ملخص لافتراضات ليندمان الأساسية حول المتعلمين الراشدين
1- الذي يحفز الراشدين على التعلم مرتبط بمدى تلبية هذا التعلم لحاجاتهم واهتماماتهم.
2- يتوجه المتعلمون الراشدون بتعلمهم نحو الحياة.
3- تعتبر الخبرات أهم مصادر لتعلم الراشدين.
4- شعور الراشدين برغبة قوية للتعلم الذاتي.
5- تزداد الفروقات الفردية بين الناس مع التقدم بالسن.
من الممتع ملاحظة أن ليندمان لم يفرق بين تعليم الراشدين وتعليم الشبان حيث انصب اهتمامه على مقارنة تعليم الراشدين بالتعليم التقليدي. فنستنتج من ذلك: أن تعلم الشبان يفوق تعلم الراشدين عند الاهتمام بحاجاتهم ومواقف حياتهم وخبراتهم ومفاهيمهم حول ذاتهم وفروقاتهم الفردية.
ظهر اتجاه البحث الفني, الذي بدأه ليندمان في عام1926, من خلال "مجلة تعليم الراشدين[5]."
وهي مجلة تصدرها الجمعية الأمريكية لتعليم الراشدين أربع مرات سنوياً. حيث ساهمت هذه الجمعية, بين شباط 1929 وتشرين الأول 1941, بشكل كبير في مجال تعليم الراشدين.
فيما يلي مجموعة من الأفكار الجديدة حول تعلم الراشدين من خلال بعض الاقتباسات من مقالات تلك المجلة التي جمعت معلوماتها بالاستعانة بخبرات أصحاب المهن الناجحة.
بقلم "لورانس بي.جاكس", رئيس كلية مانجستر, أكسفورد, إنجلترا:
"لا يسعنا اعتبار الدخل والمعيشة فرعين منفصلين لأن كلاً منهما مكمّل للآخر في حياتنا. فهما وجه لعملة واحدة, أو اسمين مختلفين لعملية واحدة مستمرة ينظر إليها من نتائجها المختلفة.... فنحن بأمسّ الحاجة في الوقت الحاضرإلى تعليم يرتكز على مفهوم الاستمرارية وهو أن تستمر الحياة. وبناء على هذا التعليم, تعتبر صناعة الحضارة "مدرسة مستمرة" للتفكير والشخصية وتهدف إلى:
- تكييف الرجال والنساء وفقاً للمهن المتخصصة التي يعملون بها.
- تنشيط المهن وإحيائها من خلال السعي للتفوق في كل المجالات.
رغم أنني سأبدو خيالياً نوعاً ما, إلا أنني سأتجرأ وأقول بأن الهدف النهائي للتعليم الجديد هو تحويل نشاط العالم الصناعي بشكل تدريجي إلى جامعة عالمية. بمعنى آخر, يهدف التعليم الجديد إلى التدرج في خلق حالة يكون فيها كسب الرزق والبقاء على قيد الحياة بدلاً من الوجود عملية واحدة ومستمرة خلافاً لما هو الحال عليه الآن حيث ينظر لهما كعمليتين منفصلتين وغالباً متعارضتين. (مجلة تعليم الراشدين, العدد الأول[w7] , 1, شباط,1929, ص7-10).
بقلم روبرت دي.لاي, رئيس كلية بينتون:
فإن تعليم الراشدين يسهم في إدراكنا لقيمة وأهمية استمرارية عملية التعلم إلى حد بعيد.... ويعتبر حكماء هذه الحركة في الولايات المتحدة تعليم الراشدين بمثابة فرصة تربوية تفوق بأهميتها تلك الفرصة المقدمة للشباب والسبب في ذلك لا يعود إلى الحوافز الزائفة للمنظمات الأكاديمية بل إلى:
- الاندفاع الذاتي للتعلم انطلاقاً من رغبة المتعلم الصادقة بالمعرفة وإغناء خبراته.
- استفادة المتعلم من تجاربه اليومية ذات الصلة الوثيقة بمادة التعلم.
- تثبيت المعلومات الجديدة بسرعة نتيجة لما سبق وإغنائها بمواقف الحياة اليومية.
بالتالي فإن رواد هذه الحركة لا يجعلون من تعليم الراشدين بديلاً عن التدريس غير الكافي الذي يتلقاه الشبان. وهكذا وبشكل تدريجي أصبح مفهوم تعليم الراشدين واضحاً نستخلصه فيما يلي:
- عملية استمرارية تبدأ منذ الولادة وتنتهي عند الموت.
- عملية ذات صلة وثيقة بخبرات الفرد اليومية.
- عملية واقعية هامة بالنسبة للمتعلم.
- عملية تتميز بإشراك المتعلم على نحو فعال وعدم وقوفه عند عملية التلقي بشكل سلبي. (مجلة تعليم الراشدين, العدد الثاني[w8] , 2, نيسان, 1930, ص123)
بقلم ديفيد إل. ماكيه, مدير قسم تعليم الراشدين في المدارس العامة, سان خوزيه, كاليفورنيا:
"ينظر الراشدون إلى الشخص باعتباره معلماً جيداً فقط عندما يكون لديه إيمان راسخ بالحياة وعندما يكون قادراً على إثارة مناقشات عقلانية من جوهر الحياة. إلا أنه لا يعد معلماً للراشدين إلى أن يتواجد ضمن مجموعة يقوم أعضاؤها بالمناقشة أو الرفض أو السخرية من إيمانه هذا. وهنا سر تعلق الطالب بمعلمه لما يثير في نفسه من متعة وسرور. وفي مثاله عن القدرة على الاحتمال, يزعم "برودون" بأن احترام الشخص ينم عن درجة كبيرة من العقلانية أكثر من حبنا له.... هناك دليل إيجابي بعدم ظهور نظام لتعليم الراشدين قادر على إنجاح الطرق الجامعية لتعليمهم في المجالات الثقافية. إذ لابد من إضافة شيء جديد بأسرع وقت ممكن سواء فيما يتعلق بمحتوى أو بطريقة تعليم الراشدين. وفي هذا السياق, تفشل دور المعلمين[6] في إعداد المدرسين الجيدين لتعليم الراشدين[w9] . (مجلة تعليم الراشدين, العدد الثالث[w10] , 3, حزيران, 1931, ص293-294)
بقلم ماريا روجرز, عاملة متطوعة في مجلس مدينة نيويورك لتعليم الراشدين:
هناك نوعاً من تعليم الراشدين يحظى باهتمام أكبر واستخدام أوسع من قبل المعلمين الذين يبحثون عن طرائق جديدة. أثبت هذا النوع فعاليته في حالات عديدة على الرغم من أن انتشاره محدود حيث أخذ على عاتقه مهمة أكثر صعوبة مما تقوم به مؤسسات تعليم الراشدين إذ تقوم تلك المؤسسات بتحديد مفهوم الطريقة اعتماداً على نتيجة التطبيق المخصص للراشدين الذين يدخلون قاعة الدروس لتعلم شيء محدد مسبقاً. أما هذا النوع الجديد من التعليم فيهدف أولاً إلى جعل حياة المشاركين ذات قيمة تربوية بالنسبة لهم.... الخطوات المستخدمة من قبل المعلم في الطريقة الجماعية للتعليم؟
1- يرحب بوجود الناس كأشخاص عاديين واجتماعيين[w11] .
2- يبحث عن المجموعات التي يعمل ضمنها هؤلاء الأشخاص ويكون له [H12] ضمنها وجوده الخاص.
3- يساعد على إكساب حياتهم قيم تربوية. (مجلة تعليم الراشدين, العدد العاشر[w13] , تشرين الأول, 1938, ص409-411)
بقلم روث ميرتون, مدير قسم التعليم, ميلووكي, واي.دبليو.سي.أي:
تتميز المدارس النهارية باحتواء الطلاب ما بين الأطفال والمراهقين الشباب. فتكون بذلك العلاقة بين المعلم والطالب علاقة يسودها الجهل ومع ذلك فإن لها فوائد عديدة. أما في المدارس الليلية فالوضع مختلف تماماً. فالمعلم يقوم بتوجيه موضوع واحد فقط, في حين يتمتع الطلاب ببعض المهارات أو المعارف على اختلاف مجالاتهم والتي يفتقر إليها المعلم. فهذا يقود إلى جو من المناقشات داخل صفوف المدارس, فضلاً عن الإحساس بالزمالة أثناء التعلم حيث يمكن للمرء ملاحظة اندفاع كل من المعلم والطالب للتعلم على حد سواء. ومن الملاحظ هنا أن الطريقة المثالية للوصول إلى هذه الحالة هي الضحك بالنظر إلى تفاوت درجاته من شخص لآخر. فالتأكيد على أهمية إتباع الأسلوب المرح أثناء التعليم ضرورة على الرغم من الصعوبات التي يواجهها المعلمون كالإرهاق وصعوبة استيعاب الطلاب. (مجلة تعليم الراشدين, العدد التاسع[w14] , نيسان, 1939, ص178)
بقلم بن إم. تشيرنتون, رئيس قسم العلاقات الثقافية في وزارة الخارجية الأمريكية:
يتصف تعليم الراشدين المؤيد لمبدأ إخضاع الفرد إخضاعاً كاملاً, بدقة التنظيم وهذا منتشر في كافة أنحاء العالم. يلزم هذا النوع من التعليم الطالب بالتقيد بنماذج معينة من السلوك يتم تحديدها من قبل السلطة. ويتوقع أن يكون السلوك فيها قياسياً وقابلاً للتنبؤ.... في حين يستخدم التعليم الديمقراطي طريقة نشاط التعلم الذاتي مع حرية اختيار مادة البحث وتحديد النتائج. حيث يعتمد هذا التعليم على التلقائية. ومما لا شك فيه أنه من الصعب توقع السلوك وهذا يبرر كونه غير قياسي. فالتفكير النقدي الشخصي يمثل الوصف الأفضل للطريقة الديمقراطية وهناك شرخ كبير ما بين النظام الديمقراطي والنظام الصارم في الدقة. (مجلة تعليم الراشدين, العدد التاسع[w15] , 3, حزيران, 1939, ص244-245)
بقلم ويندل توماس, مؤلف كتاب "الفلسفة الديمقراطية[7]" وأستاذ لمعلمي الراشدين في مدينة نيويورك:
إن اختلاف تعليم الراشدين عن التعليم العادي هو تماماً كاختلاف حياة الراشد بما فيها من مسؤوليات فردية واجتماعية, عن حياة الطفل التي يتخللها الأمان والحماية.... فيختلف الراشد عن الطفل عادة في وعيه لفرديته ولهدفه الاجتماعي. بناء على هذا فإن تعليم الراشدين يتيح الفرصة أمام الطلاب لتقديم إسهاماتهم الشخصية. وبالتالي تنظيم هذه الإسهامات على شكل هدف اجتماعي. (مجلة تعليم الراشدين, العدد التاسع, 4, تشرين الأول, 1939, ص365-366)
بقلم هارولد فيلدز, نائب مدير المدارس الليلية, مجلس التعليم, مدينة نيويورك:
يجب تغيير كل من محتوى المناهج وطريقة التعليم بحيث نستعيض عن المحاضرات بالتمارين داخل الصف والتي تحمل في طياتها المشاركة الطلابية. وتنطلق من شعار "دع الطلاب يؤدون أعمالهم بأنفسهم." كما يجب علينا إتاحة الفرص الكافية للاجتماعات والمناقشات[w16] فضلاً عن استخدام الصحف والمجلات والمناهج والإعلانات إضافة للكتب الدراسية لتعليم القراءة. هذا ولا بد من جعل الأنشطة اللاصفية جزءاً هاماً من سير العملية التربوية.... هناك بعض المبادئ التي يجب تضمينها في برنامج تعليم المواطنين الراشدين من أجل إنجاح البرنامج (مجلة تعليم الراشدين, العدد العاشر[w17] , كانون الثاني, 1940, ص44-45)
ومع بداية عام 1940 تم اكتشاف معظم المبادئ التي تحتاجها النظرية الشاملة لتعليم الراشدين لكن لم يتم جمعها ضمن إطار موحد وبقيت منفصلة كوجهات النظر والمفاهيم والمبادئ. وفي الأربعينات والخمسينات حظيت تلك المبادئ باهتمام أكثر حيث جرى توضيحها وتطويرها لتساهم في الانفجار الحقيقي للمعرفة في جميع مجالات العلوم الإنسانية آنذاك. (من الممتع ملاحظة أن هذه الفترة تتميز بتحول تدريجي في تركيز الأبحاث التي أصبحت تركز على دراسات الحالة الطولانية[w18] والشمولية لتحقيق أكبر قدر من المعرفة المفيدة بدل أبحاث الثلاثينات والأربعينات التي اتسمت بالجزئية والتجريبية والكمية.
المفضلات