عضو مميز
- معدل تقييم المستوى
- 33
تطبيق نموذج الأندراغوجي
إن من أهم الظروف التي يمكن من خلالها تطبيق نموذج الأندراغوجي:
1- تكييف نموذج الأندراغوجي تبعاً للظروف المتغيرة خلال ممارستها.
2- الاستعانة بالتقنيات لتحسين تطبيق نموذج الأندراغوجي عند التعلم.
تكييف نموذج الأندراغوجي حسب الشروط و المواقف المختلفة
إن هدفنا الأساسي من الأبحاث الأندراغوجية هي الدراسات المعيارية, إضافة إلى أن غايتنا من تطبيق نموذج الأندراغوجي هي تكييف هذا النموذج ليلائم كافة المواقف المختلفة. وكما رأينا كيف أن نولز في أواخر حياته قام باكتشاف مدى صعوبة تطبيق ذلك النموذج بشكل تام. فقد كان مدركاً تماماً لضرورة قيام أصحاب المهن بالتعديلات اللازمة من أجل إمكانية التطبيق بطرق مختلفة وذلك عند تغيير المواقف أو مجموعات المتعلمين. وقد يستلزم ذلك اعتماد النموذج البيداغوجي في بعض الحالات المباشرة وذلك بفرض تهيئة المتعلمين وتطويرهم ليصبحوا قادرين مع الوقت على تطبيق النموذج الأندراغوجي. وفي حالات استثنائية, قد لا نستطيع تطبيق هذا النموذج إلا بشكل جزئي. ولكن هذا لا ينفي إمكانية تطبيقه في بعض الحالات بشكل تام.
ما نزال نعاني من صعوبة تحديد مسألة التعديلات التي تفرضها الظروف والشروط الخاصة. لقد أصبح هذا الموضوع في وقتنا الراهن من مهمة فن التطبيق المهني. إذ يزودنا نموذج تطبيق الأندراغوجي بخطوة أولية إلى توجيه مفاهيمي جديد إلى ذلك الفن. ويتبين لنا بأن أحد الإرشادات الأساسية الجديدة لممارسة الأندراغوجي هو تطوير تعريف أكثر وضوحاً حول كيفية تعديل تطبيق نموذج الأندراغوجي بما يتلائم والظروف المتغيرة. ولتوضيح ذلك يستخدم نولز مثالاً عاماً وهو: إذ يكون من الضروري استخدام استراتيجيات نموذج البيداغوجي عند توجيه مجموعة من المتعلمين الجدد الذين لا يفقهون شيئاً البتة في مجال تعلمهم وذلك كي يتقنوا الأساسيات. وبقول آخر, عند توجيه المتعلمين الذين لايتمتعون بمستويات عالية من الثقة عندها سيكون من الضروري اعتماد الاستراتيجيات المخصصة للمتعلمين المتكلين على الآخرين في تعلمهم.
نستطيع تصور الأمر كمجموعة من الأسئلة التي يطرحها أصحاب المهن حول المتعلمين ومواقف التعلم والتي تكون نتيجتها تعديل استراتيجيات الأندراغوجي. على الرغم من أن ذلك سلبياً بالنسبة المتشددين الاندراغوجيين, إلا أن هذه هي الطريقة التي اعتمدها نولز لاستخدام نموذج الأندراغوجي حيث أدرك في أواخر حياته بأن تلك هي الطريقة الأفضل لعمل الأندراغوجي. حيث كتب نولز عام 1980, "إن المقصود بهذا الكلام عند التطبيق هو إلقاء المسؤولية كاملة على المدربين في اختبار الافتراضات التي يمكن تطبيقها في موقف ما".
عندما تظهر إمكانية تطبيق الافتراض البيداغوجي عندها ستكون هذه الافتراضات أكثر ملائمة على الأقل كنقطة بداية إذ لا نعتبر أن نموذج الأندراغوجي هو الحل الوحيد, إنما هو نظام من الأفكار التي يمكننا الاعتماد عليها لتحسين جودة التعلم" (ص49). وهكذا نذكر هنا بأن التحدي الذي نواجهه يكمن في تنظيم مهارة التطبيق المهني لنموذج الأندراغوجي في مواقف مختلفة.
الأندراغوجي والتعلم التقني
يعتبر نولز (1989) التقنية إحدى العوامل الأساسية لصياغة تعلم الراشدين في القرن الحادي والعشرين, وكما يؤكد على تطابق ذلك العامل مع نموذج الأندراغوجي. وهنا نؤكد على دور التقنيات في توفير فرص ناجحة لتعلم الراشدين اعتماداً على نموذج الأندراغوجي فضلاً عن التحديات الخاصة التي تفرضها تلك التقنيات. تقدم التقنيات فرصاً جديدة تمتاز بجرأتها لتساهم في تزويد الراشدين بخبرات التعلم المفيدة وذلك عند اعتماد التعليم الأندراغوجي.
ما هي فائدة التقنية؟
أولاً: تشبع التقنيات رغبة الراشدين في التعلم الذاتي بشكل مباشر حيث أنها تعد أساساً وسيلة للتعلم الذاتي يتعلم الراشدون من خلالها بأوقات وأشكال مناسبة ويتحكم المتعلم أثناء ذلك بشروط التعلم جميعها.
ثانياً: إن التعليم المطور بشكل جيد بواسطة الحاسوب يمكن الراشدين من تصميم خبرات التعلم بما يلائم خبراتهم السابقة. فنحن بهذا السياق لا نتحدث عن التعليم المباشر الذي يعتمد على المعلومات البسيطة, بل على التعليم الذي يعتمد على التقنيات التي تسمح للمتعلم باختيار الطرق البديلة أثناء التعلم المرتكز على خبرات تعلمهم السابقة. وعلى الرغم من أن ذلك يتطلب توظيف المزيد من التقنيات إلا أن النتيجة هي أكثر فاعلية بالنسبة لتعلم الراشدين.
ثالثاً: فالتعليم بواسطة التقنيات يتيح للمتعلمين فرصة تصميم التعلم بسهولة بما يلائم مشاكلهم الواقعية وذلك عند تخطيط التعليم بشكل مناسب. إن قيام المتعلمين باكتساب وتعلم أشياء ذات صلة مباشرة مع حياتهم وأعمالهم الخاصة يجعلهم قادرين على تطبيق ما تعلموه في مواجهة المصاعب التي يتعرضون لها. إضافة إلى ذلك, فإن المتعلم التقني يمكّن المتعلمين من الحصول على ما يلزمهم لحل المصاعب التي دفعتهم بالدرجة الأولى للتعلم.
بالإضافة لتلك المناسبات فإن المتعلمين يواجهون تحديات خاصة في مجال التعلم الذاتي وذلك عند استخدام الإنترنت. وعلى الرغم من اعتبار الإنترنت المصدر الرئيسي للحصول على المعلومات فيما يتعلق بالدول التقنية، فذلك وحده لا يضمن التعلم. فمن نتائج الاعتماد على الإنترنت نفاذ صبر المتعلم وانخفاض مستوى اهتمامه. إذ إن استخدامه كأداة أساسية للتعلم الذاتي يتطلب اكتساب المتعلمين مهارات التعلم الذاتي المطورة بشكل جيد. وضمن هذا السياق التقني, لا نستطيع اعتبار التعلم الذاتي والأندراغوجي أمراً اختيارياً لملائمة المرحلة التطويرية للمتعلمين الراشدين أو حتى تقديم المساعدة أو استخدام النموذج البيداغوجي عندما يستلزم الأمر. مع الإشارة إلى أن التعلم التقني مرتبط بجاهزية المتعلمين للتعلم الذاتي. من الشائع جداً في المنظمات التي تطبق التعلم التقني ملاحظة افتقار المتعلمين للمهارات الإدراكية المتغيرة والمحفزات أو الثقة للاشتراك في مستوى التعلم الذاتي المطلوب.
بالنتيجة, لا يكفي استخدام تقنية المعلومات في نموذج الأندراغوجي, حيث لا بد أن يبدي المتعلمون استعدادهم لاعتماد نموذج الأندراغوجي إضافة إلى توجيه تعلمهم الخاص. إن ذلك من شأنه إعطاء أهمية خاصة للخطوة الأولى من نموذج تخطيط البرنامج الذي وضعه نولز والتي تدعى "تهيئة المتعلمين" بفرض التأكد من استعداد المتعلمين للاستفادة من الفرص التي تقدمها التقنية فضلاً عن مهارات التعلم الأساسية حول كيفية التعلم.
إمكانية نجاح نموذج الأندراغوجي
بواسطة:أحمد الخطيب
موسوعة التعليم والتدريب
http://www.edutrapedia.illaf.net/arabic/show_article_page.thtml?id=275&pg=2
المفضلات