المظهر من المقومات الاساسية للمدرب، إذ لا يقتصر المظهر على الشكل العام فقط؛
بمعنى لا يقتصر على المظهر الخارجي الظاهر للمتدرب بل يجب أن يشتمل أيضاً على المظهر الخفي، الذي يشتمل على الحالة النفسية للمدرب، وكذلك سلوكه وطباعه وكلاهما المظهر الخارجي العام والمظهر الباطني الخفي كل منهما يكمل الاخر، فلا يجوز على سبيل المثال لا الحصر ان يكون مدرب على قدر عالي من الاناقة لكن اسلوب حديثه فظ وغليظ، فهنا الاناقة وحدها لن تفيد في شئ.


أولا المظهر العام الخارجي:-
· مهندم ومنسق في ثيابه ومتناسق في الوان ثيابه، يهتم بتصفيف شعر راسه وتهذيب لحيته وشاربه إن كان ملتحي او حليق اللحية، فيحافظ على دوام حلق لحيته، ولا يكون بين تلك الحالتين

· إذا كان مدخن فيجب أن لا تفوح منه رائحة المدخنين حتى لا يُنفر منه المتدربين أو يسبب الإشمئزاز وبالتالي ينعكس سلباً على المتدرب فلن يتقبل المعلومة ويجعل من جلسة التدريب عبء على المدرب

· يتميز بصوت رخيم متوسط بين العالي والمنخفض فلا يكون صوته عالي يزعج المتدربين وبالتالي يسبب لهم الصداع ولا يكون منخفض فلا يسمعه المتدربين وقد يسبب لهم النعاس وفي كلتا الحالتين تكون الجلسة مملة وغير حماسية

· حماسي ومتحرك داخل غرفة التدريب بحيث يجذب انتباه المتدربين بإستمرار، مما جعل جلسة التدريب تفاعلية ويقحم كافة الاطراف في هذا التفاعل مما يجعل الجلسة مثمرة تعطي اهدافها بسهولة ويسر

· يتقن فن الإلقاء على أن يرتكز على اساسيات مهارات الألقاء التي تميز المدرب عن مدرب اخر، أي يستخدم تعبيرات الصوت وتعبيرات الايدي والوجه وتعبيرات الجسد في إتمام عملية التواصل بينه وبين المتدربين بشرط ان لا يتكلف ويمثل بل يكون بطبيعته وتلقائيته، وان لا يبالغ في حركات يده او تعبيرات وجهه مما يفقده المصداقية ويشعر المتدرب بالتمثيل وليس التدريب

· الطبيعة والعفوية والتلقائية تعتبر من أهم سمات شخصية المدرب حتى يدخل الراحة النفسية في قلوب المتدربين ويترك إنطباع جيد داخل نفوسهم مما يجعل الجلسة اكثر فاعليه وإنسجام بين المدرب والمتدربين، يتجنب التكلف والتصنع، وإستخدام عبارات توحي بالعلو والكبر فيصيب المتدربين بالإحباط




ثانياً المظهر الباطني الخفي:
· سبق أن اشرنا الى الحالة النفسية للمدرب تلعب دوراً هاماً في التواصل بينه وبين المتدربين، كذلك سلوك وطباع المدرب العام واثناء الجلسة، وعليه فإن المدرب يجب أن يكون مظهر الباطني كما يلي

· مثقف مطلع بحيث يدخل الثقة في نفوس المتدربين بما يجعلهم يتقبلون منه بثقة مع مراعاة أن لا يخجل من عدم معرفة شئ فلا يفتي بما لا يعلم حتى لا يفقد المتدربين المصداقية في المدرب مما يؤدي الى انهيار جسر التواصل بين الطرفين

· غير متحيز لجنس أو عرق أو دين، فيجب أن يكون حيادي معتدل لا ينحاز لجنس على حساب الاخر او ينحاز الى عرق على حساب الاخر وهذا ما وضعه المشغل الوطني للرخصة ضمن الفرص المتساوية لضمان الجودة

· مفوة ولبق ومتكلم، وهي صفة موروثة او مكتسبة والمدرب الذي يفتقد لهذه المهارة عليه ان ينميها ويطلع ويدرس بقدر ما يرفع من مهارته في التحدث والالقاء

· هادئ ومتزن نفسياً غير عصبي ولا يتوتر من مؤثر خارج الجلسة او حتى اي مؤثر داخل الجلسة، فعلى سبيل المثال لا يجوز للمدرب ان يتذمر ويشكو من الازدحام المروري وبالتالي من الممكن ان يتاثر به المتدربين فتتغير نفسيتهم مما يجعل الجلسة بين شد وتوتر من بدايتها


بعد أن استعرضنا المظهر الذي يجب أن يكون عليه المدرب وبخاصة المدرب المحترف، يتبين لنا مدى تاثير العلاقة بين المدرب والمتدرب والتي تتأثر تأثيراً مباشراً مما لا يجعل أي مجال للشك بأن مظهر المدرب يؤثر على المتدرب قبل التدريب وأثنائه بل يمتد لبعد إنتهاء التدريب. لدرجة أن العطر الذي يستخدمه المدرب قد يترك اثراً على المتدرب، مما يجعل المتدرب يتذكر عطر مدربه حتى بعد إنتهاء التدريب بفترة طويلة.


مما يجعل المدرب واثق في نفسه، وهذا بداية الاحترافية في التدريب، وبالتالي يترك مصداقية لدى المتدرب وتمتد هذه المصداقية الى المؤسسة التي يعمل بها المتدرب وكذلك المؤسسة التي يعمل بها المدرب.


والجدير بالذكر أن المظهر العام سواء ظاهري او باطني كما اشرنا سابقاً، يترك انطباع جيد لدى رؤساء المدرب، مما يزيد من ثقة المدرب في نفسه وكذلك ثقة المدراء او رؤساء المدرب فيه.