو مواقع إدراك منطقية مختلفة
وهذه التقنية توسع مداركنا لأمور كثيرة خفيت علينا … وبممارستها نستطيع تفهم الطرف الآخر الذي نعاني من اتصالنا الغير جيد معه (اتصال سلبي)


الموقع الأول:
موقع الذات – وهو موقعي أنا، حيث أحس بمشاعري وأحاسيسي وأتأثر من الموقع
الموقع الثاني:
موقع الآخر – وهو موقع الشخص الآخر الذي حصل بيني وبينه سوء فهم أو مشكلة أو خلاف أو عدم تقبل، فأحاول أن أتحد به، فأرى ما يراه وأسمع ما يسمعه وأحس بما يحسه، فأحصل على نتائج توسع فكري حول رأي الآخر ووجهة نظره
الموقع الثالث:
المراقب أو الحكيم – وهو موقع علوي، ينظر إلى الأمور من فوق فيسمو بنظرته إلى الأعلى, لا ينجذب شعوريا ولا عاطفيا إلى طرف، بل يتميز بنظرته المتجردة العقلانية والمنطقية


فلسفة جمع المعلومات من المواقع الثلاثة:
تغيير مواقع الإدراك المكانية والزمانية والمنطقية مهم جدا في جمع المعلومات.
عندما انظر إلى تجربة واحدة من مواقع إدراك زمانية أو مكانية أو منطقية مختلفة سأجمع معلومات أكثر، فلما انظر من مكاني كمدرب (موقع الذات) أجد معلومات غير التي أجدها عندما انظر من موقعي كطالب (موقع الآخر) غير المعلومات التي أجدها عندما انظر من وجهة نظر شخص لا علاقة له (موقع المراقب) هذه إذا توفر معلومات كبيرة
فلو وضعت نفسك (أنت) في موقع زوجتك التي اختلفتَ معها .. تصبح (أنا المسكينة الضعيفة وهو المتجبر)، ستفهم أشياء جديدة لم تتنبه لها من قبل من مشاعرها وطريقة تفكيرها وأسلوبها وتصرفاتها ….
ولو انتقلت إلى موقع (المراقب-المحايد), فترى أشياء جديدة لا هي لك ولا لها علاقة بها قد تكتشف ظروفا قهرتكما أنتما الاثنان
نحن نعيش دائما في مواقع
ذواتنا, والذي يعيش في موقع الذات يكون في الغالب أناني أو مغرور لا يشعر بمشاعر الآخرين ولا يحاول ان يفهمهم
والبعض يعيش في موقع الأخر أيا كان، فهو دائما يحس بالناس شاعر بهم مقدر لمشاعرهم وينسى نفسه والبعض يعيش في موقع المراقب فتراه يعيش على هامش الحياة لا يفكر في نفسه ولا في الآخر




الوعي في مواقع الإدراك الثلاثة:
•في موقع الذات
(اللاوعي فقط): لأنها تمثل المشاعر الداخلية فقط كالطفل يفعل ما يريد, الذات تحب وتكره فلا تعرف صوابا وخطأ, فهي لا وعي فقط (يشعر بنفسه لكنه لا يرى ولا يسمع نفسه)
• في موقع الآخر
(وعي ولا وعي): يرى ويسمع الذات ويشعر برأي الآخر عن الذات، لأني عندما انتقل إلى الآخر أري نفسي وأسمعها أتخيلها فأستطيع أن اعرف مواقف الناس تجاهي

•في موقع المراقب
(وعي فقط): لا يشعر بالذات ولا في الآخر بل يراهما ويسمعهما .. عاقل جدا ليس عنده وعي ولا مشاعر. موقع المراقب كثيرا من يفض النزاع الدائر بين موقعي الذات
والآخر.


تقنية مواقع الإدراك في جمع المعلومات:
الانتقال إلى موقع الذات: ماذا أريد أنا (المعرفة) ؟
الانتقال إلى الموقع الآخر: ما هو رأيي (أي الآخر) في المعرفة (أي في الحقيقة أنا) ما هو شكلها، كيف هو سلوكها، هل أنا مقتنع بها، ما هو شعوري تجاهها، لماذا تعاملني هكذا، لما تصرفت هذا التصرف .. وسبب غضبها مني .. وما هي مواقفها …. ؟
الانتقال إلى موقع المراقب: رؤية الطرفين من موقع يمتاز بالحكمة والحيادية والعقلانية، إذا استطعت أن أرى الطرفين وأراقبهما دون تحيز .. ستكون حصيلتي ممتازة من معرفة أخطائي وعلاجها

فوائد القيام بتقنية الإتحاد والانفصال ومواقع الإدراك الثلاثة:
~ التعمق بالحالة المطلوبة
~ المرونة في التنقل بين الاتحاد والانفصال
~ الشعور بقوة بالمشاعر الايجابية وتعميقها مما يؤدي إلى التخلص من المشاعر السلبية
~ الإحساس وفهم وجهات نظر الآخرين مما يساعد على تحمل نقدهم واستيعابهم واحترام آرائهم
~ في النهاية ستكون حصيلتنا كبيرة تشمل خبرات الآخرين بالإضافة إلى اكتسابنا الموضوعية في التفكير
~ القضاء على المخاوف بأشكالها وعلاج الصراعات النفسية والوساوس القهرية
~ إن تخيل المواقع الثلاثة يفيدنا كثيرا في تحقيق التوازن بين وجهة نظرنا ووجهات نظر الآخرين, ويساعدنا على الوصول إلى موضوعية أكبر وتقييم أدق لسلوكنا
~ السعادة والتعاسة قرار نحن نتخذهما … فلنقرر أن نكون سعداء

نقلته للفائدة