أخواتي وأخواني أعجبني هذا الموضوع لأهميته وذلك في عملية الإقناع، وأرى أنه يجب على الجميع معرفة أهمية الإقناع وذلك حتى يعرف كيف ولماذا يقنع الأخرين وإليكم الموضوع
(من الصعوبة أن يتقدم ويتطور مجتمع لا يملك القناعة الكافية بضرورة الأخذ بوسائل الحضارة المتقدمة من تكنولوجيا صناعية وزراعية وتقنية اقتصادية ومهنية وغيره .. وهنا نلمح ضرورة الإقناع ، ونشعر بأهميته في أمور الحياة المتعددة ، وتلح ضرورته في الأمور الدينية ، كما أن الإقناع في أمر ما ليس من الضروري أن يكون بصورة مباشرة وموجهة لكل شخص بعينه ، لأن ذلك قد يصعب تحقيقه دائماً .. ولأن التأثر والتأثير الجماعي يشكل نوعاً من الإقناع ويؤدي إلى التقليد .
وقد قامت الباحثة الاجتماعية كاتلين ريدون بدراسة حول الإقناع وأهميته ، فأشارت إلى حقيقة اجتماعية ، وهي أن الناس يعتمدون على بعضهم ، ويتصرفون بالكيفية التي التوافق بينهم ، فكل منهم عليه أن يجد الأساليب التي تجعل سلوكه المحقق لأهدافه مقبولاً من الآخرين ، ذلك لأن أنماط الحياة تؤكد على أن الناس كائنات اجتماعية ، فهم في حـاجة إلى أن يكونوا في صحبة الآخرين ، وأن يكونوا مقبولين منهم وهذه الحاجة التي يشعرون بها لا يمكن تحقيقها إذا جاء سلوكهم متعارضاً مع أهداف الآخرين ، ويأتي الإقناع كأسلوب يحاول به الناس أن يغيروا سلوك الآخرين.
فلكي تقنع مزارعين بسطاء باستخدام الأساليب التكنولوجية الحديثة في الزراعة لابد أن يشاهدوا النتائج أولاً ، ولذلك يجب أن يستخدم هذه التكنولوجيا الميسورون وبعد ذلك يقتنع باقي الأفراد ، ويمكن أن تتكرر العملية ذاتها بالنسبة للحاسب الآلي لتطوير الإدارة في المؤسسات والشركات الصغيرة والمتوسطة ، فالكثير من أصحابها وممن يقومون عليها ليست لديهم القناعة الكافية بالدور الكبير الذي يقوم به الحاسب الآلي ، ومهما شرح لهم وجرت معهم محاولات للإقناع بجدوى ذلك فمن غير الممكن التسليم بنجاح هذا الأمر ، ولكن تطبيق ذلك في المؤسسةٍ ما مشابهة لتلك ومشاهدة النجاح الباهر والأداء الكبير لهذا الحاسوب ، عندئذٍ ستكون تلك عملية إقناعية جيدة، وهي بالطبع ليست مباشرة ، فكل صاحب مؤسسة سيحاول الحصول على ذلك الحاسوب واستخدامه في إدارة أعماله ، الأمر نفسه سوف يتكرر مع باقي المؤسسات بسبب عامل التأثر والتأثير.
إن أهمية الإقناع لا تقف عند هذا الحد بل إن الأمر يتعدى ذلك مجال التعليم والتربية، فالتعليم بعضه يقوم على التجارب والأرقام والأفكار والملاحظة ، ولكل منها نتائج يجب أن تكون صحيحة وإلاَّ أصبحت الرسالة التعليمية المقدمة غير مقنعة ، فالعلوم الرياضية كالهندسة والجبر ونحوهما تقوم أساساً على مبدأ الإقناع والبرهان وكل ذلك يدل على أهميته في مجال التعليم وكذلك التربية، فالطفل لا يمكن أن يقتنع بخطر النار والمياه الساخنة إلاَّ إذا شعر بها بنفسه، ولا يمكن أن يقتنع بأن الكذب غير محبوب وخلق سيئ إلاَّ إذا شعر بنتائجه الوخيمة، والمراهق أيضاً لا يمكنه أن يدرك أضرار التدخين إلاَّ بالمشاهدة ، والأمر ينجرّ على سائر المجالات الأخرى التي يدخل فيها الإقناع كالدين بشكل رئيسي والإدارة ، والعلاج النفسي ، وأصبحت عمليات التطبيق في جميع المجالات تأخذ دوراً أكبر من أجل الإقناع حتى أن الأبحاث العلمية تتناول مشكلات يتفق الجميع على أهميتها ومقتنعون على ضرورة مواجهتها كانتشار المستشفيات العقلية وعيادات مكافحة التدخين ، وتوفير المعاهد المتخصصة لتدريب العاملين والموظفين لإيجاد الكفاءات اللازمة لتطوير العمل وتحسين أداءه ، وأيضاً الأمور الخاصة كالعائلية ، فمثلاً عندما يتقدم شاب لخطبة فتاة ما، فمن الضروري وجود الاقتناع بين الطرفين وإلاَّ انتهى الزواج بالفشل في غالب الأحيان.
إذن نخلص مما سبق إلى أن توفر عنصر الإقناع والاقتناع من الأهمية بمكان في جميع أمور الحياة المختلفة سواءً المتعلقة بالفرد أو المجتمع ، كما أن الإقناع يأخذ أهميته في المسائل الدينية ، فاعتناق دين ما لا يكون سهلاً وكذا الاعتقاد بمذهب أو فلسفة ذات صبغة روحية لا تقع لأحد إلاًّ بعد حصول الإقناع والتأثير من طرف آخر ، إن عمليات الإقناع بين الناس تحتاج لمزيد من الدراسة والبحث المستفيض ، وتحتاج إلى تقديمها بأسلوب علمي أكاديمي، فيستفيد منها أصحاب الفكر وحملة مشاعل المعرفة والدعاة المخلصون).
منقول للإفادة
تحياتي
المفضلات